كلمة ( رب ) فى سورة ( يوسف )
مقدمة :
1 ـ يفهم بعضهم خطأ أن يوسف عليه السلام جعل ( ربّه ) عزيز مصر الذى عاش فى بيته ، وبهذا الخطأ يفهمون آية : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) يوسف).
2 ـ والواقع إن كلمة ( رب ) تكررت كثيرا فى سورة يوسف ، وجاءت بمعنيين : الرب الله جل وعلا ، والرب ملك مصر وألالهة المعبودة وقتها . ولكن فى كلام يوسف عن ربه جل وعلا كان معنى ( رب ) هو الله جل وعلا فقط ، وليس عزيز مصر أو الملك .
ونعطى بعض التفصيلات :
أولا : لا يمكن لأى نبى من الأنبياء أن يجعل له ربا غير الله جل وعلا :
دعوة كل نبى أنه ( إله إلا الله ) و ( أنه لا رب إلا الله جل وعلا رب العالمين ) ، وهذا فى مواجهة القوم الذين يتخذون ( أربابا ) مع الله جل وعلا ، أو دون الله جل وعلا . ونكتفى بدعوة النبى ( هود ) لقومه (عاد )، وما جاء فى القرآن الكريم خاتم الكتب الالهية :
1 ـ يقول جل وعلا : ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (50) هود ) قوله ( مالكم من إله غيره ) تعنى : مالكم من رب غيره . بدليل قوله لهم : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ) (52)) فالله جل وعلا هو وحده ربهم .وفى حواره معهم يتكرر حديثه عن ( ربه ) جل وعلا . قال لهم :( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ) ( إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) ( وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ ) ( إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) هود )
2 ـ أمر الله جل وعلا خاتم النبيين أن يعلن أن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين وحده ، وأنه لا يمكن أن يبتغى ربّا غيره جل وعلا: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ )(164) الانعام ).
3 ـ وكانت دعوته لأهل الكتاب أن يعبدوا الله جل وعلا وحده ، وألّا يتخذ بعضهم بعضا اربابا من دون الله : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران ).
4 ـ ونهى جل وعلا عن إتخاذ الملائكة والنبيين أربابا : ( وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) آل عمران ).
5 ـ ووصف عُصاة أهل الكتاب بإتخاذ أرباب من الكهنوت من الأحبار والرهبان بالاضافة الى تأليه عيسى . قال جل وعلا :( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) التوبة ). هنا كالعادة يأتى مصطلح ( رب ) بنفس معنى (إله )
6 ـ ولا تزال عبادة الأرباب عادة سيئة ، يقع فيها المحمديون ؛ إتخذوا بعضهم بعضا أربابا من دون الله ، وجعلوا الكهنوت من الشيوخ والملالى أربابا لهم .
ثانيا : يوسف عليه السلام كان على نفس المنهج
وبالتالى نراجع كلمة ( رب ) والتى تعنى رب العزة جل وعلا :
1 ـ قصّ الطفل يوسف رؤياه على أبيه يعقوب : ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) كان رد أبيه : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)يوسف) ( ربُّك ) تكررت مرتين بمعنى الله جل وعلا .
2 ـ حين راودته إمرأة العزيز : ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) ( ربى ) أى الله جل وعلا ، وهو جل وعلا لا يفلح عنده الظالمون . وجاء التأكيد على نفس المعنى فى الآية التالية : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) يوسف ) . وتسابقا الى الباب ، هو ليهرب منها وهى لتلحق به فوجدا ( سيدها ) لدى الباب . (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ )(25) يوسف) . كان ( سيدها ) أى سيد المرأة . وليس سيدا ليوسف عليه السلام .
3 ـ هددته إمرأة العزيز بالسجن أمام النسوة إن لم يفعل بها الفحشاء :( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32). ورد يوسف مستغيثا ب (ربه) جل وعلا : ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ (33). وإستجاب له ربه جل وعلا : ( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) يوسف )
4 ـ دخل معه السجن فتيان . رأى كل منهما مناما حكاه ليوسف .وقبل أن يؤول لهما الرؤيا دعاهما الى الاسلام وأنه لا رب إلا الله جل وعلا ، ولا إله إلا الله جل وعلا ، قال لهما : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف )
5 ـ أخوة يوسف إعترفوا بذنبهم لأبيهم :( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) ردّ عليهم :( قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)يوسف ) ربه هو الله جل وعلا الغفور الرحيم .
6 ـ عن إلتقاء يوسف أبويه قال جل وعلا : ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) تكررت كلمة( ربى ) مرتين . )
7 ـ فى النهاية دعا يوسف ربه جل وعلا فقال : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف ). ما أروع هذا الدعاء .!!
ثالثا : مصر وعبادة الأرباب
1 ـ سبق أن يوسف دعا صاحبيه فى السجن الى نبذ عبادة الأرباب ، وعبادة رب العالمين وحده ، قال لهما : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف ) . كانت عبادة الأرباب سائدة صراحة فى مصر ، ولا تزال سائدة ضمنا .
2 ـ وأهم الأرباب هو المستبد الحاكم . والمصريون كانوا ــ ولا يزالون يقدسون المستبد يجعلونه ربّا . وفى عصر يوسف كان هذا لقب الحاكم . لذا أوصى يوسف صاحبه فى السجن وهو ( الساقى ) أن يذكر للحاكم المستبد قصة الظلم الذى تعرض له ( السجين ). ووصف يوسف الحاكم بالوصف السائد : ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) يوسف ). كلمة ( رب ) هنا تعنى الحاكم المستبد وقتها . وكان ملكا من الهكسوس . وقد رأى هذا الملك رؤيا عجز الملأ عن تعبيرها فتذكر الساقى رفيقه يوسف المسجون . وانتهى الأمر بأن جاء الساقى الى يوسف فى السجن ليأتى به الى ( ربه ) الملك . رفض يوسف الخروج من السجن إلا بعد أن تظهر براءته ويتأكّد شرفه . لذا قال للساقى رسول الملك أن يرجع الى ( ربه ) : ( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) يوسف )
3 ـ كانت إمرأة العزيز قد تابت وندمت ، وأسلمت قلبها لربها جل وعلا وحده وتركت عبادة الأرباب . لذا إعترفت بذنبها علنا فى حضرة الملك ، وقد حقّق مع النسوة بنفسه : ( قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) هى هنا تعترف على نفسها وتتوب الى ربها الذى لا يهدى كيد الخائنين . وفى الآية التالية تقول عن نفسها : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) يوسف ). وكررت مرتين كلمة ( ربى ) .
رابعا : تطرف فرعون موسى فى الكفر
طرد أحمس الأول الهكسوس ، وفيما بعد حكم الرعامسة ، وتحولت مصر الى ملكية خاصة للعسكر الفرعونى ، كما يفعل السيسى الآن ومجلسه العسكرى . وإذا كان الملك الهكسوسى فى عصر يوسف ( ربّا ) بين ( أرباب ) شتى فقد أعلن فرعون موسى أنه رب المصريين الأعلى :( فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى (24) النازعات ). وجعل بنى إسرائيل عبيدا له يعبدونه ، وفى حواره مع موسى يتطرف فرعون فينكر رب العالمين ويهدد موسى لو إتخذ إلاها غيره . قال له موسى : ( وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ (29) الشعراء).