كلمة الرئيسة رجوي في تجمع حاشد 18 يونيو 2011

في الإثنين ٢٠ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

بسم الله وباسم إيران وباسم الحرية،

وباسم الانتفاضات والثورات الديمقراطية في العالم الإسلامي وفي أرجاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،

باسم كوكبة شهداء المقاومة الإيرانية بـ 120 ألف شهيد سقطوا على أرض إيران استذكارًا لهم في الذكرى الثلاثين لانطلاقة المقاومة الإيرانية يوم 20 حزيران (يونيو)،

وباسم الشهيد البطل موسى خياباني والشهيدة البطلة أشرف رجوي وباسم الشهيدتين صِدّيقة ونداء والشهيدتين آسية وصبا والشهيدين سعيد وحنيف والشهيد السادس والثلاثين لهجوم قوات المالكي على سكان مخيم «أشرف» العزّل في العراق يوم 8 نيسان (أبريل) الماضي وهو بطل الشعب الإيراني والمجاهد الشهيد «منصور حاجيان»،

وباسم أشرف مدينة الشرف والآمال ومضيء درب نضال الشعب الإيراني لإسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في إيران،

وباسم العدالة التي انتصرت أخيرًا بعد مرور 8 سنوات على أحداث يوم 17 حزيران (يونيو) في باريس،

أيها المواطنون الأعزاء،

يا أنصار وأصدقاء المقاومة الإيرانية الذين لن يُنسوا أبدًا،

بمناسبة يوم 18 حزيران (يونيو) أستهل حديثي بالتحية للمقاومة الفرنسية أمام الفاشية النازية.

ففي مثل هذا اليوم قبل 71 عامًا أعلن الجنرال ديغول زعيم المقاومة الفرنسية من منفاه انطلاق المقاومة ضد الفاشية. إن صوته لا يزال يدوي في الأسماع حيث قال: «يجب أن لا يخمد لهيب المقاومة  مهما يقع من أحداث، وهذا اللهيب لن يخمد». نعم إن المقاومة لن تخمد ولن تنطفئ، وإنما شدت عزمها على أن تكلل قضية الحرية بالنصر.

فنحيي نساء وشبان الانتفاضة والناشطين في ساحة المقاومة داخل إيران وخارجها خاصة أولئك السائرين درب أشرف الذين اعتصموا منذ شهور عديدة في كل من واشنطن وجنيف من أجل أشرف ومن أجل تحرر الشعب الإيراني.

كما نحيي السجناء السياسيين في كل السجون في أرجاء إيران.

ونيابة عن هؤلاء السجناء تتواجد اليوم هنا وبجانبنا أختي العزيزة «مهين صارمي» التي اعتقلت مرات عديدة منذ يوم 20 حزيران (يونيو) عام 1981 وحتى الآن وفي المرة الأخيرة حكم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات ولكنها تمكنت من الهروب من مخالب الجلادين. فتحية لها.

نستذكر زوجها الشهيد «علي صارمي» بخير وهو كان أبرز سجين سياسي صابر صامد في إيران قضى 24 عامًا من حياته في السجن. تحية لجميع شهداء الشعب وأسرى الشعب، ولأمهاتهم وعوائلهم الشجاعات الباسلات، تحية، تحية، تحية.

أيها المواطنون الأعزاء،                              

هنيئًا لكم الذكرى الثلاثون لانطلاقة المقاومة الإيرانية أكبر وأبرز مقاومة منظمة مستمرة في التاريخ الإيراني،

حقًا إن هذه المقاومة المرشحة للنصر تستحق أن يباهي ويعتز بها كل الإيرانيين.

كما وسبق لمسعود أن قال:

«ثبت أن الأفعى لن تلد حمامة وهذا النظام لا يمكن تعديله..

ثبت أن الاعتدال لا معنى له إلا وهم في ولاية الفقيه..

وثبت أنه لا يوجد أي بديل داخل نظام ولاية الفقيه..

وثبت أن هذا النظام يفتقر إلى أية شرعية اجتماعية وتاريخية وسياسية وطبيعته بعيدة كل البعد عن السلطة الشعبية وصوت الشعب.

وثبت أن هذا النظام دجال معادي للإنسان والإنسانية وليس قائمًا على السلطة إلا بفعل التعذيب والإعدام والشنق والحرب وتصدير الأزمة والإرهاب.

