خطيبة شهيد السيارة الدبلوماسية: لن يهدأ بالي حتي أرى مبارك والعادلي وقتلة الشهداء على مشانق التحرير

في الثلاثاء ٢٨ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

خطيبة شهيد السيارة الدبلوماسية: لن يهدأ بالي حتي أرى مبارك والعادلي وقتلة الشهداء على مشانق التحرير”

  • سماح : طالبته بالعودة قبل إصابته.. فرد:” اللى ربنا كتبه هنلاقيه
  • محمود حلم بتغيير البلد للأفضل.. لكن الشيء الوحيد الجديد هو دم الشهداء الذي سال وغرق ميدان التحرير
  • الأطباء تعاملوا بإهمال شديد مع محمود وكأنه “أذنب بنزوله إلي التحرير”.. “ولو كان إبن باشا مكنش حد سابه مرمي زي الحيوانات

كتب – محمود هاشم وإسلام الكلحي:

“لن أتنازل عن حق الشهيد محمود” .. بهذه الكلمات بدأت سماح حمدي خطيبة “محمود خالد قطب ” شهيد السيارة الدبلوماسية حديثها معنا, مؤكدة أنها لن يهدأ لها بال حتى ترى الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وكل الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين معلقين على المشانق فى ميدان التحرير حيث أراقوا الكثير من دماء الشهداء .
وأضافت سماح سيكون هذا أقل ما يمكن أن تقدمه العدالة لأمهات وأهالى الشهداء الذين دهستهم سيارات الداخلية واستشهدوا برصاص ضباطها, مشيرة إلى أن هذا هو الحل الوحيد الذي سيشفي غليل الأمهات الذين حرموا من أبنائهم بدون وجه حق سوى أنهم طالبوا بأن يعيشوا حياة كريمة.
وقالت سماح فى تصريح خاص لـ ” البديل” إن الشهيد محمود تخرج من كلية التجارة لكنه لم يجد أي وظيفة بمؤهله الدراسي مثل أغلب شباب مصر فاضطر للعمل “جزمجى” حتي يتمكن من إعاله أمه وأخوته, مضيفة أنه بادر بالمشاركة في الثورة كباقي شباب مصر الأحرار وخرج في مظاهرات 28 يناير.
وقالت سماح إن آخر مرة كلمت فيها خطيبها كانت يوم 28 يناير وقبل إصابته بساعات قليلة, مشيرة إلى أنها اتصلت به للإطمئنان عليه ومطالبته بالعودة للمنزل قائلة: “أنا سامعه أن فيه ضرب نار وناس بتموت”.. وأضافت سماح أنه رد عليها قائلاً:” متخافيش اللى ربنا كتبه هنلاقيه”.
وأكملت سماح قائلة إنهم تلقوا بعد ذلك إتصالاً من أحد الأشخاص أخبرهم بأن محمود دهسته سيارة أثناء وجوده بميدان التحرير, وبأنه تعرض لطلق ناري في حاجبه الأيسر, وأنهم نقلوه لمستشفى الهلال الأحمر وتم وضعه فى غرفة العناية المركزة.
وأضافت سماح أن الأطباء بالمستشفي طالبوا بتحويل محمود إلى قسم الرمد بمعهد ناصر لإخضاعه لعملية زرع قرنية رغم تدهور حالته بسبب دهسه بالسيارة وهو ما تسبب فى فقدانه القدره على النطق ودخوله فى غيبوبة تامة من أثار الحادث.
وأوضحت سماح أن الأطباء تعاملوا بإهمال شديد مع حالة محمود وكأنه “أذنب بنزوله إلي التحرير”, مضيفة أنهم حولوه بعد ذلك للقصر العيني حيث ظل راقدا فى العناية المركزة لمدة 5 أشهر يعاني من إهمال شديد تسبب في إصابته بقرحة فى عينه أفقدته القدرة على النظر واستمر الإهمال حتي تلوث الجرح بعد تركه مفتوحا دون أي اهتمام وأدى لتدمير خلايا مخه بالكامل ثم وفاته فى النهاية – وذلك على حد قولها-.
وأضافت سماح أن مستشفى قصر العيني رفض إعطائهم تصريح لدفن الشهيد محمود لمدة تزيد عن 11 سياعة وهو ما تسبب فى تأخر تشييع جنازته اليوم, مضيفة أنهم حاولوا إستخراج تصريح لدفنه منذ الخامسة صباح اليوم لكن المستشفى رفضت وأصرت إدارتها على تعطيل الإجراءات وطلبوا منهم التنازل عن القضية وكتابة إقرار بوفاة محمود جراء إصابته في حادثة لكنهم أصروا على حق الشهيد وهو ما عطل الإجراءات حتى تجمع مئات الشباب أمام المستشفي للمطالبة بتسلم الجثمان.
وقالت خطيبة الشهيد “لو كان محمود ابن باشا أو بيه مكنش حد سابه مرمي بين الحياة والموت لكن علشان غلبان وملوش ضهر يبقى يستاهل أنه يترمي ويتبهدل ومحدش يعبره لحد ما يموت زي الحيوانات” .
وأضافت سماح أن محمود حلم بتغيير البلد للأفضل ومات لأجل حلمه على أمل أن تستكمل الثورة وتبني مصر جديدة.. لكني الآن أرى أن الشيء الوحيد الذي استجد هو دم الشهداء الذي سال وغرق ميدان التحرير برصاص القناصة الذين عاقبوا الشباب على مطالبتهم بحق الشعب في الحياة بصورة كريمة و”كأنهم مستكترين علينا حتي العيشة النضيفة

اجمالي القراءات 4368