خرافة الامام المعصوم

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٧ - يوليو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

خرافة الامام المعصوم

مقدمة :

1 ـ جاءتنى هذه الرسالة ، أنشرها لأنها تعبّر عن ذهنية المحمديين خصوصا الشيعة. وكاتب الرسالة شيعى من قُرّاء موقع (أهل القرآن ) ويتابعنا برسالئله وتعليقاته ، ونرد عليه ما إستطعنا.

2 ـ يقول : ( ما دمت انت غير معصوم فما فائده كلامك وكتبك وكل ما تكتبه. ما دمت غير معصوم فكلامك لا يكون حجه اذ يحتمل الخطا في كل كلمه من كلامك ويحتمل الخطا في كل اجتهاد من اجتهادك وكل الافكار التي تنادي بها هي عباره عن اجتهاد منك في فهم القران وليست القران ذاته بدليل تغير افكارك من زمن لزمن. قد ياتي عليك زمن بعد ذلك تقول ان افكاري هذه كانت خاطئه كما قلت في السابق اذن. كل اقوالك في نفي كذا وكذا وكذا هي مجرد افكار لفهمك الشخصي انت للقران. اذن بالنسبه للدين لا قيمه لها لان الدين يقيني وهذه الافكار التي تفهمها من القران هي مجرد ظن ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني عن الحق شيئا وهنا تتجلي قيمه الامامه التي ننادي بها اذ لا بد من امام للمسلمين معين من الله يكون قرينا للقران هو الذي يبين للناس مافيه ومعالم دينهم اعتقد ان هذه حجه عقليه قويه مني اليك. وشكرا )

وأقول :   

أولا :

1 ـ حين كنت فى جامعة الأزهر ، زرت بلدتى ( ابو حريز ) . وقتها حدث تحالف بين حزب الأحرار والاخوان المسلمين . والنائب عن المنطقة ترشح هذه المرة عن حزب الاحرار وعن الاخوان أيضا. وجاء بلدتنا يدعو لنفسه. وجلس معنا . ناقشته فى ترشيح نفسه عن الاخوان فقال إن الاخوان هم الذين يمثلون الاسلام . قلت : وهل أنت الآن تمثل الاسلام . سكت. قلت : لو كان فى هذه الحجرة شخص له الحق فى أن يمثل الاسلام فلن يكون سواى ، طبقا للتخصص والنشأة والأب والعائلة . ولكن أقول لك : إن الاسلام اعظم من أن يمثله شخص من البشر ، لأن الاسلام دين الله ، ولا يمثله إلا القرآن ، والنبى محمد نفسه كان يتبع القرآن ونزل القرآن يؤنبه ويعاتبه. كلنا بشر يخطىء ويصيب حتى الأنبياء. والعصمة فى القرآن الكريم وما أنزل الله جل وعلا من كتب.

2 ـ إعتدتُ فى محاضراتى فى مصر أن اقول جملة ، كنت أقول ( اقول ـ وقد أكون مخطئا..كذا وكذا . ) . كنت فى ندوة لأحد الجمعيات الأهلية أتكلم عن حقوق المرأة فى الاسلام وأستشهد بالقرآن . أثار كلامى الإعجاب . إستوقفنى رجل بلغ من الكبر عتيا. قال لى مبتسما : ( ما سمعته منك لم أسمعه من قبل ، وكأنى أسمع القرآن لأول مرة . العيب الوحيد فى كلامك أنك تقول : أقول وقد أكون مخطئا . أنت لم تخطىء. وقولك هذا يشكّك المستمع فيما تقول . لا بد أن تترك هذه الجملة ليتقبل الناس كل ما تقول. الشيوخ يقولون خرافات يسمونها رأى الدين ، ويأخذها عنهم الناس بلا نقاش على أنها رأى الدين. ولو قالوا مثلك : قد أكون مخطئا ..لإنفض عنهم الناس ) . شكرته وقلت له : أنا لست متكلما باسم الاسلام . أنا أقول ما أجتهد فيه من تدبرى فى القرآن ، ولا بد من أن أقول ( هذا رأيى وقد أكون مخطئا ) حتى يتنبه الناس الى ما أقول ، ويبحثوا هل أنا مخطىء أم لا . وهذا هو المطلوب ، أن يتنبّه الناس من غفلتهم وأن يلتفتوا الى القرآن الكريم الذى إتخذوه مهجورا. وأنت تقول : إنك كأنك تسمع القرآن لأول مرة . هذا حال الآخرين ، الجميع يسمع حقائق القرآن لأول مرة مع أن القرآن معهم. إذن عليهم مراجعة ما يسمعون والرجوع للقرآن ليروا هل أنا مخطىء أو على حق. وفى النهاية فان الاحتكام الى القرآن الكريم فريضة ، ولقد أصبحت فريضة منسية . و لعلها فرصة أن نطبقها . ).

