السلام عليكم و رحمة الله تعالى،
ما رأيكم أيها الأخوة الكرام أن نذهب في رحلة جميلة نبحث فيها عن الله لنرى عظمته و قدرته،
نبدأ الرحلة الى الوجهة الاولى و هي الانسان، لنبحث في هذا المخلوق عن عظمة الله تعالى:
((فلينظر الانسان مم خلق)) الطارق ، الآية 5 :
أولا قبل أن نبدأ الرحلة نريد أن نلفت النظر الى الكيفية التي نستنتج منها بأن شيئا ما قد تم صنعه نتيجة لابتكار شخص ذكي و لم يأت بسبب الصدفة،
أنظر الى هذه الصورة مثلا:
هذه الصورة هي عبارة عن نقش فرعوني على الصخر، و نحن طبعا لن نقول بأن الرياح نتيجة لاصطدامها بتلك الصخرة على مر العصور قد تسببت بهذه النقوشات و لكننا سنستنتج بأنها مصممة تصميما ذكيا نظرا لأن هذه النقوشات معروفة لنا و تقدم لنا معلومة.
و بنفس الطريقة ستستنتج بأن ما في الصورة التالية هو مصمم و ليس بفعل الطبيعة:
بكل تأكيد لن تقول بأن الأحرف الموجودة على تلك الشجرة هي نتيجة تعرض الشجرة للرياح، بل ستستنتج بأنها مصممة نتيجة لأنها تعطيك معلومة،
بنفس الطريقة باذن الله سنستنتج بأن الانسان مصمم (مخلوق) و لم يتكون نتيجة عوامل طبيعية فقط.
سنبدأ الرحلة الآن باذن الله الى داخل جسم الانسان و من هناك الى أصغر وحدة مكونة لجسم الانسان الا و هي الخلية،
لننظر الآن معا الى الصورة:
في هذه الصورة نلاحظ نسيج انساني ( و النسيج يتكون من عدة خلايا) و هناك عدد من الانسجة في جسم الانسان و كل منها له وظيفة مثل النسيج العصبي مثلا، يمكنك أن تلاحظ أيضا عدد بسيط من الخلايا في هذه الصورة ، كل خلية هي بيضاوية الشكل و تتكون من مادة هلامية (السيتوبلازم أو سائل الحياة) ، كما يمكنك أن ترى في كل خلية منطقة داكنة و هي ما يسمى نواة الخلية.
الآن كل ما نراه في الخلية هو عبارة عن نواة و سيتوبلازم فقط، و لكن تركيب الخلية أعقد من ذلك بكثير، الآن دعنا نقترب أكثر لنحاول معرفة تركيب كل خلية على حدى،
هنا دخلنا في عمق الخلية و يمكنك أن تلاحظ كرة مثقبة ( و هي النواة) و هذه الثقوب تسمح للمركبات الكيميائية الدخول و الخروج من و الى النواة حسب الحاجة، و كل ما يحيط بالنواة هو السيتوبلازم، فكما تلاحظ فان السيتوبلازم ليس سائل فقط بل يحتوي على العديد من الأجهزة و المركبات الكيميائية، فهناك أجهزة تولد الطاقة التي تحتاجها الخلية تماما كمولد الكهرباء (الميتوكندريا)، و هناك أجهزة تعمل على بناء البروتينات التي تحتاجها الخلية (الرايبوسوم) و هناك أجهزة تنقل المركبات الكيميائية من موقع الى آخر داخل الخلية تماما كشاحنات النقل التي تنقل المواد الأولية بين المصانع و غيرها الكثير من الأجهزة، أي باختصار فان هذه الخلية الصغيرة جدا جدا هي عبارة عن مصنع يقوم بأعمال يعجز أن يعملها ألف مصنع بهذه الدقة و السرعة، فكل هذا تكون بالصدفة!!!!!!
