صبحي صالح الصول الذي صنع نجوميته برفع الجزمة وتكفيرالخصوم

في الثلاثاء ٠٧ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

صبحي صالح الصول الذي صنع نجوميته برفع الجزمة وتكفيرالخصوم

 تاريخ ووقت النشر   05/06/2011 05:08:03 م

صبحي صالح الصول الذي صنع نجوميته برفع الجزمة وتكفيرالخصوم

 

صبحي صالح الصول الذي صنع نجوميته برفع الجزمة وتكفيرالخصوم
 
اثنتان من بناته تخرجتا في كلية الآداب.. وواحدة بجامعة فاروس.. وابنه الوحيد في الأكاديمية البحرية
 
 
صبحي صالح.. من شقة ضيقة تأكلها "الرطوبة" بحواري حي باكوس الشعبي، في الإسكندرية، وتحديدا في منطقة سليم إسكندر، إلي شقة متوسطة الحال بمنطقة سيدي بشر، ومنها إلي شقة فاخرة بمنطقة سموحة، أرقي مناطق المحافظة.. ومن أحد أتباع القيادي الإخواني المنشق مختار نوح، إلي الانقلاب عليه فيما بعد، ومن الاحترام والتبجيل لمحمد عطية الجنايني المحامي الشهير بالإسكندرية، ونقيب المحامين الفرعي الأسبق، إلي رفع "الحذاء في وجهه" أمام المحامين، بعد أن أصبح وكيلا لمجلس النقابة في دورة 1989-1994، ومن داعية بمساجد الإخوان المسلمين في منطقتي باكوس وأبو سليمان الشعبيتين، إلي أحد أبرز قيادات الجماعة، ومن محام "مغمور" إلي محامي كبار رجال أعمال "الإخوان".
 
وبعد سلسلة طويلة من التناقضات التي عاشها صالح، أصبح أخيرا أحد حملة صكوك الغفران لمن يشاء، والويل و"التكفير" والاتهام بالخروج من "الإسلام" لمن يشاء أيضا، خاصة لمن يصفهم بالعلمانيين واليساريين والمطالبين بالدولة المدنية، أو الرافضين لـ"السمع والطاعة" وتقبيل أيادي "شيوخ جماعته".
 
منذ بدايتها، تمتلئ حياة صبحي صالح، عضو لجنة تعديلات الدستور السابق، والرجل الأكثر إثارة للجدل والزوابع أينما حل أو رحل، بالتفاصيل الدرامية، فالرجل هاجر من مدينة المحلة الكبري إلي الإسكندرية، بعد حصوله علي الثانوية العامة، في بداية سبعينيات القرن الماضي، حيث ترك والدته وأسرته، وتطوع في سلاح البحرية برتبة مساعد عريف أو "صول" باللغة العامية، وعمل كاتبا للحسابات، وظل متطوعا في البحرية من عام 1972 حتي 1980، وخلال تلك الفترة التحق بكلية حقوق الإسكندرية، بنظام الانتساب الموجه، وحصل منها علي ليسانس الحقوق في عام 1980، ووقتها كان يقيم في شقة متواضعة بمنطقة باكوس، وأثناء الدراسة، تعرف صالح علي أحمد الحمراوي، أمين الصندوق الحالي لنقابة المحامين الفرعية، الذي كان صديقا للقيادي الإخواني السابق مختار نوح، وعقب تخرج صالح والحمراوي في حقوق الإسكندرية، اشتركا في محاولة نوح لاختراق نقابة المحامين، وتكوين ما أسموه وقتها بالتيار الإسلامي، وبالفعل نجح نوح في انتخابات النقابة العامة للمحامين، في عام 1985، ليصبح أصغر أعضاء المجلس سنا.
 
وفي بداية عمله بالمحاماة، التحق صالح بالعمل في مكتب علي جمال، المحامي بمنطقة لوران، والذي كان عقيدا سابقا بالجيش في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكنه خرج بعد المحاكمات التي أعقبت نكسة 1967.. وبعد مرور عام علي عمله بمكتب المحاماة، تعرف صالح بالقيادي الإخواني السكندري محمد حمدون، وعمل معه ضمن حملته الانتخابية لدورة مجلس النقابة الفرعية، من عام 1984 حتي عام 1989، وشغل خلالها "حمدون" منصب وكيل مجلس النقابة الفرعي، وخلال تلك الفترة، افتتح صالح أول مكتب محاماة خاص به في منطقة باكوس، وبدأ بعدها في دخول مطبخ جماعة الإخوان المسلمين، ليبرز اسمه كوجه إخواني يحظي بالقبول بين أوساط المحامين، خاصة أنه اكتسب خبرة كبيرة بالحيل الانتخابية خلال عمله مع حمدون، وفي انتخابات النقابة الفرعية عام 1989، تم الدفع بصالح علي قائمة الإخوان، ونجح في دخول المجلس، ليشغل مقعدي الوكيل وأمين الصندوق، وهي الفترة التي صنعت نجوميته وسط المحامين، خاصة بعد قيامه بـرفع حذائه في وجه النقيب الفرعي وقتها محمد الجنايني، بحجة الحفاظ علي أموال المحامين، وذلك عندما قرر "الجنايني" صرف أموال وإعانات بوفرة للمحامين، واتهمه "الإخوان" وقتها بتبديد أموال النقابة الفرعية علي أنصاره ومؤيديه، وهي الاتهامات نفسها التي لاحقت جماعة الإخوان بنقابة المحامين فيما بعد.
 