وثبت أن لجوء النظام إلى التعويل على رزم الحوافز السميكة والمساومة والمسايرة وإلصاق تهمة الإرهاب بالمقاومة وقصفها وخلق ملفات ودعاوى كيدية ضدها كونها حاضنة لأكثر معارضيه جدية، ليس إلا أداة يستخدمها لمواجهة موجة التغيير والسقوط.

نعم، إن «الزبد» قد ذهب «جفاء» وإن تاريخ إيران والمجتمع الإيراني ومقاومته قد قال ويقول: كلا للمساومة والمسايرة وكلا لاستسلام وكلا لدستور «ولاية الفقيه» وكلا لفاشية «ولاية الفقيه» برمتها وبكل أجنحتها.

ونقول: نعم، نعم للحرية والديمقراطية والمساواة، نعم لفصل الدين عن الدولة ونعم لجمهورية حرة ديمقراطية، فحاليًا انظروا إلى هذا النظام المتفتت المتمزق الذي يسير دومًا وباستمرار مسار الاستبعاد والإقصاء والانقباض والتآكل.

كما تم استبعاد الخليفة الرئيسية لخميني.

رئيس وزراء خميني لمدة 8 سنوات وضع الآن قيد الإقامة الجبرية في منزله.

في أوائل عام 2011 تم استبعاد العمود الرئيس لنظام الملالي الحاكم في إيران وهو «رفسنجاني» حيث أقصي عن منصبه  كرئيس مجلس خبراء النظام الرجعي بكل إذلال واستخفاف.

وحاليًا نشب صراع قاس على السلطة بين خامنئي وأحمدي نجاد. إن خامنئي يريد وبضربات متتالية احتواء المنصّب من قبل ولاية الفقيه أي أحمدي نجاد الذي لم يعد يريد البقاء في إطار دوره المحدود هذا. ولكن خامنئي وبقراره هذا يشبه بشخص يطلق النار على رجل نفسه أي يطلق خامنئي النار على كل نظامه.

هذا ما يعكس التذمر والأزمة في «القاعدة» الأمر الذي أربك «قمة» النظام.

إن هذه هي الهزة التي سبقت سقوط النظام.

فنقول لهم: اهتزوا وارتعدوا المزيد، وخافوا المزيد.. لأن هناك شعب هلوع لإسقاطكم.

انظروا إلى أولئك الشبان المنتفضين،

انظروا إلى هذا الحشد والجمهور الغفير المتحمس الذي يتوق الحرية،

كلهم مستعدون وجاهزون لكسح هذا النظام بكل شروره من كل أرجاء إيران.

نعم، أنتم مستعدون وهناك الثورات الديمقراطية في الشرق الأوسط جاءت لتناصركم.

فإن الحكومة السورية أبرز حليف إستراتيجي لحكام إيران باتت على حافة الهاوية.

إن جبهة نظام الملالي الحاكم في إيران بدأت تنهار وتتمزق في كل أنحاء المنطقة.

فمن أفغانستان إلى العراق وسورية تطالب الشعوب في كل مكان بقطع أيدي هذا النظام في بلدانهم.

إن نظام الملالي الحاكم في إيران تخبط في إفلاس تام. فإن العقوبات الدولية المفروضة عليه صارت تضيق الخناق عليه يوميًا أكثر فأكثر.

وباتت خطة إلغاء الدعم الحكومي للسلع الضرورية أي أكبر مشروع اقتصادي في السنوات الثلاثين الأخيرة تغرق في مستنقع الفشل.

أما حصيلة هذه الحالة وهذا الموقف فهي المواجهة بين خامني وأحمدي نجاد.

فمنذ ثماني سنوات أبدع خامنئي مشروع «الأصولية» الموغل في الرجعية بهدف التخندق والاصطفاف أمام المقاومة الإيرانية والانتفاضة الشعبية، ثم انتشل أحمدي نجاد من دهاليز أوكار التعذيب لينصبه على قمة الإشراف على هذا المشروع.

لقد فشل مشروع «الأصولية» الذي أنشئ للبحث عن مخرج من المأزق باللجوء إلى مراوغات دولية وتوزيع الأموال على أفراد فيلق الحرس ومليشيات البسيج (قوة التعبئة).

