للتأمـــــــــل
إنني باسم الإسلام وأمته على استعداد كامل للحفاوة بهذه الكلمة يوم تكون عنوانا له موضوع، وعندما أفعل ذلك فأنا أوفي لديني ولا أخرج عليه، بل أعد من الولاء لديني أن أحسن الحسن ، وأقبح القبيح ، وأدفع عن المظلوم، وأنشر الرحمة، وأقيم العدل وأرق للحيوان بله الإنسان أيا كان لونه ودينه .
إنني أعرف من ديني أن الله يقبل دعوة المظلوم ولو كانت من كافر ... وأعرف من ديني أن حلفا شريفا تم في الجاهلية الأولى، قال النبي الكريم عنه: لو دعيت به في الإسلام لأجبت ... إنه حلف الفضول ، للحفاظ على الحقوق ونجدة المستضعفين..
وعلى ضوء ذلك أعلن احترامي الشديد للجنة العفو الدولية التي تقف بجهدها ضد العدوان، وتكشف أصحابه، وتؤلب عليهم ذوي الضمائر الحية في هذه الدنيا...
وأؤيد من أعماقي حسن معاملة الأسرى وأعلن الحرب على الرق الفردي والجماعي وعلى التفرقة العنصرية بجميع صورها .
معني أنني مسلم أنني أعتنق دينا طبيعيا، يحترم الفطرة البشرية ونوازعها الطيبة ويحترم العقل الإنساني وأحكامه المنطقية ، ويتوقع الخطأ ولا يحكم على مقترفه بالموت بل يمهد له طريق التوبة ويفتح أمامه أبواب الرجاء، ويلحظ حكم القدر في اختلاف الأديان فيدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ويرفض الفتنة والقسوة .
تلك هي الإنسانية التي نحبها ونراها امتدادا لرسالة الله ، ومرادفا للإسلام .
ملاحظة : ورد ما ذكر أعلاه في كتاب : مائة سؤال عن الإسلام ( للشيخ محمد الغزالي ) صفحة 292 – طبعة ثانية 1421هـ /2001 م. – دار رحاب – للنشر والفنون المطبعية – الجزائر –
إن الكلام الذي قاله الشيخ الغزالي أعجبني إلى درجة ألحت على وجوب إشراك غيري من المتأملين . وعليه :
ألا يكون مثل هذا الفهم وهذا الاعتقاد مؤشرا إلى القلب السليم وإلى الفطرة النقية السليمة ؟
ألا تكون مثل هذه المبادئ والأهداف هي الدين الحق ؟ وألا يكون معتنقها هوالمتدين بحق ؟
ألا يكون مثل هذا المتدين من الذين ينتمون إلى خير أمة أخرجت للناس ؟ ألا يكون مثل هذا المسلم عبارة عن بصيص أمل يمشي على رجلين ؟
وعبارة عن آية تمحو آثار الخوف والجهل والتوجس ليحل محلها السلم والعلم والاطمئنان ؟