إعرض ما يريد الغير .. تكسب ما تريد أنت
دعوة عمرو خالد إلى التعايش المشترك توصله إلى واشنطن للمصالح المشتركة

جمال أبو شادي في السبت ١٩ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


أصعب ما في التجارة هو كيفية عرض وتسويق البضاعة بطريقة تؤدي بنهاية المطاف لنفاذها من جهة وكسب الزبائن وبالتالي المال من جهة ثانية. في الزمن الماضي كانت جودة البضاعة – البضاعة أعني بها كل ما يمكن أن يُعرض على الغير وله ثمن، سواء كان شخص أو مبأدى أو أي شيئ مادي أو معنوي – ومدى فائدتها وإحتياج الناس لها في إشباع الغرائز الضرورية للحياة والتي تبدأ من أبسط الغرائز البشرية وحتى تتدرج إلى قمة الهرم في الإحتياجات الروحية، أما في هذا الزمن لم يعد للبضاعة وجودت&airc;ها تلك الأهمية، كما هي للشخص الذي يقوم بترويج وتسويق تلك البضاعة. فالشخص الذي يُسوّق لبضاعته أو للبضاعة الموكل بعرضها، هو العنصر المهم في سلسلة العرض والطلب، والشخص هو المحور الرئيسي في هذه العملية ولذلك يُستثمر الآن في العالم كله في هذا الشخص المرّوج والمُسّوق وكذلك الإستثمار في تنمية أدواته الذاتية في هذا المجال.



ليس المهم أن يكون مُنتجك أو بضاعتك هي الأفضل بمفهوم مقاييس الجودة والتقنية والمهنية العالية أو حتى القيمة الأخلاقية للمنتج أو غيرها من المفاهيم أو المقاييس، ولكن المهم أن تظهر بمظهر أحسن من الأخرين من خلال طريقة عرض بضاعتك على الناس، ومدى إقناعك للأخرين بأهمية ما لديك، والإقبال عليه حتى لو لم يكونوا بحاجة له، وعلى الرغم من رداءة بضاعتك ووجود ما هو أحسن منها في الجودة والإتقان.



المتاجرة بالدين وتسليع الدين وتسويقه أصبحت تجارة رائجة لها رجالها وأدواتها ومؤسساتها، وتُحشد لها أموال طائلة في كثير من الأحيان، ويكون ورائها منظمات ودول ومناهج ومدارس مختلفة، وتدور حولها وفي فلكها صراعات وحروب وتستخدم بها وسائل وأساليب وألآعيب التجارة وشطارة التاجر أو المُرّوج.



عمرو خالد هو أكبر مثال تطبيقي – وهو بلا شك ليس المثال الوحيد ولكنه الفريد بينهم - لنظرية المتاجرة بالدين وتسليع العاطفة الروحية والفطرية لمعظم الناس، وهو بالتالي صناعة تلك المؤسسات ومن ورائها رؤوس أموال وتجارة لها زبائن من كل شرائح المجتمع، عمرو خالد بدأ مشواره المهني أو التجاري – وحتى لا نُتهم بالمبالغة – أو الدعوي بعد لقاءه بالشيخ صالح كامل صاحب مجموعة دلة البركة وفضائية آرت وزوجته صفاء أبو السعود، لقاء جمع الطموح للوصول والشهرة والتقدير - لرجل مغمور - بالمال والبزنس والمشاريع التجارية وبالفعل تحققت المصلحة المشتركة بينهما كما هو الحال في كل الصفقات التجارية وتحقق لعمرو خالد - من خلال عدة برامج في فضائية إقرأ - إشباع حاجته من التقدير والشهرة والصيت، وبالمقابل تحقق للطرف الآخر في معادلة الدين والدنيا تلك، الكسب المادي والدعاية التجارية والترويج لمحطة الشيخ وزوجته. هذا الأشباع وصل قمته على مدى أربع سنوات قضاها عمرو خالد في قناة إقرأ الفضائية متنقلاً بين بيروت ولندن والرياض لمتابعة المشاريع الدعوية في ظاهر الأمر ولمتابعة مشروعه الذاتي في الخفاء، هذه المرحلة لم تعد تضيف له أكثر مما حصل عليه فيها وكان لابد من ينقل طموحه ومشروعه الذاتي أو بالأحرى كان يجب عليه الإنتقال في سلم هرم إحتياجاته إلى الدرجة التي تلى مرحلة الشيخ صالح كامل. الإنتقال حصل بالفعل لعمرو خالد وككل إنتقال من مرحلة لأخرى لابد له من طاقة مادية دافعة – بالمعنى الفيزيائي وليس بالفلوس – تنقله من وضعه الحالي إلى ما هو أفضل، هذا الإنتقال الذي حصل معه تَرتب عليه الإنفصال أو الإنسلاخ عن صالح كامل ومشاريعه التجارية وفي نفس الوقت الإتفاق والإرتباط مع حكام الإمارات من خلال فضائيتهم في أبو ظبي وذلك لتقديم برنامج "دعوة للتعايش" والذي يبث أيضاً على فضائيات الرسالة والمحور والرأي.