نعم! لقد فشلت الإصلاحية الزائفة وقد جنحت سفينة الأصولية الفاشية في الوحل.

ولكن البديل الديمقراطي لنظام الملالي الحاكم في إيران هو الذي برز منتصرًا ورائدًا شامخًا مرفوع الرأس أكثر مما مضى.

فلذلك نخاطب الملالي الحاكمين في إيران لنقول لهم: واصلوا!

وتخبطوا وانغمسوا أكثر فأكثر في هذه النكبة والخيبة والذل.

هذا هو عهد إنزال العقوبة عليكم. هذه نهاية أمركم.

استمعوا إلى صيحات وبشرى ربيع العرب التي تهتف قائلة [باللغة العربية]: الشعب يريد إسقاطَ النظام.

نعم، إسقاط النظام، فنحن بدورنا نحن للملالي الحاكمين في إيران: هذه هو المصير المحتوم الذي لا مفر لكم أيضًا منه. نعم الشعب الإيراني يريد ذلك وسيحقق ذلك  وهو إسقاط نظام «ولاية الفقيه».

أيها المواطنون الأعزاء،

إن هجوم 8 نيسان (أبريل) 2011 على مخيم أشرف كان رد فعل النظام بهدف احتواء قوة الحرية المتفجرة في المجتمع الإيراني خاصة إثر عودة لهيب الانتفاضات ليندلع مرة أخرى من تحت رماد الخيانة.

كما وفي ما يتعلق بهجوم يومي 28 و29 تموز (يوليو) 2009 أيضًا ينبغي القول إن «الولي الفقيه» وبعد شهر ونصف الشهر من اندلاع الانتفاضات في إيران كان بحاجة ماسة إلى الهجوم على أشرف للحفاظ على توازنه لأن وجود وعدم النظام يرتبطان ارتباطًا آليًا ومباشرًا بوجود وعدم نقيضه أي المقاومة.

وهذه حقيقة اختبرت مرات عديدة طيلة السنوات الثلاثين الماضية، واليوم أضيفت إلى ذلك انتفاضات المنطقة أيضًا لتهز دعائم النظام الإيراني.

وهنا ومن هذا المنطلق، اقتحمت أرتال المدرعات مخيم أشرف للتصفية التامة لسكانه.

ولكن مجاهدي الحرية وفي معركة غير مسبوقة وبأيد فارغة وقفوا بوجه القوات المدرعة حتى أحبطوا خطة النظام لإبادتهم جماعيًا وتدمير أشرف.

إن أعداءكم حاولوا تدمير أشرف ولكن أشرف عرف في العالم كله بشعلة كفاح الشعب الإيراني من أجل الحرية.

إنهم حاولوا إخماد هذه الشعلة ولكنها التهبت وامتدت إلى كل أرجاء إيران حتى أشعلت نار الثورة في نفوس ملايين الإيرانيين التي لن تنطفئ أبدًا.

هذا ما يباهي به الشعب الإيراني وهذه هي قمة صمود أشرف لمدة عقد من الزمن.

فالسلام على جيل هو رمز وقدوة الصمود والوقوف المثابر والمناهض تمامًا للاستسلام والتسوية.

والسلام على قائد ومعلم علّمهم السير على درب الصمود والإباء وربّي جيلاً قائمًا على الطهارة والصدق والتواضع يمثل ثروة للشعب الإيراني من أجل تحقيق الحرية.

نعم، السلام على مسعود قائد ومعلم هذا الجيل.

إن الهجوم على أشرف بيّن للعالم ضرورة ملحة وهي حماية سكان أشرف كواجب وطني ومسؤولية دولية.

إن المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة وأميركا هم المسؤولون عن حماية وأمن سكان أشرف.

نقول لهم: لا يجوز لكم أن تعتمدوا أسلوب الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه الجريمة ضد الإنسانية وجريمة الحرب بحجة احترام حق سيادة العراق.

إن البرلمان الأوربي أعلن قبل 100 يوم: «موضوع السيادة والقوانين المحلية لم يعد يجوز أن يمنع من النظر في انتهاك حقوق الإنسان».

كما إن قرارات مجلس الأمن حول ليبيا أيضًا كلفت قوات الأمم المتحدة والدول الأعضاء بحماية المواطنين والسكان العزّل.