ثانيا :

1 ـ فى وقت نزول القرآن لم يكن للنبى أن يجتهد قائلا برأيه فى امور الدين . ولم يكن موجودا مصطلخ ( االإمام المعصوم المعين من الله جل وعلا . ).!. لم يكن النبى محمد هذا الشخص . كان عليه أن يبلّغ فقط الرسالة ، وكانت عصمته فى تبليغ الرسالة القرآنية وفقط . كان مأمورا بأن يتبع القرآن وفقط . قال له ربه جل وعلا ولنا : (  كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3) الاعراف) . إذا كان هذا هو حال النبى فهل يجوز أن نقول عن شخص ما إنه معصوم ؟ المعنى الوحيد أنه تأليه لهذا الشخص برقعه فوق مستوى النبى محمد عليه السلام .

2 ـ ثم إن القرآن الكريم قد يسّره الله جل وعلا للذكر ، وقد تكرر هذا كثيرا فى القرآن الكريم . وكونه ميسرا للذكر أى إنه ميسّر للهداية . أى التمسك بأنه لا إله إلا الله ، وأنه لا تقديس لمخلوق سواء كان من النبيين أم من المجرمين ، وأن تكون العبادة له جل وعلا وحده. هى الفطرة الكامنة فى نفس كل بشر ، وقد تغيب تغطيها خرافات التقديس للبشر. وبالقرآن تصحو فى قلب الانسان. هذا ليس محتاجا الى الكثير من الكلام. بالعقل وحده يتأكد الانسان من عبثية أن يقدس إنسانا مثله يمرض ويتبرز ويتبول ، وبالعقل وحده يدرك الانسان عبثية أن يقدس قبورا بزعمون أن تحتها مدفون ميت أصبح إلاها . أى إن أساس الذكر والهداية هو فى الفطرة وبالقرآن يتأكد هذا الذكر. والله جل وعلا شرح هذا فى معظم آيات القرآن بصورة ميسّرة وبسيطة ومفهومة لمن أراد الفهم . وهذا من إعجاز القرآن الكريم فى الفصاحة. وأيضا من إعجازاته فى الفصاحة أنه مع هذه السهولة والتبسيط والتيسير فإن نفس آيات القرآن الكريم الواضحة المعنى فيها أعماق للتدبر والتفكر لمن أراد التبحر فى درس القرآن وفهمه. وإذا كان فهم القرآن ببساطته متاحا لمن أراد أن يتذكر ويقرأ القرآن الميسّر للذكر فإن هناك من الراسخين فى العلم الذين لديهم ملكة التدبر فى أعماق الايات . وهذا مجال مفتوح لأصحاب الكفاءة ، ليس بالشهادات العلمية وليس بالتدرج الكهنوتى . ثم إن ما يقولونه هو رأى بشرى يقبل الخطأ والصواب ويحتاج الى النقاش .

3 ـ ما قاله رب العزة جل وعلا هو حق اليقين ، هو الحق الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد سبحانه جل وعلا. لا مجال فى قرآنه جل وعلا للخطأ أو الاختلاف أو العوج أو الظن أو الهوى . نحن البشر يوجد فى كلامنا عوج وإختلاف وهوى وخطأ ، ويوجد أيضا حقائق . الله جل وعلا الذى أنزل الكتاب هو الذى سيحاسب البشر يوم القيامة على أساس كتابه الذى نزل بالحق والميزان . أما نحن البشر بمن فينا من الأنبياء فسنكون مؤاخذين بأعمالنا. ومن يتكلم فى الدين ــأى دين ــ ومن يتكلم فى القرآن بعلم أو بهوى سيؤاخذون بما قالوا وسيحاسبون على ما قالوا. هم لن يحاسبوا الناس يوم القيامة ، سيحاسبهم رب الناس يوم القيامة.

