أنبياء للصين والهند وأمريكا واستراليا
مقدمة : تلقيت أسئلة عن لماذا يتركز الأنبياء فى منطقة الشرق الأوسط ؟ لماذا لا يوجد أنبياء فى الهند والصين وأمريكا وأفريقيا ، أى معظم العالم ؟ .
أقول :
أولا : القرآن الكريم لم يذكر كل الأنبياء ،، بل بعضهم .
1 ـ قال جل وعلا : (وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَۗ ) ﴿٧٨﴾ غافر )
2 ـ ذكر الله جل وعلا أن الوحى واحد لكل الأنبياء من نوح الى محمد عليهم السلام :
(إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيۡمَٰنَۚ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ﴿١٦٣﴾النساء ) فى الآية التالية جاء التأكيد بأنه جل وعلا لم يقصص خبر كل الأنبياء : ( وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ﴿١٦٤﴾النساء ). الآية التالية تفيد أن الله جل وعلا أرسل الرسل مبشرين ومنذرين للناس جميعا فى هذا الكوكب الأرضى حتى لا يكون للناس على الله جل وعلا حجة يوم القيامة ، قال جل وعلا : ( رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ )﴿١٦٥﴾ النساء ). التركيز على الشرق الأوسط لأنه وسط العالم .
3 ـ قال جل وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام : (إِنۡ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ ﴿٢٣﴾ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ ﴿٢٤﴾ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُنِيرِ ﴿٢٥﴾ فاطر ). هو عليه السلام مجرد نذير وبشير بالقرآن الكريم ، وإن كذبه قومه فمن سبقهم من الأقوام فى العالم كله كذبوا بما جاءت به رسلهم . وإن من أمة إلا جاءها نذير . النذير قد يكون رسولا من الله جل وعلا بكتاب منير أو يكون داعية للحق تابعا للرسول السابق . الشاهد هنا أن كل أُمّة أى قوم فى زمان ومكان معين فى هذه الكرة الأرضية قد جاءهم نذير ، قد يكون رسولا ، أو داعية يدعو الى الله جل وعلا بنفس ما كان عليه النبى السابق له .
4 ـ وبعد نزول القرآن الكريم خاتم الكتب الالهية فالمجال مفتوح للدُعاة الى الحق ، بعد موت خاتم النبيين محمد عليه وعليهم السلام ـ يدعون الى الله جل وعلا على بصيرة ، أى بالقرآن الكريم الذى نزل ( بصائر ) للناس ( الأنعام 104 ، الاعراف 203 الجاثية 20 ) ، وقد أمر الله جل وعلا رسوله أن يقول : (قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ ) ﴿١٠٨﴾ يوسف ) . أولئك الدعاة المنذرون بالحق سيكونون شهودا على قومهم يوم القيامة ، وسيؤتى بهم مع الأنبياء يوم الحساب فى المقدمة ثم بعدهم بقية البشر ، قال جل وعلا : (وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴿٦٩﴾ وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ ﴿٧٠﴾ الزمر ) . المفهوم هنا أن الحديث هو عن كل البشر يوم القيامة ، من آدم الى آخر جيل من بنى آدم يشهد نهاية العالم وقيام الساعة . كل هؤلاء البشر سيؤتى بهم القيامة للحساب ، يتقدمهم الأنبياء والشهداء أى الأشهاد على أقوامهم ، أى إن الدعوة للحق وصلت لكل البشر فى الهند والصين وأواسط آسيا وأوربا وسيبيريا وألاسكا والأمريكيتين ومجاهل أفريقيا واستراليا وجزر المحيط الهادى ..الخ ، وهم سيكونون مؤاخذين بهذا ، ولن تكون لهم حُجّة على الله جل وعلا : (: ( رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ )﴿١٦٥﴾ النساء ). أما الذى لم تصلهم الدعوة من اى جيل فلن يعذبهم رب العزة جل وعلا الذى لا يظلم أحدا ، قال جل وعلا : (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا ﴿١٥﴾الاسراء )
ثانيا : إشارات فى القرآن للأمم الأخرى التى أرسل الله جل وعلا لها رسلا :
3 ـ أول مجتمع بشرى كان قوم نوح ، وبعد غرق الكافرين ونجاة نوح والمؤمنين كانت ذرية نوح هم الذين عمروا الأرض ( الصافات 77 ) . أول مجتمع من ذريته كان قوم عاد ، وقد كان نبيهم يذكرهم بأن الله جل وعلا قد إستخلفهم بعد قوم نوح ( الأعراف 69 ) وبعد هلاك قوم عاد كان المجتمع البشرى التالى هم قوم ثمود ، وكان نبيهم صالح يذكرهم بأن الله جل وعلا إستخلفهم فى الأرض بعد قوم عاد ( الأعراف 74 ). بعدهم تناثرت البشرية فى أنحاء الكرة الأرضية ، وتوالى إرسال الرسل اليهم . ونتوقف مع بعض الاشارات القرآنية :
3 / 1 : وبعد قصة نوح قال جل وعلا عن البشر عموما : (ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ) ﴿٧٤﴾ يونس )
3 / 2 : بعد قصة هود نبى قوم ( عاد )قال جل وعلا عن البشرية بعد قوم ( عاد ) ( ثُمَّ أَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قُرُونًا ءَاخَرِينَ ﴿٤٢﴾مَا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَٔۡخِرُونَ ﴿٤٣﴾ ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضٗا وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدٗا لِّقَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ ﴿٤٤﴾ المؤمنون ). هنا تعبير ( قرون ) الذى يعنى أجيالا من البشر ، وبعده تعبير (أُمّة ) التى تعنى مجرد مجتمع وقوم ربما بدون نظام دولة .
