دراسة حالة
هذا السُّنى الظريف .! هذا الكتكوت المفترس .!

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١١ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هذا السُّنى الظريف .! هذا الكتكوت المفترس .! : دراسة حالة

مقدمة :

1 ـ جاءتنى هذه الرسالة ( الظريفة ) من شخص سنى ظريف . أنقلها بعنوانها ومعلوماتها : (مسلم عربي من اتباع الرسول المصطفى محمد 
Sender Name : Arch_nasr@yahoo.com 
Real IP : 134.35.156.83 - 134.35.156.83
Real Country: United States
Date : 18-05-08
Message :
--------------------------------------------------
المدعو احمد منصور والمدعو عثمان علي عليكما اللعنة وبعد .. اعلما انه قد قال تعالى (( يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )) وقال تعالى (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )) وقال تعالى (( المنافقون في الدرك الاسفل من النار )) وقال تعالى (( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الابصار )) وان لم تكفا عن بهتانكم وضلالكم فاعلما انه قد مضت سنة الاولين وان الله تعالى يمهل ولا يهمل .. انتهاء ).

2 ـ أضعه تحت الدراسة والتحليل لأنه حالة ظريفة تستحق الدراسة والتحليل .!

أولا : تحليل لما زعمه هذا السُّنّى الظريف :  

1 ـ هذا السنى الظريف يقدم نفسه لنا بأنه : ( مسلم عربي من اتباع الرسول المصطفى محمد ). فهل كان من سنّة النبى محمد التى إخترعوها أن يخاطب النبى خصومه باللعن . ذلك أن هذا السنى الظريف يبدأ رسالته يلعننى أنا و د عثمان . إن المعتاد فى الدين السنى أن يقال فى خطاب الخصوم ( والسلام على من إتبع الهدى ) بمعنى أنه لا سلام ولا تحية على هذا الخصم . هذا السنى الظريف تجاوز حدود دينه .

2 ـ  هذا السنى الظريف يختم رسالته بتهديد لنا . قال ( فُضّ فوه ) : (وان لم تكفا عن بهتانكم وضلالكم فاعلما انه قد مضت سنة الاولين وان الله تعالى يمهل ولا يهمل .. انتهاء ). واضح أنه تأثر بشريعة دينه السُّنّى بوجوب تطبيق حد الردة علينا . وربما تأثر بالغلو فى دين الوهابية وإعتبرنا زنادقة . والزنديق فى دين ابن تيمية طبقا لرسائله ، وفيما نقله عنه ابو بكر الجزائرى فى كتابه (منهاج المسلم  ) عن حكم الزنديق : ( يجب قتله حال العثور عليه،ويجب قتله بلا محاكمة ، ويجب قتله حتى لوتاب. ) . ونحن نقول لهذا السُّنّى الظريف :

2 / 1 : الشاعر الأموى الفرزدق مع فصاحته كان جبانا ، وقد توعد فارسا إسمه ( مربع ) بأن يقتله ، فما كان من جرير الخطفى ـ غريم الفرزدق فى المنافسة الشعرية ـ إلا أن تهكّم على الفرزدق وقال بيتا من الشعر صار مثلا عن الجبان الذى يهدد بما لا يستطيع . قال جرير :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً *** أبشر بطول سلامة يا مربع