4 ـ بدأت البحث عن حقائق الاسلام المنسية من عام 1977 ، وكنت أحمل جبالا من الخرافات السنية والصوفية والشيعية . فعل هذا قبلى الامام محمد عبده الذى قال إنه وفى أواخر حياته لا يزال ينظف عقله من ( وساخات الأزهر ) وقد مات قبل أن يتم تنظيف عقله. أنا بدأت من حيث إنتهى ، وواصلت تنظيف عقلى من وساخات الأزهر وهو مستنقع للخرافات الصوفية والشيعية والسنية . لم يكن هذا سهلا لأنه إستمر ولا يزال مستمرا حتى الآن . وليس هذا غريبا ، فقد توارثنا جبالا من الخرافات تأصّلت وترسّخت وتعمّقت أكثر من 13 قرنا ، وقامت على أساسها أديان أرضية وكهنوت ودول ومصالح سياسية وإقتصادية .

نجحت بتوفيق الرحمن جل وعلا وهو القائل عن أئمة البهتان الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا : (  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) العنكبوت ) وهو القائل بعدها عمّن يجتهد فى تدبر القرآن الكريم : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) العنكبوت ) بتوفيق الله جل وعلا أظهرنا ــولأول مرة فى تاريخ المسلمين الفكرى والدينى ــ عشرات الألوف من الحقائق القرآنية، منها  الأساس ومنها الفرعيات ـ لم تكن معروفة قبلنا. وفى كل هذا كانت ــولا تزال ــ لنا الشجاعة الأدبية التى تجعلنا نعلن عن أخطاء قلناها فيما سبق. كنا نراها لا بأس بها ثم تبين لنا خطأها. فبادرنا بالتأليف للتوضيح ، كما فعلنا مع الفتوحات والخلفاء الراشدين ، وحين كنا لا نرى بأسا بالحديث الذى يوافق القرآن. مررنا بمراحل التصحيح ، وفى كل مرة نواصل التنظيف ونتحرر من أوزار التراث . وحتى الآن نقول إننا لا زلنا على ساحل التدبر القرآنى. وكتبنا فى جريدة ( الأخبار ) المصرية فى أوائل التسعينيات ــ على ما أتذكر ـ مقالا بعنوان ( لنكن جيل الحوار ليكون أحفادنا جيل الاختيار ) ,هو منشور هنا على ما أعتقد. وحتى الآن فلا زلنا جيل الحوار . وليس يناسب جيل الحوار أن يزعم شخص مهما بلغ من العلم أنه معصوم من الخطأ ، فهذا يصادر الحوار من البداية. ولكنها دعوة الى الاحتكام الى كتاب الله ، وبالمناسبة فهذا عنوان أول مقال ظهر لى فى جريدة الأخبار عام 1989 ، وربما يكون منشورا هنا أيضا .

5 ـ أئمة المحمديين من سنيين وشيعة وصوفية غاية فى الجهل. ويحتاجون الى سلطة الدولة لتحمى جهلهم من النقاش. تخيل لو أن باحثا موهوبا مثلى قرر أن يكون بذكائه إماما للسنيين مثلا ، يستخدم ذكاءه ومهارته البحثية ليس فى إظهار الحق بل فى إخفاء الحق وتلبيسه بالباطل. ألن يكون مليونيرا مقدسا له ملايين الأتباع مثل كاتب هذه الرسالة. الذكاء سلاح محايد ، وأيضا  المهارة البحثية. يمكن إستخدامهما فى الحق أو فى الباطل. العقل هو الذى يهدى الانسان الى أن يستخدم ذكاءه ومهارته البحثية دفاعا عن الاسلام العظيم. فكل ما فى هذه الدنيا من متاع ومن ملايين الأتباع وملايين الرعاع لن يغنوا عنى شيئا يوم الحساب.

أخيرا :

هذا فى الاسلام دين رب العالمين للبشر أجمعين .

أما فى الأديان الأرضية فلا بد من الكهنوت ، وأئمة الكهنوت هم أصحاب دينهم ، وهم آلهته . وأتباعهم يطيعون لهم . وبينما يقول المؤمن المتقى ( لا إله إلا الله ) فإن التابع للكهنوت لا علم له بالقرآن إلا من خلال ما يفتريه الكهنوت . ويوم القيامة وهم فى النار سيكون حالهم كما جاء فى قوله جل وعلا : (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الاحزاب ).

2 ـ بالمناسبة : أليست هذه الآيات ميسّرة للذكر مفهومة واضحة لكل من أراد أن يفهم ؟

3 ــ السؤال : لماذا يغفل عنها المحمديون ؟

4 ــ الجواب فى قوله جل وعلا : (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) الاسراء ).

5 ــ  بالمناسبة أيضا فهذه الآيات مفهومة ميسرة للذكر ، وايضا فيها مجال للتعمق فى البحث.  

اجمالي القراءات 8353