3 / 3 : بعد قصص نوح وهود وصالح وشعيب ولوط ( فى الشرق الأوسط ) قال جل وعلا يتحدث عن البشر جميعا : (وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّآ أَخَذۡنَآ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَضَّرَّعُونَ ﴿٩٤﴾ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ﴿٩٥﴾ وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴿٩٦﴾أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا بَيَٰتٗا وَهُمۡ نَآئِمُونَ ﴿٩٧﴾ أَوَ أَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا ضُحٗى وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ ﴿٩٨﴾ أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَ لَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ ﴿١٠٠﴾الاعراف ). بالتدبر فى الآيات الكريمة نلاحظ :
3 / 3 / 1. الآيات تشير الى تقدم حضارى إذ يأتى إستعمال مصطلح (القرية ) وتكراره . والقرية فى المصطلح القرآنى تعنى المجتمع أو الدولة . هنا تعبير ( قرية ) بديلا عن تعبير (أمّة ) و ( قرون ) فى الآيات السابقة من سورة المؤمنون ( 42 : 44 ). هذا مع إشتراكهم جميعا فى الكفر ثم نهايتهم بالهلاك .
3 / 3 / 2 : كان يتم توجيه الوعظ للقرى أو الدول اللاحقة فى الايات 96 : 100 ) . وهو بالتالى وعظ لنا أيضا بعد نزول القرآن الكريم ، إذ لا يأمن إنتقام الله جل وعلا إلا القوم الخاسرون .
4 ـ وعن إهلاك ( القرون ) أو الأمم والأجيال الكافرة كان على مستوى البشرية فى أركان الكرة الأرضية . ونأخذ بعض الإشارات القرآنية :
4 / 1 بعد قوم نوح قال جل وعلا : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17) الاسراء )، وهذا يشمل البشر جميعا وهم من ذرية نوح ، لا فارق بين أقصى الشرق أو أقصى الغرب أو الشمال أو الجنوب . والآثار المكتشفة تدل على حضارت بائدة حتى فى الأماكن النائية فى العالم . وهذا الإهلاك كان عاقبة كفرهم بالرسل .
4 / 2 : قال جل وعلا عن اقوام نوح وعاد وثمود ومن جاء بعدهم : ( وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً (37) وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً (38) وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً (39) الفرقان ). يهمنا هنا قوله جل وعلا (وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً )، أى أجيال وأمم كثيرة لا نعرف عنها شيئا ، ولم يكن العرب وقت نزول القرآن يعرفون عنها شيئا .
4 / 3 : قال جل وعلا : ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) غافر ). يهمنا قوله جل وعلا (وَالأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ )، وهذا تعبير واسع يسع الأمم اللاحقة من ذرية نوح ، وكلهم وقع فى التكذيب والاعتداء فإستحقوا الانتقام والهلاك .
4 / 4 : مؤمن آل فرعون قال يعظ قومه : ( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ)(31) غافر ). هو تحدث عما يعرف من الأمم السابقة ومصيرهم ، اما من لا يعرفهم ممّن جاء بعدهم فقد قال عنهم (وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ) . قالها دون تحديد لأنه لا يعلمهم إلا الله جل وعلا . لم يكن أحد وقتها يعرف الأمريكيتين وألاسكا وجنوب أفريقيا وإستراليا ونيوزلندة .
