"دليلك إلى جماعة الإخوان المسلمين" كتاب جديد يحذر من مؤامرات "لإزاحة الجماعة عن الساحة".. "عامر شماخ": هدف الإخوان تحرير الوطن الإسلامى من كل سلطان غير "إسلامى"
الخميس، 16 يونيو 2011 - 18:02
كتب شعبان هدية ورامى نوار
حتى هذه اللحظة هناك مؤامرات داخلية وخارجية على هذا البلد، ومن وسائل هذه المؤامرات "إزاحة الإخوان عن الساحة" ومنع صوتهم من الوصول إلى الناس وطمس حقيقة دعوتهم وتشويه قادتهم، بهذه الكلمات افتتح الكاتب عامر شماخ كتابه "دليلك إلى جماعة الإخوان المسلمين"، ليطرح فيه نشأة الجماعة على يد قائدها حسن البنا فى 1928 حتى بروز الإخوان المسلمين أحد أقوى التيارات الإسلامية" داخل مصر فى الوقت الحالى.
وقال عامر شماخ مؤلف كتب "دليلك إلى جماعة الإخوان المسلمين"، فى افتتاحيته للكتاب إن من يصور جماعة الإخوان المسلمين على أنها جماعة تستخدم العنف أو تتاجر بالدين، أو تضطهد غير المسلمين إنما يظلم نفسه قبل أن يظلم تلك الجماعة التى غيرت وجه التاريخ المصرى والإسلامى.
الكتاب الذى يقدمه شماخ إلى الرأى العام المصرى فى 343 صفحة من القطع المتوسط، محاولة لتقديم تعريف صحيح بجماعة الإخوان، حيث استعان باللائحة العامة الأولى للجماعة، قائلاً: "الإخوان المسلمون هيئة إسلامية جامعة، تعمل لإقامة دين الله فى الأرض، وتحقيق الأغراض التى جاء من أجلها الإسلام الحنيف، ومما يتصل بهذه الأغراض، تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس كافة وإلى المسلمين خاصة، وشرحها شرحًا دقيقًا يوضحها ويردها إلى فطرتها وشمولها، ويدفع عنها الأباطيل والشبهات".
ويتابع الكاتب فى شرحه لمبادئ جماعة الإخوان بتأكيده أن الجماعة تسعى لجمع القلوب والنفوس على مبادئ الإسلام، وتجديد أثرها الكريم فيها، وتقريب وجهات النظر بين المذاهب الإسلامية، والعمل على رفع مستوى المعيشة للأفراد وتنمية ثروات الأمة وحمايتها، لافتاً إلى أن الجماعة تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والتأمين الاجتماعى لكل مواطن، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة، وتشجيع أعمال البر والخير.
وحسبما ذكر عامر شماخ فى كتابه "دليلك إلى جماعة الإخوان المسلمين"، فإن الجماعة هدفها تحرير الوطن الإسلامى بكل أجزائه من كل سلطان غير إسلامى، ومساعدة الأقليات الإسلامية فى كل مكان، والسعى إلى تجميع المسلمين حتى يصيروا أمة واحدة، مؤكداً أن الهدف الأسمى للجماعة الذى تسعى لتحقيقه هو "قيام الدولة الإسلامية" التى تنفِّذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليًّا، وتحرسها فى الداخل، وتعمل على نشرها وتبليغها فى الخارج، بالإضافة إلى مناصرة التعاون العالمى مناصرة صادقة فى ظل الشريعة الإسلامية التى تصون الحريات وتحفظ الحقوق، والمشاركة فى بناء الحضارة الإنسانية على أساس جديد من تآزر الإيمان والمادة، كما كفلت ذلك نظم الإسلام الشاملة.
ويشير الكاتب، إلى اعتماد الجماعة على عدد من الوسائل التى تبتعد كل البعد عن العنف فى سبيل تحقيق أهدافها، موضحاً أن "الإخوان المسلمون" تعتمد على 5 وسائل أولها "الدعوة" من خلال النشر والإذاعة المختلفة من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات وتجهيز الوفود والبعثات فى الداخل والخارج، وثانى أساليب الجماعة فى تحقيقها لأهدافها هى"التربية" لتطبع أعضاء الجماعة على هذه المبادئ، وتعكس معنى التدين قولاً وعملاً فى أنفسهم أفرادًا وبيوتًا، وتربيتهم تربية صالحة حتى يتكون رأى إسلامى موحد، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهمًا صحيحًا، ويعمل بأحكامه ويوجه النهضة إليه.