هذه النقلة المبرمجة وفك الإرتباط من إحتكار صالح كامل وزوجته، سببها أن عمرو خالد قد بدأ بتسويق شخصه هو لا تسويق المنتج الديني الذي كان يقوم بتسويقه في بداية مشواره، وأصبح قادر على الإعتماد الذاتي بعد كسبه الثقة والإنتشار والشهرة والمال اللازم لتحقيق الحلم والإنطلاق للعالمية المنشودة. وهذا ما حصل بالفعل من خلال إختيار مجلة التايم الأمريكية للداعية الإسلامي المصري عمرو خالد من بين أكثر من 100 شخصية مؤثرة على الصعيد السياسي – العملية عملية سياسة على رأي مجلة تايم وليس عملية دعوة ودين - في العالم لعام 2007. والجدير بالذكر أن المجلة لم تذكر سبب أو أسباب إختيارها لتلك الشخصيات، مكتفية بالقول أنها تريد تكريم الرجال والنساء الذين يغيرون وجه العالم بسلطتهم أو بموهبتهم أو بأخلاقهم. الغريب في تلك اللائحة هو تلك التركيبة العجيبة والتي ضمت ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوداني عمر البشير والداعية المصري عمرو خالد، ليش مش الريس مبارك حاكم مصر مثلاً؟؟؟



هذه الثقة الكبيرة بسلطة ومواهب وأخلاق عمرو خالد كان ثمنها أن حصل على دعوة لزيارة واشنطن خلال هذه الأيام، وبالمناسبة سوف يستضيفه مركز بروكينجز، وهذا المركز هو مؤسسة تعمل لتزويد صانعي القرار الأمريكي بتوصيات عن أهم القضايا المعاصرة في الشرق الأوسط، وهذا المركز فيه قسم للبحوث أسمه "سابان" Saban Center وسابان هذا غني عن التعريف لمن يعرفه ويعرف تاريخه وأهدافه وحجم البزنس الذي يمارسه في خدمة قضايا شعبه، ولمن لا يعرفه عليه الإنتظار لمقال قادم عن هذه الشخصية ومقارنتها بشخصيات عربية لها نفس البزنس ولكن ليس لها قضية ولا هدف للوصول له، سوى الربح ولا شيئ غير الربح، ولمن لا يحب الإنتظار عليه البحث عن هذه الشخصية في الإنترنت.



ولقد قرأت بمناسبة هذه الزيارة التي يقوم بها عمرو خالد لواشنطن ما يدلل على سبب إختياره من قبل تلك الدوائر غير الرسمية ولكنها في نفس الوقت تعمل كمصدر معلومات مهم لصانعي القرار هناك، وهذا ما جاء في بعض المواقع الإعلامية عن هذه الزيارة: " ... وتأتي زيارة عمرو خالد في وقت تعكف فيه العديد من المؤسسات البحثية الأمريكية المستقلة على الترويج لفكرة بناء ودعم شبكات من الإسلاميين المعتدلين، لمواجهة ما يطلق عليه اسم "الإسلام المتطرف" المتمثل في تنظيم القاعدة، خاصة وأن نموذج عمرو خالد يعتبر مقبولا في الغرب، والولايات المتحدة تحديدا للإسلام المتسامح، الذي لا يتعرض للقضايا السياسية ولا الشؤون العامة، بدلا من إيديولوجية تنظيم القاعدة التي تقوم بأعمال عنف وإرهاب.

ومن المعروف أن عمرو خالد على صلة قوية بالعديد من الشخصيات العربية الهامة، الكثير منهم في دوائر صنع القرار وخارجها. كما أنه لا يتطرق عمرو خالد في أحاديثه إلى القضايا السياسية العربية الهامة، مثل الصراع العربي الإسرائيلي، ولا احتلال العراق ولا الوضع المتدهور في الصومال، بل يفضل التركيز على الوسطية والاعتدال ونشر رسائل المحبة والتسامح، والمناداة بمحاورة الآخرين بالعقل والحجة. "