هذا والقادة الوطنيون العراقيون رفضوا وفضحوا بقوة ذريعة السيادة العراقية للهجوم على أشرف.

ففي إشارة منه إلى طلب النظام الإيراني للهجوم على أشرف كتب الدكتور إياد علاوي زعيم كتلة «العراقية» في رسالته إلى نوري المالكي: «علينا أن نتعامل مع هذه المسألة الحساسة وفق كرامة وسمعة وعزة الشعب العراقي وليس وفق إرادة هذا الطرف أوذاك».

وأضاف السيد علاوي في رسالته يقول: «أما رسالتي لكم حول مجاهدي خلق فهي تقع في صلب الخلق الخلق الحضاري العراقي وقيم شعبنا الراقية وديننا الحنيف ومن الأعراف الدولية والعراق جزء منها».

وفي رسالة وجهها إلى الشعب العراقي قال زعيم «العراقية» الذي طلب في الأسبوع الماضي استجواب رئيس الوزراء في البرلمان، قال بصراحة حول ديكتاتور العراق: « دعمته ايران ليكون رئيساً للوزراء... وزج بالابرياء في السجون الرهيبة وتجاوز الحدود في الفساد وخرق حقوق الانسان... وساروا في طريق القمع والقتل والطائفية السياسية المقيتة وعملوا في العراق نهباً وحرقاً وهدراً للدماء ونشروا المهانة حيثما حلوا...».

نعم، إن الهجوم على أشرف لا علاقة له بالسيادة الوطنية العراقية.. إن هذه المجزرة قد تم التخطيط لها في بيت خامنئي وكانت تهدف إلى الدفاع عن «ولاية الفقيه» وكان هجومًا على حرية الشعب الإيراني. فيا للعز والفخار لمجاهدي درب الحرية الذين تصدوا لهذا الهجوم رافعين راية «هيهات منّا الذلة» الحسينية وراية الصمود وعدم الاستسلام تجاه الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.

أريد أن أؤكد أنه وكما ورد في المبادرة الأوربية حول أشرف يجب رفع الحصار عن أشرف ويجب انسحاب المسلحين من أشرف ويجب البدء فورًا بإجراء تحقيق دولي محايد حول جريمة 8 نيسان (أبريل) 2011.

ترى لماذا يتم منع الوفود الدولية من دخول أشرف؟

لماذا منعتم وفد البرلمان الأوربي من دخول أشرف؟

لماذا منعتم وفد الكونغرس الأمريكي منم دخول أشرف؟

لماذا منعتم قوافل الإغاثة العربية من التوجه إلى أشرف؟

ماذا لديكم لإخفائه؟ هل هو إلا الجريمة الكبرى ضد الإنسانية؟ وجريمة الحرب؟

إذًا فحتى الحسم النهائي للأمر من الضروري بشكل مضاعف أن تتولى الأمم المتحدة حماية مخيم أشرف ويتمركز مراقبو الأمم المتحدة في أشرف.

إننا نطالب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي أن يوفرا الحماية فقط لهؤلاء المراقبين.

هذا هو أدنى طلب ولكن ضروري للغاية لحماية أرواح المجاهدين المقيمين في أشرف.

إن أغلبية الأعضاء في مجلس الشيوخ الفرنسي والجمعية الوطنية الفرنسية و5500 رئيس بلدية فرنسي وكذلك مشرعون ونواب منتخبون لشعوب 45 بلدًا في قارات العالم الخمس أعلنوا مواقفهم المشرفة في هذا المجال.

هذه هي أعلى صرخة في العالم الحديث تؤكد عدالة قضية الشعب الإيراني وأبنائه الغيارى.

إن أهالي المدن السورية يحق لهم أن يطالبوا بسحب المدرعات والأسلحة الثقيلة لبشار الأسد من مناطقهم السكنية.

ويحق للمواطنين الليبيين أن يقولوا إنه يجب إيقاف إطلاق النار على المواطنين من قبل نظام القذافي.

فيحق لسكان أشرف أيضًا أن يقولوا: ارفعوا فوهات الأسلحة عن أصداغنا.

كما وعلي أن أؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية عن هذا الحادث لأنها سلّمت مهمة حماية أشرف إلى حكومة كانت نيتها لقمع سكان أشرف واضحة من قبل، وذلك بقدر مسؤوليتها عن غلق طريق التغيير في إيران، لأنها وبتوجيه تهمة الإرهاب الواهية إلى قوة التغيير الرئيسية في إيران قد كبلت وقيدت هذه القوة على أرض الواقع.

