عن حبس الإعلامي خيري رمضان

سامح عسكر في الجمعة ٠٩ - مارس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 

منذ 4 سنوات بالضبط كنت مؤيد للسيسي، لكن لم أتورط يوما في نفاقه أو إنكار معاناة الناس، تحفظت على كثير من الأخطاء وانتقدت القصور والعيوب..لكن كل هذا ضمن إطار (دعم وتأييد وإصلاح من الداخل)

تحولت للنقيض في فترة حوالي عامين تقريبا، وضحت خلالها الرؤية..وأنه ما يستحق شئ لنفاق السلطة..فالتنوير معدوم والسلفية منتشرة والأزهر أصبح دولة داخل الدولة..

الرعاية الطبية مفيش..التعليم مفيش..الحريات وحقوق الإنسان مفيش..الفقر منتشر..طبقات بكاملها تختفي لصالح أخرى أكثر جشعا، خطوات تحديث مصر ليست فقط معطلة بل غير موجودة ..اللهم إلا في إعلام معزول تماما عن الشارع..حتى إذا ما تواصل ساعة واحدة كانت أزمة خيري رمضان..

السيدة التي اشتكت الفقر شعرت بالإهانة والعجز فاطمأنت لمنبر الدولة المفترض أنه داعم لزوجها ضد الإرهاب..فلا تضطر لمد يد الحاجة للغريب وهي زوجة الضابط الذي يضحي بالغالي والنفيس، لم ترتكب جريمة..لكن عند السلطة التي أدمنت النفاق لم تتعود هذه الصراحة.. فالنفاق يستحيل معه الصدق..هذا يسير للشمال وذاك للجنوب..لن يلتقيا أبدا، وكثير حذرت من هذا المصير..أن الحاكم الذي لا يسمع سوى عبارات المديح والإنجاز سيرى عبارات الذم والفشل مؤامرة تستحق العقاب..

منذ ثلاثة أعوام تنبأت أن إعلام مصر سيصبح أراجوز في يد حفنة من المخبرين لا علم لهم ولا رؤية..أو تنبؤ بمصير دولة في ظل حالة عزلة شبه تامة عن الشارع، وتصر على استخدام أقسى أدوات العقاب والردع والإرهاب النفسي ضد المختلفين، وهنا انتقال لمآسي الظلم السياسي في التاريخ والذي لم تختلف نتائجه ونهاياته عن بعض..نسخة جميعهم بالكربون..فشل تام وصدمة عقلية ونفسية تصيب كل عناصره..وكراهية ممزوجة بالتربص بين الناس.

خيري رمضان: كان أولى لك أن تعلنها..زوجة ضابط لا تستطيع الشكوى، فما بالك بزوجة الفلاح والموظف؟

زوجة ضابط لديها منزل وعاجزة عن العيش الكريم..فما بالك بمن لا يملك منزلا ويعيش بالإيجار؟

زوجة ضابط لديهم وظيفة وتأمين ..فما بالك بمن ليس لديه وظيفة أو تأمين؟

زوجة ضابط مخلصة ونبيلة تحب وطنها..فما بالك بمن هم أقل إخلاصا وأضعف إيمانا ونفسا يقعون تحت نفوذ الأعداء..!

درس لكل الإعلاميين..دوركم جاي في الطريق، فما يحدث أن هناك جهة لا تشعر بأحد سوى بنفسها على كرسي الفخامة ، ودورك المرسوم هو أن تروّح عن نفس الأمير وتسبح بحمد الوزير..وإياك وإياك أن تخطئ جريمة عمرك بالصراحة..
اجمالي القراءات 4493