2 / 2 : هذا التهديد من ذلك الكتكوت المفترس ليس أول ولن يكون آخر تهديد لنا . كتاكيت مفترسة كثيرة ، كانت تصوصو بهذا وأكثر منه . عشتُ أكثر من ربع قرن فى حىّ المطرية المشهور بكثرة المتطرفين ، وكان محل سكنى محاطا بأربع مساجد وهابية تتفنّن فى التحريض علىّ ، وكانوا يقومون بمظاهرات إستعراض قوة يمرون أمام بيتى ، أراهم ويروننى من نافذة شقتى فى الدور الأول ، وأحيانا كانوا يهتفون ( إتق الله يا دكتور ) .ولم يحركوا فىّ شعرة . أشهر تهديد بالقتل هو الذى أصدرته جماعة ندوة العلماء بالأزهر بزعامة د عبد الغفار عزيز بالدعوة لقتلى أنا و رفيقى الراحل د فرج فودة عام 1992 ، حين كنا بصدد تكوين حزب المستقبل . طبقا لهذه الفتوى المنشورة إغتالت الجماعة الاسلامية فرج فودة ، وهلل لها الاخوان وبقية السلفيين ، وتصديت لهم بهجوم ساحق بمقالات وبكتاب ( حد الردة ). وسيأتى تفصيل هذا فى كتاب وثائقى عن نضالنا ضد الوهابية فى مصر . وبعد هجرتنا الى أمريكا لا زالت دعاوى الإغتيال تطاردنا فى الانترنت ، ومنها ما صدر من القاعدة . يعنى أيها الكتكوت المفترس تهديدك لنا مجرد صوصوة إعتدنا عليها ، ونسخر منها .

2 / 3 : ثم إنه يعلم الله جل وعلا ـ وكفى به جل وعلا عليما ـ أننا ندعوه جل وعلا أن يجعلنا ممّن يُقتل فى سبيله . فهذا أعظم إنتصار لنا . يعنى نرجوك ايها الكتكوت المفترس ان تنفذ تهديدك إن إستطعت .!

2 / 4 : ننتظر من الدكتور عثمان أن يعلق يذكر معاناته ونضاله ضد الارهابيين فى المنطقة الى كان يعيش فيها . فهو مشمول فى هذا التهديد من الكتكوت المفترس .

3 ـ هذا السُنّى الظريف جاهل بالقرآن الكريم .

3 / 1 : يقول ( فُضّ فوه ) : ( وقال تعالى (( المنافقون في الدرك الاسفل من النار )). بينما قال جل وعلا : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) النساء ). يكتب الاية القرآنية بكل إستسهال . من يؤمن بالقرآن الكريم لا يفعل هذا .!

3 / 2 : يقول ( فُضّ فوه )  : ( وقال تعالى (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )). هو يعنى أن السُّنّة هى الذكر الذى أنزله الله جل وعلا على رسوله ، وأنها التى ضمن الله جل وعلا حفظها . ونقول :

3 / 2 / 1 : ( الذكر ) المُشار اليه فى الاية الكريمة هو القرآن الكريم فقط . الآية جاءت ردا على إتهام الكفار للنبى بأنه مجنون ،ويطلبون منه آية ( معجزة حسية ) غير القرآن الكريم مثل نزول الملائكة . قال جل وعلا : (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (8)الحجر ) بعدها قال جل وعلا عن القرآن الكريم : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر )

3 / 2 / 2 : تكرروصف القرآن الكريم بأنه ( الذّكر ) . قال جل وعلا : (  ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) آل عمران )، (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) ص) (أَؤُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي )(8) ص ) ، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت ) ، (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52) القلم ) (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) الزخرف )

3 / 3 / 3 : الله جل وعلا هو الذى يتولى حفظ الذكر أى القرآن الكريم . الأحاديث الشيطانية فى الدين السنى والدين الشيعى  والدين الصوفى ظهرت بعد موت النبى محمد بقرنين وأكثر ، وتولى أئمتها كتابتها ، وإختلفوا فيها ولا يزالون مختلفين . بل يختلف البخارى مع نفسه حتى فى الصفحة الواحدة بل وفى الحديث الواحد . والتفاصيل فى كتابنا ( القرآن وكفى مصدرا للتشريع ) .

4 : يقول ( فُضّ فوه ): ( وقال تعالى (( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الابصار )) وأقول :

4 / 1 : الله جل وعلا يتوعّد الظالمين فى خطاب مباشر لخاتم النبيين أتى بصيغة الفعل المضارع : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم )  فمن هم الظالمون ؟ بل من هم ( أظلم الظالمين )؟

4 / 2 : أظلم الظالمين هم الذين يظلمون رب العزة جل وعلا ورسوله الكريم بالأفتراء على الله جل وعلا كذبا وبالتالى يكذّبون بالقرآن الكريم . هم البخارى وغيره فى الدين السنى والغزالى وغيره فى الدين الصوفى والكلينى وغيره فى الدين الشيعى . ثم الرعاع أتباعهم الذين يدافعون عنهم حتى الآن . ومنهم هذا الكتكوت المفترس الذى يهددنا .