4 / 5 : موسى عليه السلام كان أكثر علما من مؤمن آل فرعون . قال موسى عليه السلام لقومه : (أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا ٱللَّهُۚ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فِيٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَقَالُوٓاْ إِنَّا كَفَرۡنَا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَنَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ ﴿٩﴾ ابراهيم ) وجاء بعدها الحوار الموحد الذى جرى بين كل الرسل وأقوامهم مع إختلاف الزمان والمكان ( ابراهيم 10 : 13 ) . يهمنا هنا قوله عن الذين أتوا من ذرية نوح وعاد وثمود (وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا ٱللَّهُۚ ) .
5 ـ بعض هذه الأمم السابقة جاء ذكرها فى القرآن الكريم دون تحديد الزمان والمكان ، ربما كانت فى الأمريكيتين أو فى الهند أو الصين أو جنوب شرق آسيا أو إستراليا . قال جل وعلا عنهم : ( وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ ﴿١٤﴾يس ) واستمر الحديث عنهم الى آية 32 ). وبتدبر الحديث القرآنى عنهم نفهم الآتى :
5 / 1 : إن الملأ الحاكم كان متطرفا فى الكفر . رفضوا رسولين فعززهما الله جل وعلا برسول ثالث . وهذه حالة إستثنائية حسبما نعلم . ولكنها تدل على مجتمع متطرف فى الكفر تحت قيادة ملأ متحكم .
5 / 2 : مع هذا ، فإن هذا الملأ المتحكم كان يعرف الله جل وعلا ولكنه إستكبارا يرفض هؤلاء الرسل لأنهم بشر مثلهم ، ولهذا قالوا للرسل الثلاثة : ( قَالُواْ مَآ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَمَآ أَنزَلَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَكۡذِبُونَ ﴿١٥﴾
5 / 3 : وباستمرار الحوار بينهم هددوا الرسل بالرجم : ( قَالُوٓاْ إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴿١٨﴾ يس )
5 / 4 : وجاء للملأ رجل يعظهم: ( وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ﴿٢٠﴾) هو رجل بمعنى الرجولة ، وهم من البيئة الشعبية التى تسكن فى الحوارى المحيطة بالمدينة ( من أقصى المدينة ) . أى فتلك القرية ( أى الدولة ) لها عاصمة هى ( المدينة ) ولهذه المدينة قلب أو مركز ، وهناك أحياء تابعة لها . أى نحن هنا أمام حضارة متقدمة بدولة قائمة . ولأن الرجل من الشعب وجاء يعظ الملأ المتحكم فقد قتلوه كما نفهم من باقى القصة ، ثم عاقبهم الله جل وعلا بالتدمير .
6 ـ ما سبق كله أوجزته سورة الأعراف ( آيات 1 : 27 ، 35 : 36 ) فى حديث عن البشر جميعا ، يبدأ بإتباع القرآن الكريم وحده ، ثم حديث عن إهلاك الأمم السابقة ، ثم مساءلة الرسل والبشر يوم القيامة ، ثم قصة ابليس ورفضه السجود لآدم وعزمه على إضلال بنى آدم ، وتحذير رب العزة لبنى آدم من الشيطان ( إبليس كان من الملائكة فلما إستكبر طرده الله جل وعلا من الملأ الأعلى فأهبطه الى برزخ الأرض وصار من الجن وأصبح إسمه الشيطان ) ، وتول الشيطان وذريته إغواء بنى آدم ، يلاحق كل جيل بالغواية ( يس 60 : 63 ) الى قيام الساعة .
أخيرا
1 ـ ينجح الشيطان فى إبعاد البشر عن الحق وتأسيس وحى شيطانى بأديان أرضية ، تحرّف وتخرّف . ولكن تبقى بعض معالم شاحبة من الحق ، منها الاعتقاد فى رب العزة بالإضافة الى معبودات أخرى ، وتوارث القصص القديم عن السابقين من طوفان نوح وغيره .
2 ـ ونجاح الشيطان فى مهمته تراه حتى مع المحمديين الذين ورثوا القرآن فإتخذوه مهجورا .
3 ـ فإذا كان نجاحه ساحقا مع المحمديين فكيف بالهنود الحُمر والهنود السُّمر . !!