الآن دعنا نقترب أكثر فأكثر من هذه الكرة المثقبة لنرى ما وراء هذه الثقوب،
هذا هو احدى الثقوب و يمكنك أن تلاحظ من خلاله مركب كيميائي معقد جدا داخل النواة، الآن دعنا ندخل تماما داخل النواة،
أهلا و سهلا بك داخل النواة، و الآن قد اتضح هذا المركب الكيميائي المعقد أكثر فأكثر، و هو على هيئة سلّم و هو ما يسمى بالحمض النووي DNA، دعنا نقترب منه أكثر:
هذا الحمض النووي و هو مركب كيميائي يحتوي على عدد هائل جدا من المعلومات مما جعل العلماء يلقبونه بأكبر مخزن للمعلومات في هذا الكون، هذا الحمض النووي اذا أردت ان تضع المعلومات التي يحويها في كتاب لاحتجت الى موسوعة تتكون من مئات الآلاف من الصفحات، هذا الحمض النووي يحوي كل ما يحتاجه الجسم من المعلومات مثل لون الشعر، اطالة الشعر، البلوغ، طول الحجسم، لون البشرة، لون العيون، فئة الدم، المعلومات التي يحتاجها الجسم لتكوين كل البروتينات التي يحتاجها (عددها يزيد عن المليون)، كيفية هضم المواد الغذائية كالسكريات و الدهون، الجوع، العطش، الغضب، الفرح، الشبع، و الكثير الكثير................ بل الأعقد من ذلك بأن تلك المعلومات تحتاج الى معلومات أخرى لتنظيمها، فمثلا لهضم المواد السكرية و استخلاص الطاقة منها فاننا بحاجة الى أكثر من عشرين انزيم (بروتين)، و كل انزيم من هذه الانزيمات بدوره بحاجة الى آليات معقدة تتحكم بنشاطه حسب حاجة الجسم، كل ذلك مسجل في الحمض النووي,
الآن بنفس الطريقة التي استنتجنا بها بأن النقوش الهيروغليفية تلك مصممة ، فاننا سنستنتج بأن الحمض النووي مصمم (مخلوق)،
فكما قلت فان الصخور هي مادة عادية نراها عادة حولنا، و لكن ما لا نراه عادة هو وجود معلومات على تلك الصخور، و بالطبع فاننا لن نقول بأن الصخر بمفرده قد كون تلك المعلومات، و لا العوامل الطبيعية ستكون تلك الأحرف التي نعلمها، و لكننا تلقائيا سنعلم بأنها مصممة نتيجة لقدرة مبتكرها (الفراعنة).
نفس الشيء هنا في الحمض النووي ، فالمواد الكيميائية هي شيء نراه كل يوم، و الحمض النووي مادة كيميائية متكونة من السكر الخماسي و القواعد النيتروجينية و المجموعات الفسفورية، و لكن ما لا نراه هو مواد كيميائية تحمل معلومات، فلن نستطيع في أي مختبر كيميائي أن نفاعل مواد كيميائية مع بعضها لتنتج معلومات، و لا المواد الكيميائية نفسها يمكن ان تنتج معلومة ، بل أن هذه المعلومات هي نتيجة لقدرة فائقة و ابتكار و ياله من ابتكار.
حتى النشوء و الارتقاء (نظرية داروين) فهي تؤكد على وحدة الخالق و عظمته، فالتصميم الذكي للحمض النووي هو ما ادى الى امكانية حدوث هذه الظاهرة، فالحمض النووي لديه المعلومات التي تجعله يضيف معلومات جديدة مفيدة للكائن الحي و يحفظها و اذا كان الدارونيون يحاولون تفسير الحياة دون الخالق فعليهم أن يفسروا لنا ما هو مصدر تلك المعلومات التي بالحمض النووي،و هناك 4 قواعد نيتروجينية في الحمض النووي و هي A T C G و لا يمكن للA الا أن يتحد مع T و لا يمكن للC الا أن يتحد مع G فعلهم ان يوضحوا لماذا هذه الخاصية ،و كيف يمكن للطبيعة وحدها أن تضيف معلومات جديدة للحمض النووي، بل عليهم أن يفسروا لنا من أين أتت الطبيعة نفسها، من أين أتت الحرارة و من أين أتت القوة المغناطيسية و ما هو سبب نشوء الشحنات الكهربائية و ما سبب ظاهرة التجاذب و التنافر، يريدون تفسير الحياة بسبب الطبيعة فقط و يجهلون كيف يمكن للطبيعة و عواملها أن تنشأ و كلها تدل على تصميم فنحن نرى ان كل ظاهرة فيزيائية لها قيمة حسابية و قانون رياضي معين ان اختل قليلا لكانت الحياة مستحيلة في هذا الكون فهذا كله يدل على تصميم من قدرة جبارة (و هذا ما سنوضحه في الجزء القادم من هذه السلسلة باذن الله تعالى)،
نحن نعلم مصدر واحد للمعلومات في هذه الحياة و هو الذكاء و لا يوجد مصدر غيره، فبديهيا ما هو مصدر المعلومات في مواد كيميائية متحدة مع بعضها......................................
سبحان الله