أكد الباحث الأمريكي كينيث آر . تيميرمان أنه لا يوجد أدنى شك بأن عماد مغنية وأسياده في أيران متورطين ماديا وبصورة مباشرة في مؤامرة 11 سبتمبر. وقال في مقابلة أجراها معه موقع فرونت بيج الأليكتروني الامريكي إن "حزب الله ينتقم دائما عندما يضرب أحد رجاله، وباستثناء زعيمهم الكبير، حسن نصر الله، لا يوجد أحد أكثر أهمية من مغنية بالنسبة لمنظمتهم".
وفيمايلي ينفرد موقع آفاق بنشر الترجمه الكاملة لهذه المقابلة مع تيميرمان صاحب عدة كتب كانت الأكثر مبيعا في نيويورك مثل ( العدّ التنازلي للأزمة: المواجهه النووية القادمة مع أيران- : the Coming Nuclear Showdown with Iran. Countdown to Crisis ) و ( الخيانة الفرنسية لأمريكا - The French Betrayal of America ) ، و (وعّاظ الحقد: الإسلام والحرب على أمريكا - Preachers of Hate: Islam and the War on America ) وكتاب (لوبي الموت: كيف سلح الغرب العراق- Death Lobby: How the West Armed Iraq.( ، وفي عام 2006 رشح تيميرمان لجائزة نوبل للسلام لمؤلفاته حول برنامج إيران النووي ، وقد صدر له مؤخرا كتاب بعنوان:( محاربو الظل: القصة التي لم تروى عن الخونة، والمخربين وحزب الإستسلام – Shadow Warriors: The Untold Story of Traitors, Saboteurs, and the Party of Surrender) :
- كينيث آر . تيميرمان، مرحبا بكم في مقابلة فرونت بيج .
- تيميرمان: بكل سروري، جيمي.
- شكرا لمشاركتك معنا اليوم في مناقشة حادثة إغتيال عماد مغنية في دمشق يوم الثلاثاء وهو أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم . أعطنا خلفية عن هذا الرجل الذي – بالأضافه الى تنظيم القاعدة – يتحمل مسئولية موت أمريكيين عديدين ، اليس كذلك ؟
- تيميرمان: هذا صحيح. فقد كان مغنية ما قبل 11 سبتمبر 2001م أكثر الأرهابيين المطلوبين للعدالة في العالم لسبب بسيط وهو أنه قتل من الأمريكيين أكثر من أي شخص آخر.
وتقول وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية أنه كان وراء تفجير السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل / نيسان 1983 والذي نتج عنه مقتل 63 شخصا. وفي وقت لاحق من تلك السنة، قام بالتخطيط في تفجير الثكنه العسكرية الأمريكية في بيروت التي راح ضحيتها 241 جندي من المارينز ، وفي العام الذي يليه مباشرة، إختطف وعذب وقتل رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية في بيروت، وليام بكلي، ونفّذ هجوما آخرا على سفارة الولايات المتحدة في بيروت. وفي عام 1985، إختطف طيران تي دبليو أي رحلة رقم 847 في مواجهة مشهورة في بيروت حيث قام ومساعدوه بقتل غواص القوة البحرية الأمريكية روبي ستيثيم ورموا بجثته الى المدرج. كما إختطف المراسل الصحفي تيري أندرسن واخرين في لبنان، ثم إنتقل إلى الأرجنتين في التسعينيات ليقوم بتفجير السفارة الإسرائيلية في 1992 ومركز( أي إم آي أي) اليهودي في عام 1994. وكانت تلك أشهر هجماته .
- كيف تصنّف هذا الرجل؟
- تيميرمان: هو قاتل محترف. وقد قال لي أحد مصادري وهو ضابط مخابرات أيراني سابق بأن مغنيه كان يحب رائحة الدم . وكان يقوم في عيد الفطر بذبح الخروف بيده لتأكله العائله ويقوم بتلطيخ نفسه وأولاده بدم الخروف المذبوح ، ويتضمن كتابي ( العد التنازلي للأزمة: المواجهة النووية القادمة مع إيران (الذي صدر في عام 2005 تفاصيل هذه الحكايات وأكثر.
بكل تأكيد لا يرتاح الجهاديون والثوريون اليساريون الأ عند رؤيتهم للدماء تسيل على الأرض، لذا من تعتقد يكون المسؤول عن قتل مغنية؟ وماهي الدوافع؟
- تيميرمان: إنّ قائمة أعداء مغنية هي قائمة طويلة. حزب الله، بالطبع، أتهم الإسرائيليين ولن يطول الوقت حتى يوجهوا أتهامهم الينا أيضا.
