ردا على المقال السابق : الأب يقول : انا لست المشكلة .. أنا الضحية .!!

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٠ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 ردا على المقال السابق : الأب يقول : انا لست المشكلة .. أنا الضحية .!!

مقدمة : حسبما يقول أهل الإعلام : ( فى مفاجأة من العيار الثقيل ) : جاءتنى رسالة عاجلة من الأب الذى شكاه الابن الصحفى ونشرت رسالته بالأمس . رسالة الأب مليئة بالمفاجآت . وكما قلت ردا على رسالة الابن إننا نضطر الى تصديق المكتوب لنا ، وقد نحلله لو كان فيه تناقضا ، ولم نجد تناقضا فى رسالة الابن ، فهى أحداث مترتبة على بعضها . لذا إكتفينا بالرد على أسئلته . الآن وصلت رسالة الأب بوقائع مفاجئة ومخفية حتى عن الإبن . ونحن هنا أيضا نضطر الى التصديق لأن الأحداث مترتبة ومنطقية . الفارق أن ما يقوله الأب لا يعرفه الابن ـ بل هو يفسر تصرفات الأب والتى من أجلها تعرض لانتقاد من التعليقات . لقد طلب الأب أن أبادر بنشر هذا الرد ، وهذا من حقه . بل إنه ذكر معلومات شخصية عنه وعن الابن ، ونحتفظ بها . ننشر رسالته ، ونرد عليها ، مع بعض من الأسف ..لا أدرى لماذا .!

أولا : يقول الأب فى رسالته :

( قرأت ما كتبه هذا الصحفى عنى يقول ( أبى مشكلتى ) . وقرات التعليقات ، وهو ظلم لى ، وأنا أكتب لك للتوضيح وللسؤال . أنا كتمت الحقيقة وصبرت وتعبت وعانيت . ثم فى النهاية يكتب هذا الصحفى يقول انى مشكلة له . هو كتب عنى ما لا يعرف ، بل حتى لم يذكر عملى وكفاحى الذى به أسست الذى استولى عليه هو أخواته البنات بدون حق . هو أيضا سيعرف حين يقرأ هذه الرسالة حقيقته ، وهو الذى جعلنى أعترف بها .

