بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
العراق بين فكين مُفترسين
يقع العراق من الناحية الجغرافية بين فكين مُفترسين !!! وهذين الفكين المفترسين يتمثلان بأمبراطوريتي الشر الذين أستفحلا في داخل جسد وعقلية الإنسان العراقي !! وهما في الأساس تمثلان الحفاظ على ديمومة أصحاب الممالك و&zlig; والعروش غير الشرعيين والتابعين بنظام الأمراء والمشايخ والسلطنات !!! بين فكي ممالك الفرس التأريخيين وممثلة بدولة ماتسمي نفسها بالإمبراطورية الفارسية في التأريخ القديم والجديد ( كفك مُفترس )!!! والفك المفترس الآخر هومملكة الأعراب أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق والمتمثلة بسادة أو مُلوك قريش ؟؟؟ وهذين المملكتين الإمبراطوريتين غير الشرعيتين ( إمبراطوريتي الشر ) والذين تحالفا أساسا على العدوان والحرب على الله والرسول محمد وآل بيته ( صلوات الله عليهم ) !!! وهما جميعا يعلمان جيدا إن الرسالة السماوية ( القرآن الكريم ) جاءت لتقيم العدل في الأرض, وليكون نظام الحكم قائما على الشورى بين الناس وببيعة الشعوب للحاكم , ولا يشرع ( القرآن الكريم ) بنظام الحكم بالوراثة والأسر الحاكمة ؟؟؟ ( ويشرع القرآن الكريم بما تُعرف اليوم بالديمقراطية وحقوق الإنسان لدى أهل الكتاب من اليهود والنصارى ) ؟؟؟
وهما هذين المملكتين الفكين المُفترسين ( مملكتي الشر ) قد مارستا جميع أشكال القتل والبطش والتفرقة والأحقاد والكراهيات والتنكيل والإذلال ضد كل من رفع راية الحرية والجهاد في سبيل الله ولإعادة الحق إلى نصابه !!! ( بنظرية فرق تسُد ), وأكثر ما سرى هذا البطش والتنكيل والقتل في التأريخ العربي القديم والحديث كما سرى بشكل واضح ... وكان ضحيته دوما وأبدا هو الشعب العراقي الصابر.
ولمَا عُرف عن العراقي كإنسان بين أسلافه وأقرانه من الأعراب في باقي الدول العربية, عُرف عنه بتمسكه بمبادئه وقيمه ودينه وإستعداده الدائم للقتال في سبيل ما يعتقده يقربه إلى الله زلفا, وعُرف برجولته وعدم الخنوع والخضوع والإستكانة بالمقارنة مع باقي الأعراب !! على الرغم من جميع ما يتعرض له من أشكال القمع والبطش والتفرقة والتعذيب !!! والتي كانت ولا زالت تُمارس ضده !!! وكان في التأريخ القديم والحديث تواقا ... لحاكم شرعي يقيم العدل في الأرض, ويعلم جيدا إن ذلك لن يتأتى أبدا من خلال أُسر حاكمة مستبدة قمعية غير شرعية لا تقيم العدل بين الناس !!! ومصلحة عروش الأسرة الحاكمة الباطلة غير الشرعية وهي دائما وأبدا فوق مصلحة شعوبها !!! وهذه الأنظمة ظلت ولا زالت تحيط به من كل جانب ؟؟ وبكل الأساليب وإن أستدعى الأمر ( لو أحست بالخطر ؟؟ ) التآمر على شعوبها مع المستعمر الأجنبي للإحتلال والغزو بمقابل حفاظها على هذه الممالك والعروش وعيشة السرايا والقصور الهشة الضعيفة ؟؟؟
عندما عُلم عن الإنسان العربي العراقي عدم رضوخه وإستكانته وإحتماله البلاء ومن بعد نزول رسالة الله السماوية ( القرآن الكريم ), وكان يتم دائما تعيين الحاكم الذي يُعتقد بأنه شديد وبطاش وقوي ليكون واليا للعراق !!! لإنه لو لم يقم العدل في الأرض لكان مصيره لا محالة القتل !!! فماذا عملا هذين الفكين المفترسين وليشرعا وجودهما غير الشرعي ؟؟؟ ( والتشريع في نظر الشعب العراقي شريطة أن يكون من مصدر التشريعات وهو التشريع أو الدستور الإلهي ), فماذا عملا هذين الفكين المُفترسين ؟؟؟