أحد مصادري الذى تربى مع مغنية وهو قريب لعائلته في بيروت أخبرني صباح أمس أن استخبارات حزب الله رصدت وصول فريق من 8 عسكريين أمريكيين الى مطار بيروت قبل يومين فقط من مقتل مغنية. وقد أطلعت البارحه على تقرير يقترح بأن حراس الثوره (الأيراني) قد استدرج مغنية الى كمين في دمشق حتى لا يكشف عن مدى تورطه في المؤامرة التي قامت بها القاعدة في 11 سبتمبر ، لقد كان ذلك سرا شاء الأيرانيون أن يحمله مغنية معه الى قبره. أن لدي أخبارا لهم، لقد ذاع السر : بألقاء نظرة على الصفحات رقم241 و 240 من تقرير لجنة 11 سبتمبر الذي وصف بضبابية سفر ثمانية إلى عشره من المختطفين المنفذين لـ 11 سبتمبر الى إيران برفقة مسئول كبير في حزب الله ، و لم يكن ذلك المسئول سوى عماد مغنية نفسه.
- بكلمة أخرى، أنت تقول أن مغنيه قد إرتبط بالهجمات الارهابيه في 11 سبتمبر وكذلك إيران ؟- وأنه من مصلحة الأيرانيين أن يقتلوه حتى لا يكشف مدى تورطهم فيها ؟.
- تيميرمان: لا يوجد أدنى شك بأن مغنية وأسياده في أيران متورطين ماديا وبصورة مباشرة في مؤامرة 11 سبتمبر .
أولا، هناك الدليل الذي كشفت عنه ولو متأخرا لجنة 11 سبتمبر والذي شرحته بالتفصيل في كتابي ( العدّ التنازلي للأزمة) . أن ما يثير الدهشه أن هذه المعلومات لم تنشر على نحو واسع. ولقد تحدثت البارحه مع أحد المحققين الكبار الذين إشتركوا في مراجعة تقارير المخابرات الأمريكية حول تورط مغنية في مرافقة منفذي 11 سبتمبر الى ايران جيئة وذهابا قبل وقوع هجمات 11 سبتمبر ولقد أندهش عندما أخبرته بأن قلة من الناس يعرفون ذلك وقال لي " أن ذلك مثل قولك بأنك لا تعرف أن جيسي جيمس كان محتالا مشهورا" . لقد أرتعدت فرائص الإيرانيين جزعا يوم 11 سبتمبر والشهر التالي لذلك من أن تقوم الولايات المتحدة " بتوصيل النقاط بعضها ببعض" فتكتشف 9 تورطهم في مؤامرة 11 سبتمبر ، كما ذكرت في كتابي ( العد التنازلي للأزمة).
لقد أجرى أحد المسئولين الكبار في الحكومة الايرانية مكالمات هاتفيه لأقاربه في الولايات المتحدة يطلب منهم بالحاح أن يستأجروا شقه لأسرته حتى يتم اخراجهم من طهران قبل أن تحدث الضربه الأنتقاميه العسكريه الأمريكيه المكثفه ضد ايران. طبعا كما نعلم جميعا لم تحدث تلك الضربه الأنتقامية لأن وكالة المخابرات المركزية والأجهزة الحكومية الأمريكية الأخرى نجحوا في دفن المعلومات التي جمعوها . وأنا أعتقد أنه حين يدرك الأمريكيون مدى التورط الكامل للحكومة الإيرانية في تدبير مؤامرة 11 سبتمبر فأنهم سيطالبون رئيسهم القيام بعمل ما بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي اليه ذلك الرئيس .
- الفرنسيون والسعوديون، الذي يفترض بأنهم كانوا "حلفائنا، " كان معروفا أنهم لم يتعاونوا في حالات عديدة في عملية القاء القبض على هذا الإرهابي، اليس ذلك صحيحا؟
- تيميرمان: صحيح. لقد تم تصوير مغنيه عند وصوله الى مطار أورلي (باريس) في عام 1985 بعد بضعة شهور قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتعرف على بصمات أصابعه في مرحاض طائرة الـ( تي دبليو أي 847 ) التي إختطفها إلى بيروت. وقد طلبوا من الفرنسيين القبض عليه ، لكن الحكومة الفرنسية رفضت خوفا من حزب الله حتى لا يقوم بتفجيرات في شوارع باريس وقد كان ذلك الخوف مبررا ، بالمناسبة. فلقد عشت في باريس في ذلك الوقت وكان حزب الله يقوم بمثل هذا النوع (من التفجيرات) بشكل دوري. وبفضل الفرنسيين تسربت صور مغنية الى وسائل الإعلام الإخبارية - في الحقيقة، من خلالي حيث قمت بتوزيعها عالميا من خلال نشرتي الأخباريه ( أخبار دفاع الشرق الأوسط (ميدنيوز). لقد أضفت تلك الصور الى ملحق كتابي، كما بالامكان الحصول عليها تقريبا في كل مطبوعة نشرت صورا لمغنية.