عمرو خالد يريد إذاً نشر "ثقافة التعايش المشترك" لهذا السبب تَم إختيار مجموعة من الفضائيات المملوكة لدول وأشخاص ليست لهم علاقة بتلك الثقافة ولا هُم على إستعداد لتقبل الآخر من أصله، لنشر فكرته تلك ويريد كذلك ومن خلال محاضراته بواشنطن مد جسور التعايش والثقة بين ...؟؟؟ وهنا السؤال المهم جداً وهو التعايش المشترك بين مَنْ ومَنْ؟؟؟ وما هي طبيعة هذا التعايش المشترك ومداه؟؟؟ والسؤال أو الأسئلة التي تطرح نفسها أيضاً من خلال برنامجه على محطة أبو ظبي "دعوة للتعايش" - والذي يتطرق من خلاله لسيرة الأئمة الأربعة وكلهم من المذهب السني، وهذا الإتجاه وحده في إختيار تيار أو مذهب أو خط واحد دون التطرق إلى شخصيات أخرى ولا إلى مذاهب أخرى كان لها تأثير في تاريخ العالم الأسلامي، هذا الإتجاه بحد ذاته لا يبني جسور التعايش المشترك بين المسلمين أنفسهم فما بالك بين المسلمين وغيرهم من الديانات الآخرى، فهذا الإختيار لفكرة البرنامج بهذا الأسلوب فاشله من الأساس -، فما هو مضمون الرسالة المطلوبه منه أو - إذا إفترضنا حسن النية بما يقوم به – يُريد عمرو خالد أن يوصلها لنا؟ ماذا يتوقع عمرو خالد – كرد فعل على برامجه تلك وعلى محاضراته – وممن طلب ردة الفعل تلك؟ ما مدى حدود هذه الدعوة ومثيلاتها في المجتمع العربي والأسلامي والعالمي؟



التعايش المشترك الذي يسعى له عمرو خالد لن يثمر عن شيئ للآخرين وبالذات للشعوب العربية والإسلامية اللهم لعمرو خالد فقط، ولن تفلح محاولاته في مد الجسور التي يبنيها على أسس وقواعد واهية مغلفة بورق "سلفان" ديني ومن خلال نيولك – وهذه أحد أدوات التسويق والتسليع لمُنتجه الديني – يجعل فرصته كبيرة في القبول والرضى عنه من الغير أكبر من غيره، ففكرة التعايش المشترك بين الأمم، فكرة سامية يسعى لها كل من له حس إنساني رفيع وكل من يقبل الآخر بغض النظر عن دينه أو معتقده أو عنصره أو أو .. ويكون تركيز من يقوم بهذه المهمة العظيمة في البداية على إقناع أفراد الشعب الواحد أو المجتمع أو البيئة الواحدة المتجانسة و التي لها جذور مشتركة وتاريخ ولغة مشتركة وجغرافيا واحدة ومن ثم الإنطلاق إلى الفضاء الأوسع في إستقطاب من لهم قواسم مشتركة مع هذه الأمة ولهم نفس قواعد القيم والمبادئ التي لنا ويعيشوا بجانب جغرافيتنا، وفي أخر خطوة يتم بناء فكرة التعايش المشترك مع باقي الأمم والشعوب الأخرى على إختلافها تحقيقاً لقول الله تعالى (إنا جعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عندالله اتقاكم) وفي هذه الآية الكريمة لم يحدد الله من هو الشعب أو الأمة التي سوف يكرمها الله وجعل مقياس ومعيار الكرامة عنده التقوى بمعناها الشامل الواسع وهي دعوة مفتوحة للجميع.



وحتى نُفصّل أكثر في فكرة التعايش تلك، لابد من أن ننطلق من الواقع الحالي لشعوب هذه الأمة وهذه المنطقة بالذات والتي وجه لها عمرو خالد تلك الدعوة والتي هي المحرك الأساسي والفعلي في تحقيق تلك الفكرة والتي تقوم على عاتق كل فرد ومدى إقتناعه الذاتي بجدواها. فالتعايش المشترك في المجتمع الواحد يتم بين أفراد شعب إحتياجاتهم الأساسية مشبعة وحقوقهم المدنية محفوظه بقوانين ولوائح وكرامته وحريته الشخصية مصانة وضمان العدالة الإجتماعية للجميع والأمان والسلم والسلام لكل فرد في المجتمع ومهما كان فكر أو معتقد هذا الفراد أو الآخر، فهل هذه الشروط وهذه القواعد الأساسية في بناء كيان فيه تعايش مشترك متحققة ومتوفرة في المنطقة والمجتمع والدول التي يعيش فيها عمرو خالد – بغض النظر عن إحتياجاته فوق المشبعة – والتي تفتقر لكل متطلبات التعايش المشترك؟ أنا أقول في الرد على هذا السؤال أن أكبر مثال على فشل دعوة التعايش المشترك والسلمي هو بلد عمرو خالد نفسه وما يحدث فيه من أحداث مأساوية يكون ضحاياها من أفراد الشعب الذي يريد عمرو خالد منهم القيام بمشروع التعايش المشترك الذي يدعو له عمرو خالد. تلك الأحداث التي جرت اليوم على سبيل الصدفة البحتة - ولكنها تحدث بأستمرار - بين أبناء الشعب الواحد من مسلمين وأقباط على خلفية توسعة لأحد الكنائس القبطية المجاورة لمسجد وإعتراض جماعة من المسلمين على هذا العمل بطرق غير سلمية وليس فيها معنى واحد من معاني التعايش المشترك، تلك الأحداث المؤسفة وما حصل فيها تكفي لوحدها لهدم الدعوة تلك وتناقضها وتؤكد في نفس الوقت على ضرورة العمل أولاً وفي البداية وبشكل مكثف على بناء جسور المحبة والتعايش المشترك بين أبناء المجتمع الواحد مع كل إختلافاتهم ومشاربهم، وكذلك توعية ونشر ثقافة التعايش والمحبوة وقبول الآخر بين أفراد الشعب، وهذا لا يتم من خلال إطروحات تجارية ظاهرها الدين ولكن من خلال قرار سياسي يُلزم كل أفراد الشعب بإحترام تلك المبادئ والقيم المشتركة للتعايش ومن خلال سد الحاجات الأساسية لكل فرد حتى يقوم من بعد ذلك بتحمل مسؤولية العيش المشترك مع الغير. فالدولة التي لا تحقق لأفرادها تلك الحاجات والحقوق لن تفلح - مهما عملت – في بث فكرة التعايش السلمي وتقبل الآخر بين أفراد شعبها فما بالك مع شعوب ومعتقدات أخرى.