نقول لهم خذوا بعين الاعتبار الحكم الصادر عن المحكمة ودعوات نواب الكونغرس والشخصيات والخبراء الأمريكان رفيعي المستوى إلى رفع تهمة الإرهاب عن المقاومة الإيرانية وإلى الاعتراف بهذه المقاومة.

إننا ندعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى وضع نقطة النهاية لهذه التسمية المفضوحة وإلى تغيير السياسة التي كانت ولا تزال حتى الآن حاجزًا أمام الشعب الإيراني في التحرر وتحقيق الحرية.

أخواتي وإخواني الأعزاء،

إن ملف 17 حزيران التآمري بمئات ألف ورقة من التهم المختلقة من قبل حكام إيران وبما لا يقل عن عشرة آلاف وثيقة والذي كان من أكبر التحقيقات في فرنسا قد انهار أخيرًا بعد عشر سنوات.

فيا للعز والفخار لكم حيث فشلت أكبر مؤامرة ضد المقاومة الإيرانية بفضل صمودكم ووقوفكم الباسل.

إذن فإن تجمعكم اليوم تجمع الاعتزاز والانتصار.

إنكم خضتم نضالاً دؤوبًا لمدة ثماني سنوات ضد كل المؤامرات بهدف غلق الطريق أمام مقاومة شعب مكبل، حتى أخمدتم نار المؤامرات وأثبتم براءة ساحاتكم مما كانوا يفترون عليكم زورًا وبهتانًا، مما دفع جهاز القضاء الفرنسي إلى إصدار قرار لامع أثبت فيه مشروعية وأحقية المقاومة العادلة للشعب الإيراني ضد الفاشية الدينية الحاكمة في إيران.

إن هذا القرار يرفع رؤوس الفرنسيين المساندين المناصرين للمقاومة الإيرانية خاصة المحامين والحقوقيين منهم وممثلين ومنتخبين للشعب الفرنسي وشخصيات فرنسية معروفة شريفة.

فتحية لهم بما أنهم يمثلون صوت الضمير الفرنسي وضمير أوربا بأسرها.

وفي الوقت نفسه يعتبر هذا التطور أهم حلقة لتقدم مقاومتكم وتغلبها على حملة التشهير ضد المقاومة.

اذكروا سيلاً من صنوف التهم والافتراءات تدفق ضد حركة المقاومة الإيرانية:

من تهم مثل تعذيب وقتل أعضاء المقاومة على أيدي المقاومة نفسها!! وعبادة الشخصية وكونها طائفة وقتلها مئات الألوف من الأكراد والشيعة العراقيين وغسل الأموال وإنشاء جمعية شاذة لأسر الفتيان والفتيات والنساء وفقدانها القاعدة الشعبية في إيران وأهم من كل هذه التهم وأكثرها رواجًا هي تهمة الإرهاب.

ولكن الآن قد انقلبت كل هذه التهم على مختلقيها وملفقيها!

ماذا كان الهدف من تلفيق وتوجيه هذه التهم والافتراءات؟

ولماذا كان الملالي الحاكمون في إيران وبصرفهم أموالاً طائلة يعملون باستمرار على نشرها؟

لأنه وفي كل السنوات الثلاثين الماضية كانت هذه التهم أداة بيده لتبرير الإعدامات وعمليات الشنق والتعذيب ضد أبناء الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.

ولكن وقوفكم على نمط وقوف الأشرفيين قد دحر هذا الهجوم المثير للاستنكار.

فأنتم انتصرتم في عشرات المحاكم في أوربا وأميركا وفضحتم حكام إيران وعملاءهم ومسانديهم.

حاليًا أصبحت مقاومتكم المجيدة تنطلق من موجة الدماء والقمع شامخة رصينة أكثر مما مضى بأضعاف مضاعفة.

أنتم طويتم في بريطانيا صفحة التهمة والحظر ضد هذه الحركة.

أنتم فضحتم في الاتحاد الأوربي إدراج منظمة مجاهدي خلق في قائمة الإرهاب.