في بداية القرن الثالت الهجري من بعد موت الرسول سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بدأ ما يُعرف بإختلاق التشريعات المذاهبية ( ما يسمى بأديان وتشريعات الملوك !!! ) وليشرعوا من خلاله وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأُسر الحاكمة ؟؟؟ فماذا عملوا ؟؟؟
سادة قُريش أو كُفار قريش أو مُلوك قريش قاموا أساسا بتحويل الرسول محمد ( صلوات الله عليه ) ( مع سبق الإصرار والترصد ) حولوه من رسول معني بتبليغ رسالة الله السماوية ( القرآن الكريم ) وهي من صفات الرسول إنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ( بتبليغه الرسالة السماوية بالوحي من عند الله وهو حي يرزق ) حولوه بعد موته بمئات السنين!!! من رسول ... إلى إله آخر يشرع مع الله !!! ونطقوه على هواهم وليشرعوا من خلاله وعدوانا عليه وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأُسر الحاكمة !!! والرسول ميت ويخاف الله رب العالمين !!! وأختلقوا للرسول سُنة ؟؟؟ وجعلوا الرسول يشرع مع الله ونطقوه على هواهم وأختلقوا الأحكام والفتاوى والتشريعات ليكون مشرعا آخر مع الله وعظموه وحاربوا الله والرسالة السماوية والرسول !!! وأختلقوا ما يُعرف اليوم بمذهب السُنة ( دين سادة وملوك قُريش ) ؟؟؟ وجندوا من أجل ذلك كل الوسائل الممكنة ومن خلال أئمتهم ومشرعيهم أئمة أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق ؟؟؟
سادة فارس أو كُفار فارس أو مُلوك فارس قاموا أساسا بتحويل إبن عم الرسول وأحفاد الرسول محمد الحسن والحسين ( صلوات الله عليهم ) ( مع سبق الإصرار والترصد ) حولوهم من آل بيت الرسول معني بتبليغ رسالة الله السماوية ( القرآن الكريم ) وهي من صفات الرسول إنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ( بتبليغه الرسالة السماوية بالوحي من عند الله وهو حي يرزق ) حولوهم من آل بيت الرسول والصحابة الأطهار حولوهم بعد موتهم بمئات السنين ... إلى آلهة آخرى يشرعوا مع الله ونطقوهم على هواهم وليشرعوا من خلالهم وعدوانا عليهم وجودهم غير الشرعي بنظام الوراثة والأُسر الحاكمة !!! والرسول وآل بيته ميتون ويخافون الله رب العالمين !!! وأختلقوا لآل بيت الرسول شيعة ؟؟؟ وجعلوا آل بيت الرسول يشرعوا مع الله ونطقوهم على هواهم وأختلقوا الأحكام والفتاوى والتشريعات ليكونوا مشرعا آخر مع الله وعظموهم وحاربوا الله والرسالة السماوية والرسول وآل بيته !!! وأختلقوا ما يُعرف اليوم بمذهب الشيعة ( دين سادة وملوك فارس ) ؟؟؟ وجندوا من أجل ذلك كل الوسائل الممكنة ومن خلال أئمتهم ومشرعيهم أئمة أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق ؟؟؟
وفي رأيي الشخصي إنه بدون معرفة هذه الحقائق التأريخية وما يحيط بالعراق الشقيق, لن نستطيع معرفة أسباب الضعف ومقومات القوة للشعب العراقي !!! وهي ضرورات حياتية شديدة للخروج بالشعب العراقي إلى بر الأمان ؟؟؟ ونحو مجتمع مدني معاصر في العراق.
ولنأخذ أمثالا حية من واقعنا المعاصر حتى لا نتهم بأننا نشوه التأريخ ولأن التعرُض إلى هذه الحقائق تثير حفيظة الملوك غير الشرعيين ومعهم أئمة أشد الكُفر والشقاق والإرهاب والنفاق لدى الفكين المُفترسين !!!