في 1995، حصلت وكالة المخابرات المركزية على معلومات حول سفر مغنية الى السعودية ، فطلبت من الحكومة السعودية احتجازه ، ولكن خوفا من أنتقام حزب الله أخبر السعوديين قائد الطائره بأنه لا يستطيع الهبوط . وفي عام 1996م حصلت حادثة مماثلة في قطر: معلومات استخباريه عاجله أرسلت الى السلطات المحليه ولكن دون جدوى .
- ماهي تداعيات اغتيال مغنية على حزب الله وعلى لبنان وعلى الحرب ضد الإرهاب عموما؟ هل سيكون هناك إنتقام اليس كذلك؟
- تيميرمان: حزب الله لم يعد عصابة صغيرة أو نفر من المجرمين، بل أصبح منظمة عالمية للأرهاب لديها استخبارات جيدة جدا وأحدث تقنيات الإتصالات والشبكات التي تغطي الكرة الأرضية. أن حزب الله ينتقم دائما عندما يضرب أحد رجاله. وباستثناء زعيمهم الكبير، حسن نصر الله، لا يوجد أحد أكثر أهمية من مغنية بالنسبة لمنظمتهم.
أخبرني إحد مصادري القريبه من قيادة حزب الله مؤخرا أن مغنية قد استطاع كسب الولاء الشخصي لمقاتلي حزب الله وقيادتة في أوائل التسعينيات عنما قام بصورة منفرده بتمويل عمليات الحزب من خلال تهريب المخدرات في منطقة دول أمريكا الجنوبية. وعندما يرسل حزب الله يرسل مقاتليه للتدريب في معسكرات الحرس الثوري في إيران، كان مغنية هو من يشد على ايديهم ويهنئهم بيوم التخرج .
واليوم، 14 فبراير/شباط (2008م) تهل الذكرى الثالثة لإغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، ويخطط مؤيدوه القيام بتظاهره ضخمه في بيروت. وحزب الله يخطط أيضا لمظاهرة ضخمه لدفن مغنية و الإحتمال كبير بأن تشتبك المجموعتان .
في صبيحة موت مغنية حذر زعيم التحالف المعادي لسوريا وليد جمبلاط حزب الله بأن التحالف سينزع سلاح حزب الله . وقال " إذا تريدون حربا، فنحن لها " . أن الأمور لا تسير على مايرام في لبنان. وهذا الحدث أضاف حرارة الى القدر المضغوط الموشك على الأنفجار.
- هذا يوم عظيم للإحتفال والبهجة للأمريكين والأسرائيليين كل من يقف مع الحرية ، اليس كذلك؟
- تيميرمان: دون أدنى شك. الناطق باسم وزارة الخارجية شون مكورماك قالها بشكل رائع يوم الأربعاء " العالم اصبح مكانا أفضل بدون هذا الرجل . بشكل أو بآخر فقد قدم للعدالة."
وقد أدلى مسئول آخر في الحكومة الأمريكية بتصريح مماثل بأن مغنية كان يفتخر بأنه الرجل الذي يتفنن في تخطيط وتنفيذ عملياته الأرهابيه فلا تبدو متشابهه. وعلى مرّ السنين فقد تعرفت على عدد من المسئولين السابقين في المخابرات الإيرانية وناس ضمن حزب الله وآخرين ممن عرفوا هذا الرجل شخصيا. لقد كان شريرا ولكنه محترم تماما من جاليته الصغيرة ذات العقول الشريرة، ولق شعرت بأنني يجب أن أجسده حيا تماما مثل الشخص الخيالي في روايتي ( القتل بدافع الشرف – Honor Killing ) وهي رواية مثيرة تحكي قصة مؤامرة إيرانية لجلب السلاح النووي إلى الولايات المتحدة.
- كين تيميرمان، شكرا لمشاركتك معنا .
- تيميرمان: شكرا لكم جيمي