أنتم أفشلتم ودحرتم في فرنسا عمليات اختلاق ملفات كيدية وتهمة الإرهاب ضد المقاومة الإيرانية.

أنتم طويتم صفحة التقرير الباطل الصادر عن دائرة الحراسة في كل الولايات الألمانية الـ 16 ضد هذه المقاومة.

ومن دون شك سوف تفشلون وتدحرون التسمية الإرهابية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا.

وحاليًا جاء دور فتح الملف الخاص لجرائم هذا النظام والذي يجب إعادة فتحه في مجلس الأمن الدولي ليرى الشعب الإيراني من هو بجانبه ومن هو بجانب حكام إيران على الساحة الدولية؟!

يجب إحالة هذا الملف إلى محكمة لاهاي الدولية عبر مجلس الأمن الدولي.

إن الشعب الإيراني يطالب بإصدار مذكرة لاعتقال خامنئي وتنفيذ هذه المذكرة وسوف يتحقق ذلك.

أيها المواطنون الأعزاء!

لقد بدأ عصر حديث،

وهو عصر التقدم والنهوض وانتصار الثورات الديمقراطية!

وهذا العصر هو عصركم وعهدكم.

عصر النساء!

عصر الشباب!

عصر الانتفاضة والكفاح بأضعاف مضاعفة،

بالنسبة للطلاب والعمال، وبالنسبة للمعملين،

وبالنسبة للإيرانيين المضطهدين الواقفين أمام مشانق الإعدام في كردستان وبلوشستان وخوزستان وكل أرجاء إيران!

نعم، لقد حان الوقت لطي صفحة «ولاية الفقيه».

فمن المستطاع ويجب أن تكلل المقاومة والانتفاضة من أجل الحرية بالنصر.

إن العصر، عصر الحرية والديمقراطية،

وهي قضية مقاومتنا منذ البداية.

إننا لا نناضل ولا نتفادى ولا نقدم الضحايا بهدف الوصول إلى السلطة.

وحتى إننا لا نتطلع إلى المساهمة والمشاركة في السلطة والحكم.

وإنما مسؤوليتنا الكبرى هي تحقيق سلطة الشعب والديمقراطية.

ونحن جميعًا اخترنا سبيل ونهج «خاوران» بالتعلم من مسعود ونفتخر جميعًا بذلك، كما نفتخر ونعتز بأن نضحي بحياتنا من أجل ممارسة الشعب الإيراني حقه في الانتخاب الحر.

إن الملالي الحاكمين في إيران يعملون على صنع القنبلة الذرية لضمان بقائهم على السلطة.

ولكننا ولازدهار المجتمع الإيراني نعمل على الحصول على سلطة أقوى منها بملايين الأضعاف وهو الانتخاب الحر وتولي الدور والمسؤولية من قبل كل فرد من أبناء الشعب الإيراني خاصة النساء والشباب منهم.

هدفنا هو تحقيق سلطة الشعب وإقامة جمهورية حرة ديمقراطية قائمة على فصل الدين عن الدولة ومجتمع قائم على المساواة بين المرأة والرجل بالتأكيد على ضرورة المشاركة المتكافئة للنساء في القيادة السياسية.

إن برنامجنا يتلخص في ثلاث مفردات: الحرية والمساواة وسلطة صوت الشعب.

أيها المواطنون الأعزاء،

دائمًا أًتساءل: هل هناك نهاية لآلام ملايين النساء والرجال الإيرانيين؟

هل يمكن حصولهم على حياة خالية من الخوف والرعب ومتضمنة للفرح والبهجة والحرية؟

أريد أن أجيب بأعلى صوتي: نعم، أنا ونحن كلفنا أنفسنا كل الصعوبات والشدائد بهدف إبقاء جذوة هذا الأمل وتحقيق هذه الأمنية مشتعلة ومن أجل ذلك بذلنا النفس والنفيس ليتحقق ذلك الغد المشرق وتلك الحياة المزدهرة والآمنة والمطمئنة لجميع أبناء الشعب الإيراني.

نحن موقنون حتى العظم بحتمية انتصار الحرية. إن أسلوب ونهج التغيير والثورة يضيء درب جيل الثورة: وأشرف وبصموده الرائع وصبره الجميل يمثل رسالة الأمل والنصر.

تحية للحرية، تحية لأشرف، تحية للشعب الإيراني.

اجمالي القراءات 3761