من وحى الموقع2
كما بدأنا أول خلق نعيده

مصطفى اسماعيل حماد في الثلاثاء ١٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

فى بضعة مقالات شرح د صبحى بداية الخلق و نظرية البرازخ (الأوتار الفائقة ) بأسلوب مبسط فوفاها حقها وجعلها قابلة لأن يفهمها غير المتخصصين. ومع أنى قرأت فى هذا الموضوع  كثيرا من مصادر موسعة إلا أننى فى الحقيقة لم أجد ما أضيفه, ومع هذا فقد عز على أن أخرج من الموضوع صفر اليدين  لهذا سأركز على نقطة مر عليها الدكتور مرورا عابرا وأستأذنه فى أن أوفيها (أنا بدورى)حقها وهى حقيقة قدرة الله الفاطر على الإيجاد من العدم .

الكل يعلم أنه إذا تلاقت شحنة موجبة مع شحنة سالبة مساوية لها يؤول المجموع إلى الصفر ولكن ماذا عن الكتل؟

رصد العلماء مرارا اختفاء نجمين  عند اصطدامهما وتلاشى كتلتيهما تماما واستحالتهما إلى عدم ,فماذا يعنى ذلك؟يعنى هذا أن هناك كتلا موجبة وأخرى سالبة تتلاشى إذا تلاقت ,كما يعنى أنهما طالما استحالا إلى عدم فبالتالى يمكن إيجادهما من العدم بشرط وجود قوة لانهائية تستطيع ذلك .أى بالتعبير الدينى( الله)القادر المقتدر .

يترتب على هذه الحقيقة ضرب التصوف فى مقتل لأن التصوف نشأ نتيجة عجز البعض عن استيعاب حقيقة أن الله قادر على الإيجاد من العدم فاعتبروا الوجود كله جزء من الذات الإلهية –اللهم غفرانك- واختلفوا فى كيفية الخلق فمنهم من قال بنظرية الفيض(ابن عربى) ومنهم من زعم الحلول الكامل لله فى الموجودات(الجيلى) ومنهم من زعم أن الكون  هو الذات(أبن الفارض)  واتفقوا جميعا على أن الموجود الأول هو ما يسمونه الحقيقة المحمدية  التى خلقها الله تعالى ثم خلق لها الكون كله إلى آخر هذا الهراء الذى تلقى الضربة القاضية بهذه الحقيقة العلمية .

نعود لنظرية البرازخ والتى تعنى ببساطة تواجد أكثر من وجود فى الحيز الواحد ويمكنكم مراجعة التفاصيل فى مقالات الدكتور صبحى فماذا يعنى هذا قرآنيا؟

يعنى إيجاد حل علمى رائع لحقيقة أن القرآن أكد سبق خلق الأرض قبل السماوات وهو ما كان يصعب تقبله إذ كيف يتقبل العقل البشرى خلق هذا الكوكب الصغير والذى يساوى تقريبا صفر إذا قورن بهذا الكون الهائل قبل ذلك الكون؟ ولكن نظرية البرازخ تؤكد ذلك فنحن نبنى الأدوار الأرضية أولا وعليه فطبيعى أن يخلق الله البرازخ الدنيا أولا. نعلم أنه لامستحيل أمام القدرة ولكن  الله أخبرنا أنه خلق الأرض أولا فأكد العلم ذلك

قال تعالى(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( ﴿٢٩البقرة

.( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٩ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١(فصلت

هناك آية أخرى لم تتضح إلا بنظرية البرازخ وهى قوله جل شأنه:

سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢١وتبيانها أن الجنة والنار والسموات والأرض كلها تشغل برازخ مختلفة داخل نفس الحيز الواحد فطبيعى أن يكون عرض الجنة هو نفسه عرض السماوات هو نفسه عرض الأرض.

أما نظرية الإنفجار العظيم فقد بينتها أكثر من آية قرآنية نذكر منها قوله تعالى:

 أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠ الأنبياء

وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿٤٧الذاريات

يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٠٤الأنبياء

أخيرا صدق الله العظيم فى قوله

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣فصلت


 

اجمالي القراءات 6182