4 / 3 : الله جل وعلا كرّر وأكّد هذا يصفهم بالظلم وبالإجرام . نكتفى بما جاء فى سورة الأنعام فقط : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)) ، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93))، (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)) ، (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)) . للمزيد ( الأعراف 37 ) ( يونس 17 ) ( هود 18 ـ ) ( الكهف 15 ) العنكبوت 68 ـ ) ( السجدة 22 ) ( الزمر 32 ـ ) ( الصف 7 )

 5 : قال ( فُضّ فوه ) : ( قد قال تعالى (( يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ))) .

5 / 1 : ونقول :  قال جل وعلا عن الكافرين من أهل الكتاب : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) التوبة ).

5 / 1 / 1 : هذا ينطبق على أئمة السنيين والشيعة والصوفية ، فهم أيضا يتخذون أئمتهم أربابا مقدسين وهم الذين يعترفون بوجود ( إسرائليات ) فى تراثهم الدينى فى التفسير والحديث والسيرة .  وهم يؤمنون بأن ( محمدا ) مخلوق من النور الالهى الأزلى وقبل خلق آدم وان الكون مخلوق من أجله ، وهذا تطرف لم يقله المسيحيون فى المسيح . ثم إن أئمة الأديان الأرضية من المحمديين من سنة وشيعة وتصوف هم أصحاب الملايين ( ماذا عن ملايين السيستانى والقرضاوى وما تركه الشعرواى ، وماذا عن بلايين آيات الله فى ايران.! ).  يكتنزونها أكلا لأموال الناس بالباطل وصدّا عن سبيل الله . وهم مهما قاموا بالصّد عن سبيل الله جل وعلا ـ وهو القرآن الكريم ـ فإن الله جل وعلا ضمن حفظ القرآن الكريم . ومهما حاولوا ان يطفئوا نور الله جل وعلا ( القرآن الكريم ) فالله جل وعلا يأبى إلا أن يتم نوره. والله جل وعلا غالب على أمره . وحتى الآن فالقرآن معنا نقرؤه ونتلوه .

5 / 1 / 2 : لم يفلح أئمة السُّنّة فى تحريف الآيات القرآنية، ولو كان هذا فى مقدورهم لحذفوا ( على سبيل المثال ) حوالى 150 آية قرآنية تنفى شفاعة البشر ولإفتروا بديلا عنها ما يثبت زورا شفاعة النبى  . عجزا عن تحريف ( اللفظ ) القرآنى فقاموا بتغيير وتحريف معانى القرآن بزعم التفسير والتأويل ، وقاموا بنفى القرآن الكريم عن العمل بما زعموه من أسباب النزول ، أآ جعلوه كما يقول بعض العلمانيين ظاهرة تاريخية لا صلة له بعصرنا وليس صالحا لكل زمان ومكان ، وقاموا بإفتراء أحاديث شيطانية ضالة زعموا أنها تنسخ (أى تُلغى أحكام القرآن ) وجعلوها فوق القرآن ، وإتخذوا القرآن مهجورا . هم أعداء النبى كما جاء فى سورة الفرقان ( 27 : 31 ).

5 / 1 / 3 : هذا معنى قوله جل وعلا عنهم وعن غيرهم : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) التوبة )

5 / 2 : وفى نفس المعنى قال جل وعلا عموما عن الكافرين : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (28) الفتح ).

5 / 3 : وفى سورة الصّفّ قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الصف ).

5 / 3 / 1 :  نلاحظ هنا أن المقصود هم أئمة الكفر، خصوصا المحمديين الذين يفترون على الله جل وعلا الكذب يريدون بإفترئهم أحاديثهم الشيطانية أن يطفئوا نور الله جل وعلا .