لنأخذ مثلا في كل من العراق مصر واليمن ... هذه البلدان الثلاثة وبفضل رجالها الأحرار الأبطال قاموا بدك عروش المماليك, وتحولوا إلى أنظمة جمهورية أرادت لنفسها التحرر وشعوبها من الأنظمة الملكية القمعية الطاغية والتي سخرت جيوشها وشرطتها كأدواتا قمع موجهة ضد شعوبها ؟؟؟
هل وحتى يومنا هذا, هذه الدول مصر والعراق واليمن؟؟؟ هل هي سالمة من مخاطر وتآمر وتربُص هذين الفكين المُفترسين ؟؟؟ ومن خلال أحزابها المذهبية الموالية لهذين الفكين المفترسين !!! وهم بإنتظار أن ينبطح الثور لتكثر سكاكينهم ؟؟؟
وقريبا وليس بالبعيد قام الأحرار في إيران بدك عرش الملكية , وتحقق للشعب الإيراني إستقلاله وتحرره !!! وهذه المرة من قبل المرجعيات الشيعية المذهبية ؟؟؟
وهكذا في كل من مصر والعراق واليمن دكوا عروش الملكية ولكن ظلت التشريعات والمشرعين هي نفسها التشريعات السُنية المذهبية ( على دين سادة وتشريعات وملوك قريش ) ؟؟؟ وفي إيران دُكت عرش الممالك ولكن عن طريق مشرعي المذهب الشيعي ( على دين سادة وتشريعات وملوك فارس ) ؟؟؟
وفي رأيي الشخصي , إنه لا يمكننا أن نتحرر أو نتحضر أو نبني مستلزمات بناء مجتمع مدني ديمقراطي شوروي في العراق أو في باقي الدول العربية, إلا بتوفير شروط أساسية متلازمة وهي تتحدد بضرورة :
1- دك عُروش الممالك والسلاطين والأمراء والمشايخ أعداء الدين والإنسانية في القديم والحديث المتربصة بنا نحن الشعوب في كل الدول العربية وزيادة نشاط حركات التحرُر العربية والإسلامية , وهم بالضرورة غير شرعيين ويأكلون أموال الناس بالباطل...
على إعتبار إن العراق الشقيق يقع ضمن منظومة إقليمية عدوانية مؤثرة وبشكل مباشر وتُحيط به من كل الإتجاهات , ولا يمكن النظر إليه بمعزل عما يحيط به, كقضية مُستقلة من الناحية الواقعية.
2- ضرورة إقصاء وطمس كل تشريعاتهم الطائفية والمذهبية السُنية والشيعية والحزبية والطائفية والإثنية الضيقة !!!
3- ضرورة الإقصاء لأئمة أشد الكفر والجهل والتخلف والإرهاب والشقاق والنفاق غير الشرعيين وهم في الأساس مشرعوا ممالك غير شرعيين ( فما بُني على باطل فهو باطل ), مهمتهم تكمن أساسا في إدكاء نار الفتنه والأحقاد والإقصاء والتكفير والإرهاب والفرقة بين الناس!!! وقائمة على عدم إتباع أوامر الله ونواهيه في الرسالة التوحيدية السماوية ( القرآن الكريم ).
4- ضرورة العودة إلى تعظيم وتأليه الله جل جلاله وحده لا شريك له, وعدم الإشراك معه بالتشريعات من أي كان !!! والإستعانة والتوكل عليه وحده لا شريك له من خلال القرآن الكريم كمصدر للتشريعات والدساتير والفقه والعلوم والأصول, والذي نزل بالوحي على الرسول وهو حي يرزق , ولا يجوز تقويله بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بمئات السنين!!! أو أي من آل بيته؟؟؟.
5- ضرورة عدم تعظيم البشر الميتون !!! سواء أكان التعظيم للرسول أو آل بيته!!! والتعظيم والتأليه لغير الله فهو باطل ومُنكر !!! والعودة إلى التشريع من خلال تشريعات الله ( القرآن الكريم ) والذي يحفظ الكرامات والقيَم والحقوق الطبيعية للشعوب , ولا فرق فيها بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض و لا أسود إلا بالتقوى.
إن وجود الغزو والإحتلال الأمريكي البريطاني في العراق وبإسم أسلحة الدمار الشامل والغير موجودة بالأصل أو بإسم الحاكم الدكتاتور الطاغية أو بأي مُسميات أخرى وإحتلالهم للعراق بإسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وبدون شرعية دولية للإحتلال وغزو العراق !!! يضعهم أمام إختبار شاق صعب !! فهم لا يعلمون بخلفية وعقلية الإنسان العراقي , وإن تدخلت أطراف أخرى موسادية تنخر في جسد الشعب والكيان العراقي !! فهم في الحقيقة يراهنون على خيار خاسر ؟؟؟
فلدى الإنسان العراقي الإستعداد الدائم والتضحية وما تميزه عن كل الأعراب ... لديه الإستعداد لدحر الغزو والإحتلال وبنفس طويل مهما طال الزمن أو قصر ؟؟ والإحتلال ومن ناصرهم من أصحاب الجوازات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية عملاء الإستعمار هم كذلك سيندحرون أمام بسالة وشجاعة وتضحيات المقاتل العراقي دونما أدنى شك !!! وهذا ما يميز العراقي عن باقي الأعراب جميعا !!! فهو لا يكل ولا يمل ولا يستكين مهما كان الجبروت والبطش والتحديات.