"كير": أوباما يحصل على تمويل من اليهود أكثر من المسلمين
نشطاء ينتقدون زج اسم الرسول "محمد" في الانتخابات الأمريكية

في الجمعة ٢٩ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

اتخذ التنافس بين المرشحين الديموقراطيين هيلاري كلينتون وباراك أوباما، قبل انتخابات تكساس واوهايو الأسبوع المقبل، منعطفا جديدا بإقحام اسم الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم- في اسم عائلة المرشح أوباما لتحذير الأمريكيين من رئيس قادم ذي جذور إسلامية، وهذا ما رآه نشطاء مسلمون بأمريكا يصب في خانة "العنصرية".

ووصلت الحملة المركزة على "إسلام" أوباما إلى درجة لم يعد يحتمل فيها، فأعطى حوارا لصحيفة إسرائيلية أكد فيه "لم يكن في حياته مسلما، وأنه يقسم على التوارة ويهمه أمن إسرائيل".


اسم "محمد"

بداية، ولدى استعراض موقع المحطة الأمريكية الشهيرة "فوكس نيوز" (27-2-2008) يظهر حوار مع المذيع الأمريكي بيل كينغهام الذي كان يتحدث على الهواء مباشرة على إذاعته، وكرر في حديثه أن اسم والد المرشح أوباما هو "حسين محمد".

وفي هذه المقابلة تسأل "فوكس نيوز" المذيع الأمريكي عن إشاراته إلى "باراك محمد حسين أوباما"، فيقر بذلك قائلا "نعم قلت ذلك مرة؛ لأن النبي محمد هو أعظم رسول أرسله الله.." .

فتسأله المحطة "لماذا أقحمت اسم النبي "محمد" في اسم المرشح وهو غير موجود أصلا في نسبه"، فيجيب "في ذلك الوقت كنت أعتقد أن واحدا من أسمائه هو محمد ثم غيرت تصريحي واكتفيت بذكر حسين، وعرفت أنني اخطأت باقحام اسم محمد وهو غير موجود أصلا".

وقال المذيع الأمريكي "إن وصول هذا الشخص للبيت الأبيض سيكون عاملا مساعدا في انتشار الإرهاب".


مدونات الإنترنت تلاحق أوباما

ولم تقبل مدونات الإنترنت أن تقف مكتوفة في خضم هذه المعركة والحملة؛ حيث قام موقع Drudge Report على شبكة الإنترنت بنشر صورة أوباما وهو يرتدي زيا تقليديا صوماليا كالذي يرتديه المسلمون، أثناء زيارته لمنطقة "الوجير" شمال شرقي كينيا، في أغسطس/آب من عام 2006، وبناء على هذه الصورة انطلقت حملة أخرى تربط بين المرشح والإسلام وتحذر من وصول "رئيس مسلم" لحكم الأمريكيين.

وكانت هذه الصورة كفيلة بأن يصدر الحزب الجمهوري بيانا يقول فيه " لا يوجد في تاريخ أوباما ولا في مستشاريه ما يؤكد أنه سيكون صديقا لإسرائيل".


كير: هذه حملة عنصرية

إلى ذلك، انتقد رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" تركيز وسائل إعلام أمريكية وغربية على اسم والد المرشح الديمقراطي باراك أوباما، وهو " حسين"، فيما زج آخرون باسم "محمد"، وذلك في إشارة منهم إلى جذوره المسلمة وسخريتهم من أنه يحمل اسما عائليا (حسين) يشبه اسم صدام حسين.

واعتبر نهاد عوض، في حديث للعربية.نت، أن الحملة التي ركزت على الجذور الدينية المسلمة للمرشح الديمقراطي "عنصرية" وليست أبدا في خانة حرية التعبير، والهدف منها القول "إن فوز هذا الشخص ووصوله للرئاسة سيكون عبئا وليس رصيدا للولايات المتحدة الأمريكية".

ويرجع عوض الحملة المركزة بسبب وجود منافسة شديدة، معتبرا "أن التركيز على شخصية أوباما وجذوره الدينية واحترامه للثقافة الإسلامية بشكل عام مؤشر على مستوى حدة الكراهية للإسلام والمسلمين في بعض فئات المجتمع".