5 / 3 / 2 : ولكن الله جل وعلا هو الذى أنزل الذكر وهو جل وعلا الذى ضمن حفظه ، وجاء هذا بالتأكيد فى قوله جل وعلا عن ذاته العليّة : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر). التأكيد هنا بتكرار قوله جل وعلا (إنّا ) فى إنزال القرآن الكريم ثم فى إستدامة حفظه . والتأكيد أيضا فى الايات الكريمة السابقة التى تؤكد أن الله جل وعلا هو الذى تكفل بأن يُتمّ نوره القرآنى وأن يُظهره على الدين كله مهما حاول الكافرون المفترون .  

ثانيا : تحليل وتشريح لهذا السُّنّى الظريف : هو متناقض مع نفسه :

1 ـ فى هجومه علينا لأننا ننكر دينه السُّنّى يهاجمنا بما لا يؤمن به وهو القرآن الكريم . يستشهد علينا ـ بالكتاب الذى نؤمن به وحده حديثا، بينما هو يؤمن بأحاديث ضالة. قال جل وعلا عن القرآن الكريم وعن الكافرين به : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) الجاثية ).

2 ـ هو واقع فى ضلال ويحسب نفسه على الهدى . وهذا شأن من يؤمن بالأحاديث الشيطانية الضالة . عن أتباع وأولياء الشياطين قال جل وعلا : (إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف ) . وبمجرد أن يعمى أحدهم عن نور القرآن الكريم يتولاه قرين شيطانى يقترن به يزين له الباطل حقا والحق باطلا . يظل قرينه متحكما فيه دون أن يراه هذا الضال المخدوع . فإذا جاءت الآخرة رآه وتبرأ منه حيث لا ينفع الندم . قال جل وعلا : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) الزخرف )  

3 ـ عندما يصل الانسان الى هذه الحالة فلا أمل فى هدايته . لذا قال جل وعلا بعد الايات السابقة من سورة الزخرف يخاطب النبى محمدا عليه السلام : (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (40) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)الزخرف ) ثم أمره بالتمسك بالقرآن الكريم : ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) الزخرف ). وتكرر هذا المعنى فى إستحالة هدايتهم فى قوله جل وعلا : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) فاطر ) .

4 ـ ذلك أن القرين الشيطانى بالتعبير القرآنى ( إحتنكهم ) قالها ابليس يتوعد ذرية آدم  : (  قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (62) الاسراء ) ، يعنى أن يكون له سلطان يتحكم به فيهم . قال جل وعلا عن الشيطان : (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)  النحل ) .

5 ـ وبهذا السلطان الشيطانى المتحكم فيهم فمهما وعظتهم بالقرآن فهم يسمعون بآذانهم المادية الحسية ولكن لا يسمعون بقلوبهم ، يرونك بأعينهم المادية ولكن لا يبصرون ولا يتعقلون ، قال جل وعلا : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198) الاعراف  ). لقد وضع القرين الشيطانى المتحكم في قلوبهم حجابا مستورا غير مرئى ، يحجب عنهم نور القرآن . قال جل وعلا : (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) الاسراء  ) .  

6 ـ هم إختاروا الكفر بالقرآن الكريم ومناصرة أئمتهم المجرمين الظالمين ، فتم طبع الكفر فى قلوبهم . فى قلوبهم مرض فزادهم الله جل وعلا مرضا . قال جل وعلا فى صفات المنافقين الذين هم فى الدرك الأسفل من النار : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) البقرة ).

أخيرا  

هذا السُنى الظريف يتهمنا بأننا منافقون . المنافق هم من يكتم دينه ويزعم دينا آخر . نحن نعلن ديننا ونواجه به الكافرين على مستوى العالم ، ونقع ضحايا للإضطهاد والملاحقة الأمنية والملاحقة بفتاوى الاغتيال ، ولا نخاف ولا نتراجع ولا نهادن ولا ننافق . المنافق لا يفعل هذا .

2 ـ المنافق هم من يزعم الاسلام  والايمان بالقرآن بينما هو كافر بالاسلام وكاره للقرآن .

3 ـ أيها الكتكوت المفترس : أنت المنافق . !

اجمالي القراءات 6789