كيف ندعو للتعايش مع الشعوب الغربية مع أمريكا ونحن لم نحقق جزء بسيط من التعايش مع أنفسنا وشعوبنا، أين هو التعايش المشترك بين أفراد الشعب الواحد في العراق – وهنا لا داعي لذكر المصائب التي يعيشها الشعب العراقي على خلفيات مذهبية وعرقية وغيرها – لماذا لا يوجه عمرو خالد دعوته لفرق الموت والدمار اليومي لتتقي الله في أرواح أبناء الشعب العراقي الواحد المنكوب بأفكار التكفير؟ لماذا لم يُدخل في برنامجه دعوة للتعايش سيرة بعض الأئمة من المذهب الشيعي ومدى تقاربهم وتعايشهم مع من كان في زمانهم من أئمة السنة؟ لماذا لا نجد صدى لفكرة التعايش المشترك والسلمي بين أفراد وكوادر شعبنا الفلسطيني المكلوم والمحاصر، ونحن نرى ونسمع عن ضحايا الإقتتال الداخلي كل يوم، ولم نسمع دعوة من عمرو خالد لأبناء هذا الشعب بالكف عن هذه المهازل والعمل على بناء فكر التعايش المشترك والسلمي بينهم؟ أين التعايش و التعاون المشترك بين أفراد وشعوب المنطقة العربية الواحدة؟ كيف تريد أن تبني جسور التعايش المشترك بين دول عربية مسلمة ومبارك – على سبيل المثال - يعارض بناء جسر من الأسمنت بين السعودية ومصر؟ أين التعايش المشترك ونحن نهدم جسور التعايش والتعاون مع دول الجوار مثل إيران وتركيا وباكستان وهي دول إسلامية؟



لماذا يريد عمرو خالد مد جسور التعايش المشترك بين فكرته – لا بين الشعوب المغلوبة عندنا – التجارية وبين مؤسسات أمريكية وبين شعب إمريكي حاصل على كل متطلبات الحياة الأساسية وعنده قدر كافي من الحقوق والحرية والكرامة بحيث أنه يكون قادر على التعامل مع هذه الفكرة لضمان الأمن والأمان والسلم الذي لا يشعر فيه أفراد شعبنا العربي في بلاده. عمرو خالد لا يهمه التعايش بين أفراد هذه الأمة، لأنه لا بد من أن يبدأ أولاً وقبل كل شيئ من فكرة تعايش الشعب الواحد بكل أطيافه ومن ثم لمن حولهم وهكذا حتى نصل بالفكرة إلى التعايش مع باقي شعوب الدنيا وكل من يعيش على هذه الأرض. لذلك فكرة التعايش الوهمي تلك والتي يدعو لها عمرو خالد في برامجه ومحاضراته، إنما هي فكرة غير جادة وفاشلة بهذه الطريقة لأنها تتوجه لمن لن يقدر على القيام بها والدفاع عنها والإقنتاع بها ونقلها للآخر، ذلك لأنه غير قادر على إشباع حاجاته الضرورية وحصوله على حقوقه الدنى لضمان عيشه الكريم في حرية وسلام ذاتي مع نفسه وغيره من أفراد مجتمعه، لذلك لا يمكن للفرد العربي التعايش المشترك مع الغير وهو في صراع مع ذاته ومع المجتمع ومع الآخر.

اجمالي القراءات 18571