وقال "أصابنا استياء كبير من هذه الحملة.. كما أن إقران أوباما بصدام حسين الذي يعتبرونه عدوا يعني وضعه في خانة العدو، بالتالي غير مؤهل ومحاولة نفي صفة الأمريكية عنه".

وقال عوض للعربية.نت "لا نتفق مع موقفه تجاه إسرائيل، ولكن ما يطمئن أنه يريد السلام مع إيران والحوار مع العالم الإسلامي، وتوفير التأمين الصحي للمحرومين".


عوض: اليهود دعموا أوباما

وأكد عوض أن الجالية المسلمة دعمت أوباما أكثر من دعمها لهيلاري، إلا أنه أشار أيضا إلى دعم كبير تلقاه من اليهود، وقال "هو يدعم إسرائيل؛ وذلك لأن متبرعين يهود تبرعوا بشكل كبير له ولا يمكن أن نتوقع من مرشح لمنصب كبير أن يلغي تاريخ أمريكا في دعمها لإسرائيل، وأن يرضي العرب والمسلمين عندما لا يوفروا الدعم المالي الذي يوفره الجانب الآخر".

وبخلاف ما هو سائد ومعروف عن الأصول الكينية لوالد أوباما، يقول نهاد عوض "إن والده مسلم من أندونيسيا وأمه أمريكية مسيحية، ولد في هاواي ونشأ كناشط في شيكاغو، ودرس القانون، أبوه تركه عندما كان في سن صغيرة، تمت رعايته من قبل أمه بالتالي نشأ على الدين المسيحي، وقد قضى عدة سنوات في أندونيسيا، وتعلم بمدارس إسلامية وعاد إلى أمريكا".

ويتوقع نهاد عوض أن يفوز أوباما في انتخابات تكساس، وذلك لأنه يكسب يوميا أصواتا جديدة بسبب خطابه الدبلوماسي.


أوباما: لست مسلما

وبعد تصاعد الحملة على أوباما، اضطر للإدلاء بحوار لصحفية إسرائيلية.

وقال المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما في مقابلة أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية "إنه صديق لإسرائيل وإنه ليس مسلما وقد أقسم اليمين على التوراة".

ونقلت يديعوت أحرونوت الأربعاء 27-2-2008 عن أوباما، السناتور عن ولاية ايلينوي، قوله "قبل كل شيء تتوجب معرفة الحقائق كما هي، أنا لست مسلما ولم أكن أبدا، ولم أتعلم أبدا في مدرسة (دينية إسلامية) ولم أحلف على القرآن، بل أنا ملتزم بالمسيحية".

وأضاف "عشت طوال أربع سنوات في أندونيسيا عندما كنت فتى، وتعلمت هناك في مدرسة علمانية، وعندما أقسمت اليمين فعلت ذلك على كتاب التوراة الذي يعود للعائلة".

وأضاف "أن الذين يعرفون الحقائق لا يشككون بالتزامي تجاه أمن إسرائيل وعلاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل"، وفق ما ذكرت وكالة انباء (يو بي أي).

وأشار أوباما، الذي ينافس السناتور عن ولاية نيويورك هيلاري كلينتون على ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، إلى أنه "من الجائز أن جذوري تمنحني فهما داخليا سيمكنني من القيام بدبلوماسية أفضل في العالم الإسلامي، وهذه أفضلية بكل تأكيد".

وفي رده على سؤال بشأن ما إذا سيكون صديقا لإسرائيل في حال انتخابه رئيسا، قال أوباما "بيقين مطلق الجواب هو نعم، وسأحضر معي للبيت الأبيض التزاما غير قابل للتشكيك تجاه أمن دولة إسرائيل والصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأوضح أوباما "أن علاقات الولايات المتحدة وإسرائيل قائمة على مصالح مشتركة وقيم مشتركة وتاريخ مشترك وصداقة عميقة بين الشعبين، وهذا الوضع مدعوم بإجماع يتجاوز الأحزاب في الولايات المتحدة وأنا فخور بأن أكون جزءا منه".


اجمالي القراءات 4055