أقول فى شبابى بعد موت والدى ووالدتى اصبحت المسئول عن أخى الشقيق الصغير. كنت أعمل وانا فى الجامعة ، وكنت شاعرا وناقدا أدبيا . وفى دراستى فى كلية الآداب قدمت بحثا فى ندوة عن قصيدة أحمد شوقى ( مضناك جفاه مرقده ) وقارنت بينها وبين قصيدة ( يا ليل الصب متى غده ) للشاعر الحصرى القيروانى . وكنت اقدم ندوات فى قصر الثقافة فى المحافظة . وكانت أمنيتى أن اشتهر فى ميدان الصحافة والشعر والنقد الأدبى . ضحيت بهذا كله وكتمت موهبتى فى داخلى وبعد التخرج رضيت بعمل فى الامارات لا يتناسب مع مواهبى ، هذا لكى أبنى بيتنا وأرعى أخى الصغير ، الذى حصل على الدبلوم المتوسط بصعوبة ، ثم دخل الجيش . وفى هذا كله كان عالة علىّ ، وكانت سعادتى فى رعايته لأنه كل ما لى فى هذه الدنيا . بنيت البيت الدور الأول ثم الدور الثانى ، وسكن أخى فى الدور العلوى . وطلب منى أن أعمل له ورشة ليعمل فيها . واستدنت من البنك ، وعملت له ورشة حدايد ، وكتبتها باسمه واسمى شركاء ، واستأمنته عليها . ونزلت فى أجازة اريد الزواج . واستعرضت البنات حولنا فأعجبتنى فتاة تصغرنى ب 15 سنة ، فاستشرت أخى فى الزواج منها فرفض وقال ان لها علاقة عاطفية بأحد الشباب . لم أقتنع برأيه ، فكل شاب له ماض أيضا . طلبت زواجها ووافق أبوها ، وبسرعة تم الزواج والدخلة والزفاف وعشت معها أسعد شهرين فى حياتى ، وقبل عودتى الى الامارات طلب أبوها منى قرضا ، وفعلا إقترضت من البنك خمسين ألف جنيه ، وطلبت من أخى أن يسدد أقساط القرض من نصيبى من أرباح الورشة . ثم علمت أن صهرى إشترى بهذا المبلغ قطعة أرض على أمل أن يبنى عليها بيتا . وكنت أاخذ اجازة مرتين فى السنة ، وحملت زوجتى وأنجبت طفلا ، كان كل حياتى ، وفى السنوات التالية أنجبت ثلاث بنات . كنت فى غاية السعادة الى أن تدمرت حياتى فجأة . فى الغربة كنت أعانى من الحرمان الجنسى والهياج الجنسى ، وكنت من حبى لزوجتى أرفض أن تكون لى علاقة عابرة أو دائمة مع أى إمرأة . كنت أتغلب على هياجى الجنسى وانا فى الغربة بممارسة العادة السرية . وبعدها أشعر بالقرف من نفسى ، كيف أفعل هذا وأنا والد لأربعة أطفال ؟ . ثم وجدت الحل . كان هناك معمل طبى يبحث عن متطوعين يأخذ منهم السائل المنوى ليجرى عليه الأبحاث ، ويعطى المتطوع حوالى مائة دولار ووجبة غذائية . قلت لنفسى هذه فرصة أحل بها مشكلتى وأكسب كل اسبوع دخلا إضافيا . ذهبت ، وفعلت المطلوب ، وأخذوا السائل المنوى منى . فى الاسبوع التالى ذهبت اليهم فرفضوا . سألت عن السبب قال لى الطبيب المسئول : إنه بفحص السائل المنوى إتضح أن كل حيواناتى المنوية ميتة . نزل الخبر علىّ كالصاعقة . قلت له يعنى أننى لا يمكن ان أنجب ؟ قال : نعم وبالتأكيد . تركته كالمجنون ، وذهبت الى معمل آخر ، فحصوا حيواناتى المنوية وتأكدوا انها ميتة . لم أقتنع ذهبت الى معمل ثانى والى مستشفى . وتأكدت أخيرا أننى عقيم ، وتأكدت أن اولادى ليسوا أولادى . إذن زوجتى خائنة.!.. فمن هو الخائن ؟ فى البداية استبعدت أن يكون أخى الشقيق هو الخائن . ولكن أخذت أتذكر واسترجع الماضى . زوجتى فى رعايته ، أى هو المسئول عنها . ولو كان بريئا من الخيانة فهو متهم بالتقصير . عزمت على الرجوع والتحقق من الأمر بنفسى . سافرت فجأة دون أن يعلموا . وفتحت الباب فوجدت أخى يتعشى مع زوجتى والأولاد بينهما كأى زوجين مع أولادهم . رأونى مرة واحدة فكانت ملامحهم تؤكد الخيانة بمزيج من الرعب والخوف . لو كانت علاقتهم طبيعية ما كان هذا الرعب . ظلوا دقائق دون كلام . وهب الأطفال للترحيب بى . دفعتهم عنى لأول مرة فليسوا أبنائى . تجمد هو وهى من الرعب . قلت لها صارخا : مع من كنت تخونينى ؟ ومن هو أب هذه الأطفال ؟ قلت لها : ساقتلهم . فى لحظة رأيته ورأيتها يحتضنان الأطفال وهما يرتعشان ويبكيان، والأطفال يبكون معه . كان هذا دليل قاطع على الخيانة . قلت له: إذن أنت الذى تخوننى معها . أنت والد أطفالها. انهلت عليهم ضربا وهم مستسلمون . تعبت فأخذت اصرخ وأضرب راسى فى الحائط حتى تفجرت الدماء من جبهتى . هدأت .. وبعد فترة قلت : أمامى حل واحد من حلين : إما أن أقتلكم واطفالكم وأحرق هذا البيت وأقتل نفسى ، وإما أن أطلقك وأطردك يا خائن وتتركان البلد الى غير رجعة . أخذا فى البكاء وهما يحتضنان الأطفال ، والأطفال يبكون لبكائهما . أخذتنى شفقة بالأطفال ، فلا ذنب لهم . قلت فى نفسى : بعد كل ما فعلته من خير لا أريد أن تنتهى حياتى بالانتحار وقتل أطفال أبرياء . قلت لهم : من أجل الأطفال الأبرياء أختار الحل الآخر .من الغد ترحلان من البلد بلا رجعة . وافقا . ودخلت غرفة أغلقتها على نفسى وظللت أبكى من القهر . وهدأت بعدها ، وفكرت فى عواقب طردهم . لا شك أن الشائعات ستتناثر تبحث عن السبب . وهذه الشائعات ستصل الى إكتشاف السبب وهو الخيانة ، وستكون فضيحة لى أيضا . فكرت فى حل آخر يحفظ ما تبقى من كرامتى . خرجت من الغرفة وكانا مع أطفالهما فى الصالة . قلت : خوف الفضيحة التى ستلحقنى أيضا هناك حل آخر . هو يترك البيت ويعيش بعيدا ، وممنوع عليه أن يدخل بيتى هذا أو أن يتصل بها . وهى تظل محبوسة فى هذا البيت لا تغادره ، وهى محرمة على أمام الله . ولا بد أن يتم التنفيذ الآن . وفعلا غادر وبات فى الورشة ، وفى اليوم التالى وجد شقة مؤقتة ، وجاء عمال الورشة فنقلوا من البيت حاجاته . وأصبحت أعيش معها ومع أولادها . إن أزعجنى الأولاد قمت بضربهم ، إن حاولت الدفاع عنهم قمت بضربها . ثم قلت أن أبتعد عن البيت بقدر الامكان حتى لا أراها ولا أضربها ولا أضرب الأطفال المساكين ، وقسمت الورشة بينى وبينه مع انها ملكى ومن عرق جبينى ، دفع لى نصيبى وأصبحت ملكا له ، وهذا حتى لا أضطر للذهاب للورشة وأراه .  فأصبحت أعيش معظم وقتى فى القهوة أشرب الشيشة ، وأدخن الحشيش ، ثم تركت الحشيش ، واكتفيت بالشيشة أدفن فيها جروحى. وتكونت حولى شلة من الرفاق ، ساعات اقرأ عليهم الشعر ونضحك ، وعندما أجوع أدخل المطعم التابع للقهوة . وأرجع البيت أتحاشى أن أراها هى وعيالها . لم أعد أحتاج البيت إلا فى دخول الحمام . وحتى ملابسى أغسلها بنفسى ، ومستحيل أن آكل شيئا تعمله بيدها ،أو أن تلمس شيئا لى أو أن تدخل حجرتى اصلا . تبدّل مظهرى وشكلى ، وكنت أنظر الى صورى القديمة وأتحسّر . وأتساءل عن شبابى وأناقتى وأشعارى وثقافتى وفصاحتى .. كل هذا ضيعته إمرأة خائنة وأخ خائن .  مات ابوها فتنازلت هى بإختيارها عن قطعة الأرض لى لأن أبوها لم يسدد ثمنها لى . الخائن إنتقم الله منه فأصابه مرض القلب ، وقلت انه سيموت وأنا الوارث لأملاكه ، وهذا هو العدل . الخائنة أصابها التهاب الكبد الوبائى . وفى الأوقات التى أكون فيها ليلا فى البيت كنت أسمع تأوهها . وأرى هذا إنتقاما إلاهيا . وماتت . وحضر ابنها الصحفى فتآمر مع الخائن ( ابيه الحقيقى ) وباع له الورشة وسجل البيع فى الشهر العقارى . وعلمت بالأمر عند وفاة الخائن . وحضر ابنه الصحفى ليضع يده على الورشة فوقفت له وشتمنى أمام العمال فضربته . ثم قررت أن ابيع البيت لأقطع صلته بى . وبعت البيت واشتريت شقة ، وتزوجت من سيدة أرملة لها ثلاثة أطفال ، أصبحوا قرة عينى ، وأنا ألان سعيد مع زوجتى ، وعدت الى قراءة كتب الأدب والشعر والاطلاع على مواقعها فى الانترنت ، وألازم البيت وقطعت صلتى بالقهوة والمطعم . وتعرفت الى موقعكم وأصبحت أقرأ فيه كل يوم ، وفوجئت برسالة هذا الابن  الذى يقول إنه يشعر بالعار بسببى ويزعم أننى ألاحقه بالتليفون اشتمه وأطلب من الصدقة . خسىء ابن الحرام . أنا لا أعرف تليفونه اصلا . أنا الذى أحاول محوه ووأمه وأبوه من ذاكرتى . أنا لست محتاجا للصدقة منه . أنا الذى أشعر بالعار من هذا الولد ابن الحرام وأخواته البنات بنات الزنا . لولا الفضيحة لأعلنت الحقيقة فى بلدنا . هذه هى القصة الحقيقية . وأتخيل وجه الصحفى ابن الزنا وهو يعرفها الآن.

