كيسنجر: أمريكا وراء تفوق الصين

في الإثنين ١١ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 


هنري كيسنجر
كتبت- تهانى شعبان:

 

أكد وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنري كيسنجر، أن السياسات غير الحكيمة التي تتبعها الإدارات الأمريكية هى السبب فى اختلال التوازن المالى بين بلاده والصين؛

مشيراً إلى أنه عندما بدأت العلاقات بين الجانبين، لم يكن متوقعاً على الإطلاق أن تصبح بكين منافساً اقتصادياً للولايات المتحدة، ولكن ما حدث هو أن الصين نظمت نفسها، وكان من الطبيعى أن تتحول إلى ند قوي على الساحة العالمية.
وأعرب كيسنجر، فى حوار مع مجلة دير شبيجل الألمانية، عن قلقه من ضخامة الديون الأمريكية لدى الصين؛ موضحاً أنها يمكن أن تعرض استقلال الائتمان الأمريكى للخطر.
وشدد وزير الخارجية الأشهر في التاريخ الأمريكي على أن السبب الرئيس وراء الفشل فى إيجاد قواعد للحوار بين بكين وواشنطن يعود إلى التباين الثقافي بين البلدين، فالثقافة الأمريكية ترى أن جميع الناس يمكن تغييرهم، وأن جميع البشر في العالم يمكن أن يتحولوا إلى أمريكيين (كما تدلهم على ذلك الخبرة المستمدة من مجتمعهم الاستيطاني الذي يقوم على الهجرة)، بينما يؤمن الصينيون بأنه "لا يمكنك أن تكون صينياً إلا إذا ولدت هناك".
وأضاف كيسنجر أنه بناءً على ذلك، تهتم الولايات المتحدة كثيراً بنشر ثقافتها وأيديولوجيتها لتحويل شعوب العالم إلى "متأمركين"، أما الصين، فإن الهم الأكبر لها هو الاهتمام بأعمال (البزنس) والحصول على الموارد الطبيعية من الدول الأخرى، على عكس ما كان الوضع عليه في عهد الزعيم الصينى الراحل ماو تسى تونج، مؤسس الصين الحديثة، الذي كان مهتماً بفكرة الأيديولوجية الصينية أكثر من اهتمامه بتحقيق الانتعاش الاقتصادي في الصين.
واستطرد كيسنجر أنه من خلال حواراته مع ماو فى فترة السبعينات، بدا له أنه غير مهتم بالتعاون الاقتصادي مع الغرب، وأنه لو استطاع أن يطلع على أوضاع الصين في الوقت الحالي لاعتبر أنها صارت مادية بشكل مفرط، كما أنه من المرجح أن يتخذ موقفاً معادياً من الأثرياء الصينيين الذين يملأون بكين وشنغهاي، والذين يعتبرهم "مترفين".
وتابع كيسنجر أن الأمريكيين ينظرون للسياسة الخارجية على أنها سلسلة من القضايا العملية، ويتعاملون مع الصينيين على هذا الأساس. وشدد على ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بإدخال بعض التعديلات على بعض القضايا التى تهم الصين، التي اعتبرها "القوة الصاعدة" في عالم اليوم كما يصفها الجميع.
وعن تأثير الربيع العربي على أوضاع الصين، أكد كيسنجر أن القيادة الصينية ستحتفظ بمخاوف عميقة وممتدة من إمكانية انتقال تأثيراته إليها، على المديين المنظور والمتوسط.
اجمالي القراءات 3113