سودانيون جنوبيون يحتفلون بإعلان الاستقلال في شوارع جوبا
جوبا-(د ب أ): أعلن جنوب السودان استقلاله عن الشمال في وقت مبكر من صباح السبت، وذلك بعد صراع دام عقودا ليصبح أحدث دولة في العالم.
ودقت أجراس الكنائس عند منتصف ليل جنوب السودان (2100 من مساء الجمعة بتوقيت غرينتش) إيذانا ببداية اليوم التاريخي لأحدث دولة تحصل على استقلالها، بينما دقت الطبول تحية للدولة الإفريقية رقم 54.
ومن المقرر إقامة المراسم الرسمية للإعلان عن مولد الدولة الجديدة في وقت لاحق السبت في جوبا، حيث يؤدي رئيس جنوب السودان سلفا كير اليمين الدستورية بوصفه أول رئيس للجمهورية الوليدة، ويتم فيها تلاوة إعلان الاستقلال علانية.
ومن المتوقع أن تعترف الأمم المتحدة الأسبوع المقبل بجمهورية جنوب السودان باعتبارها الدولة رقم 193 في العالم. وكانت ألمانيا أعلنت بالفعل اعترافها بالدولة الجديدة فور استقلالها.
ويذكر أن آخر مرة شهد فيها العالم مولد دولة جديدة تعترف بها الأمم المتحدة كانت قبل تسعة أعوام تقريبا، عندما حصلت تيمور الشرقية على استقلالها عن اندونيسيا عام 2002 .
وكانت كوسوفو أعلنت استقلالها في عام 2008، غير أن الأمم المتحدة لم تعترف بها حتى الآن.
وبدأ سكان جوبا، عاصمة جمهورية جنوب السودان، احتفالاتهم مساء الجمعة بالفعل ، من خلال عزف الموسيقى وإطلاق أبواق السيارات وإقامة أنشطة مختلفة في كافة أنحاء المدينة. كما انتشرت الأعلام الجديدة لجمهورية جنوب السودان في كل مكان.
وزينت الزهور الاصطناعية الشارع الرئيسي المؤدي إلى المطار، والذي مر خلاله ضيوف رفيعو المستوى وصلوا لحضور الاحتفالات، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وترأست السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس وفدا أمريكيا إلى جنوب السودان.
ويأتي استقلال جنوب السودان بعد صراع امتد على مدى عقود بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم العربي بقيادة حكومة الخرطوم، والذي أسفر عن مقتل حوالي 2 مليون شخص.
وتم تحديد مسار الاستقلال في اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي وقعته الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية. ومهد الاتفاق الطريق لإجراء استفتاء في كانون ثان/يناير صوت فيه مواطنو جنوب السودان لصالح الاستقلال والانفصال عن الخرطوم.
وعقد بان كي مون أمس الجمعة لقاءين مع كير والرئيس السوداني عمر البشير، الذي لم يكن حضوره مؤكدا حتى آخر لحظة.
وقال بان كي مون "أنا واثق أن هذا البلد الجديد سيصبح قريبا أحدث عضو في الأمم المتحدة، الدولة رقم 193 في المنظمة.. أحيي الرئيس البشير والرئيس كير على التوصل إلى هذه المرحلة اليوم. لقد قطع الرئيسان طريقا طويلا من أجل السلام".
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى جهود الشمال والجنوب لحل خلافاتهما وأوضح أن الموارد الطبيعية الغنية لدى جنوب السودان والأراضي الصالحة للزراعة ووفرة المياه من نهر النيل، ستسهم في تنميته.
وعلى عكس الشمال، يعاني جنوب السودان من التخلف والفقر على الرغم من موارده النفطية.
وأضاف "اليوم، جنوب السودان يأخذ مكانه على الساحة الدولية وجميع الحقوق التي تأتي مع السيادة".