وأستفتيك يا دكتور : هل يجوز أن يحمل هذا الصحفى وأخواته البنات إسمى وهم لا ينتمون  لى ؟ هل يجوز لهم أن يرثونى ؟ طبعا سأكتب أموالى لأبناء زوجتى . ولكن أسأل عن حكم الشرع فى نسبة ابناء الزنا لى . سألت فى بعض المواقع فقالوا لى هم اولادى طبقا لحديث ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) . يعنى نسبة الولد للزوج صاحب الفراش . وبما أن لك رؤية تقدمية فى الأحاديث فهل هذا صحيح ؟ وهل يتفق مع صحيح الاسلام ؟ أرجو الاجابة.

وشكرا لك أنك أعدتنى للكتابة بعد أن كدت أنساها . ولم أنم ليلة أمس حتى أتممت كتابة هذا الرد بكل الحقائق . أرجو أن تنشره اليوم ليكون تصحيحا للأكاذيب التى قالها عنى الصحفى ابن الحرام. وشكرا  .  )

ثانيا : وأقول :

1 ـ أنا آسف وحزين لما أقرؤه . إن كنت صادقا فقد عانيت الكثير . ولكن لا اتعاطف معك وأنت تضرب الأطفال الذين لا ذنب لهم .

2 ـ حديث ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) جعلوه حديثا متفقا عليه بزعمهم ، وهو يدل على جهل من إفتراه . بدليل :

2 / 1 : قوله ( وللعاهر الحجر ) أى يحكم برجم العاهر الزانى بالحجر . وحسب شريعتهم فالرجم ليس لكل زان بل هو عندهم للزانى المحصن فقط ، ثم كيف يكون الرجم للرجل الزانى ولا يكون للزوجة الزانية ، أى لماذا لا يقول حديثهم الكاذب ( وللعاهر والعاهرة الحجر ) .

2 / 2 : يقول جل وعلا : (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) (5) الاحزاب ) . نزل هذا فى عصر شاع فيه الزنا حيث كانوا يعتبرون الزنا أمرا شرعيا مأمورا به ، قال جل وعلا عنهم : (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ) وقد رد عليهم رب العزة جل وعلا : ( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) (29) الاعراف ). وشاعت أنواع من الأنكحة الفاسدة. ونرل القرآن بالتصحيح فى تفصيل المحرمات فى الزواج  ( النساء 22 : 24 ) ، وشاع أيضا موضوع التبنى .

2 / 3 : كان عمرو بن أبى العاص ـ مثلا ـ إبنا لإحدى العاهرات إسمها ( النابغة ). وقد ولدته فإختارت أن يكون أبوه (أبا العاص ) وتم إقرار هذا . أى تم الاعتراف بكل النسب الشائع بغض النظر عن كونه جاء من نكاح صحيح أو فاسد أو من زنا .

2 / 4 : وقوله جل وعلا : (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ )(5) الاحزاب ) يأتى فيه ( العلم)  أو عدم ( العلم ) بهذا النسب . بمعنى إن (علمتم) أباه فألحقوه بأبيه ، إن لم ( تعلموا) أباه فهو أخ فى الدين . وفى العصر المملوكى كانوا يطبقون هذا الشرع فى المماليك الذين كان يؤتى بهم أطفالا ، فينشأون فى الدولة المملوكية مجهولى الأب ، فكان يطلق عليهم ( الأمير فلان ابن عبد الله ) . فى عصرنا الراهن ومع التقدم العلمى يمكن تحديد النسب بال ( دى إن إيه ).  

3 ـ وفى حالة صاحب الرسالة الذى تأكد من أنه عقيم فليسوا بالتأكيد أولاده . وواضح من هو أبوهم الحقيقى . وعليه فالأمر راجع اليه إذا شاء أعلن هذا أو كتمه . وله أن يتصرف فى أمواله كيف يشاء .     

اجمالي القراءات 8001