ملاحظاتي عن سير العملية الانتخابية بمصر

سامح عسكر في السبت ١٧ - مارس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

اليوم هو الثاني لانتخابات الرئاسة المصرية في الخارج، ولن أتعرض لحرية المنتخبين فلهم رأيهم الذي يجب أن يُحترم حسب قواعد الديمقراطية والحق الطبيعي، والعرض هذا لسير العملية فقط من جوانب تنظيمية وإدارية..

أولا: واضح أن هناك حشد جماعي للموظفين بتعاون من السفارات وحكومات دول الخليج..لاحظ الحشد كان ضخم أول ساعتين في لجنة واحدة بينها وبين محال المقترعين مئات الكيلومترات.

ثانيا: هناك دعاية خارج اللجان وفرق فنية تثبت تورط الدولة مع حكومات الدول بالتنسيق..

ثالثا: غير حشد الموظفين الجماعي هناك حشد آخر جماعي لمواطنين من مدن أخرى وتوصيلهم مجانا لمقر السفارات...نفس ما كان يفعله الحزب الوطني والإخوان المسلمين قديما..

رابعا: الانتخابات لو كانت حرة ونزيهة كانت أبطلت تصويت هذه اللجان فورا لخرقها أسس وقواعد الانتخاب بمنع التصويت الجماعي والدعاية خارج اللجان.

خامسا: لا يعني ذلك التقليل من شعبية الحكومة ، قلت أن عملية سيناء وإسقاط معاني الحرب والأمن القومي مقصودة قبل شهر من الآن لخدمة الحشد الانتخابي..وقد نجح هذا فعليا برفع الناس شعارات قومية في ظل ضعف وتشتت المعارضة عن الوجود في الشارع..

سادسا: السيسي اليوم في بور سعيد يمارس مهام رئاسته، وهذا خرق لقواعد القانون والدستور..فهو رسميا منتهية ولايته ..لا يجوز أن يمارس مهام وظيفته بشكل يؤثر على الناخب، خصوصا وأننا دخلنا رسميا فترة الصمت الانتخابي وحركة الرجل لم تعد صمتا بل دعاية انتخابية في غير وقتها..إنما هذه الجزئية بالذات تخضع لنظام الدولة (الدكتاتوري) بعدم الاعتبار بالقانون ونظام الدولة لخدمة (الأمن القومي)..

سابعا: أيضا لو كانت هناك عملية انتخابية محترمة كانت أبطلت الانتخابات فورا باستغلال السيسي نفوذه السلطوي في دعاية انتخابية بعد الفترة القانونية المسموحة، أو تعطي أمرا بإعادتها من جديد وفق القانون والدستور..

ثامنا: الإخوان والتيارات المتطرفة تستفيد من هذا القصور الانتخابي..بعكس ما يتوقع البعض أنهم تضرروا، ووجه الإفادة أنهم أثبتوا للعالم استبداد النظام وسوء إخراج مسرحيته الانتخابية، وقد كنت أود أن يكون هناك تنافس حقيقي يقضي على طموح الإخوان بالعودة..

تاسعا: البعض يقول أن الحرب في سيناء دافع قوي جدا وأخلاقي لعسكرة الدولة ومنع الديمقراطية، والجواب: العراق فقدت 75% من أراضيها لصالح داعش وحررتها في ظرف 3 سنوات..ولم تتحول لدولة عسكرية والنظام المدني فيها قوي والديمقراطية والمؤسسات تعمل بكل طاقاتها..فلا حجة لك بعسكرة الدولة من أجل تهديد مثلث جغرافي لا يمثل سوى 5% من دولة داعش في العراق..

عاشرا وأخيرا: بقاء الوضع على ما هو عليه الآن يحدث فراغ سياسي ومعرفي قاتل..ترتد الدولة والشعب فيه إلى الوراء بسرعة الصاروخ..فالدول القائمة على (شخص واحد) تنتهي بموته، لو كان المسئولين يحبون هذا الوطن فيجب تجهيز بديل بسرعة أو الاعتراف بالمنافسة وفتح المجال للعمل السياسي..بدون هذا التوجه ستبقى مصر في خطر ولن تخرج من عنق الزجاجة التي نُحشَر فيها منذ 66 عام..

اجمالي القراءات 6121