أما ثالث طرق الجماعة فهو "التوجيه" الذى يتم من خلال وضع المناهج الصالحة فى كل شئون المجتمع من التربية والتعليم والتشريع والقضاء والإدارة والجندية والاقتصاد والصحة والحكم، والتقدم بها إلى الجهات المختصة، والوصول بها إلى الهيئات السياسية والتشريعية والتنفيذية والدولية، ويعتبر "العمل" رابع أساليب الجماعة والذى تقوم بها من خلال إنشاء مؤسسات تربوية واجتماعية واقتصادية وعلمية، وتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ والنوادى، والعامل الخامس هو "إعداد الأمة" إعدادًا جهاديًّا لتقف جبهة واحدة فى وجه الغزاة والمتسلطين من أعداء الله، تمهيدًا لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة.
ورد الكاتب على الاتهامات الموجه للجماعة فى مختلف المجالات والقضايا، وفرد لذلك مساحة متميزة فى كتابه، ومنها الاتهامات بأن الجماعة تتمسك باسم "الإخوان المسلمين"، قائلاً: "لا عجب أن تتمسك الجماعة باسمها التاريخى الذى صار مدرسة يتتلمذ فى معاهدها الدعاة العاملون المخلصون"، مشيراً إلى أن الجماعة تنظر إلى اسمها كونها رمزا باقياً وشاهداً على تضحية الجماعة ضد الطغيان.
وأكد الكاتب، أن الجماعة لا تعتبر من الإمام حسن البنا رمزاً مقدساً كون الجماعة لا يوجد لديها قداسة لأشخاص سوى لرسول الله، موضحاً أن الإخوان يحبون البنا ويقدرونه لمجموع الصفات التى تحلى بها، وشهد الجميع بتسامحه وسهولته ولينه وأنه كان تقياً وقائداً محنكاً.
وأوضح الكاتب، أن الجماعة تنفق من جيوب أعضائها، وليس كما يشيع من موارد خارجية، مشدداً على أن الجماعة لم تتلق حتى يومنا هذا أى إعانات من الحكومات ويتحدى الإخوان من يقول إن خزانة الجماعة قد دخلها جنيه واحد من جيوب الحكومات، مشيراً إلى أن الجماعة لن تبخل فى أى يوم من الأيام على الدعوة كونهم يدفعون 9 % من مجموع دخلهم شهرياً تخصص نسبة منها لفلسطين وأخرى للتكافل فيما بينهم وما يزيد يوجه لمصاريف الدعوة والإنفاق على أنشطتها.
وفيما يتعلق بالاتهامات بشأن القفز على الحكم باستخدام ما لديهم من وسائل وإمكانيات، أكد الكاتب أن هذا تحديدا من اتهامات خصوم الجماعة لمحاولة إرهابهم فكريا والتشويش عليهم فى دعوتهم لينفض الناس من حولهم، معتبرا أن فكر الإخوان هو الإسلام الصحيح والسلطة لا تطلب لذاتها ولكن لتطبيق شرع الله ومنهجهم فى التغيير هو التدرج وإقناع الشعب بالإسلام، وأنهم على قناعة أنه لن يكون هناك حكم إسلامى إلا أذا أرادت الشعوب ذلك وأنه ليس من منهجهم ولا فكرهم القفز على السلطة أم الانقلاب والفتن، وأنه لو أرادوا الحكم لنالته أيديهم منذ أمد بعيد، موضحا أن السبب الحقيقى فى الصدام بينهم وبين السلطة وأهلها هو أنهم لم يكونوا مطية للحكومة ولا يبيعون مبادئهم بأى مقابل وأنه فى ظل الحكومات العلمانية ليس للإخوان مكان فى السلطة بل فى المعتقلات أحيانا ومع هذا يلتزمون بالقانون والمشاركة السياسية.