ومع بداية الصدام بين مختار نوح وجماعة الإخوان المسلمين في نقابة المحامين، في أوائل التسعينيات، شعر صالح بذكائه الفطري أن كفة الإخوان هي الأقوي، فانقلب هو الآخر علي أستاذه وحليفه السابق، الذي زرعه في نقابة المحامين.
 
ورغم انشغال صالح بالعمل في المحاماة بجانب العمل النقابي، إلا أنه ظل في الوقت نفسه متمسكا بالعمل كداعية في عدد من مساجد دائرة الرمل، التي أصبح نائبها في انتخابات عام 2005، وأشهرها مساجد الهدي والإرشاد والدهشان وبلال بن رباح في منطقتي أبو سليمان وباكوس، اللتين تتمتعان بكثافة سكانية هائلة، ووجوداً إخوانيا كبيرا.
 
وجاءت المحطة الأهم في حياة صالح "المهنية" و"التنظيمية"، في عام 2005، عندما نشبت أزمة المحامين والقضاة الشهيرة في الإسكندرية، والتي عقد بسببها نادي قضاة الإسكندرية جمعيته العمومية الطارئة، علي خلفية حدوث مشادة كلامية بين محامين وأحد القضاة، أثناء نظر إحدي الجلسات بمحكمة سيدي جابر، ولعب "صالح" دورا كبيرا كحمامة سلام بين الجانبين، لاحتواء الأزمة، نكاية في نقيب المحامين وقتها سامح عاشور، خاصة أن عبدالسلام المحجوب محافظ الإسكندرية وقتها، واللواء أحمد رشدي مدير جهاز مباحث أمن الدولة، طلبا تدخل عدد من المحامين والقضاة لاحتواء الأزمة بين جناحي العدالة، وعدم تصعيدها، ونجح صالح في مهمته.
 
وفي العام نفسه، أعلنت جماعة الإخوان خوض "صالح" لانتخابات مجلس الشعب كمرشح لها علي مقعد الفئات بدائرة الرمل، أمام رجل الأعمال الشهير خالد أبوإسماعيل، وكان صالح وقتها عضوا بمجلس النقابة العامة للمحامين، وتردد خلال هذه الانتخابات، أن الحزب الوطني المنحل تعمد تقديم خالد أبوإسماعيل "قربانا" لجماعة الإخوان في دائرة الرمل، ضمن صفقة تسمح بتمثيل الجماعة في البرلمان بنسبة محددة، وذلك مقابل عدم الدفع بمرشحين للجماعة في دوائر أخري، استكمالا لمسلسل الديمقراطية، ومقابل عدم مساندة الإخوان للمستشار السابق عادل عيد، المحامي الشهير في دائرة باب شرق، وإسقاطه أمام منافسه رجل الأعمال محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري السابق، خاصة أن عادل عيد قام بالشهادة لصالح أيمن نور في قضية التوكيلات المزورة الشهيرة، فيما يتعلق بواقعة تفتيش منزله ومكتبه قبل جلسة رفع الحصانة عنه.
 
وبالتوازي مع العمل السياسي لصبحي صالح، سارت حياته العائلية في هدوء، دون أن تتأثر بالأضواء التي تحيط به، فهو أب لأربعة أبناء، بينهم بنتان تخرجتا في كلية آداب الإسكندرية، وأخري طالبة بكلية الطب جامعة "فاروس" الخاصة، بجانب ابن وحيد تخرج في الثانوية الأمريكية والأكاديمية البحرية بالإسكندرية.
 
وعقب نجاح صالح في انتخابات مجلس الشعب عام 2005، قام باستبدال شقته متوسطة الحال في منطقة سيدي بشر، بشقة أخري فاخرة بمنطقة سموحة الراقية، في عمارة فاخرة يتردد أن مالكها أحد المقاولين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وأخيراً قام صالح بنقل مكتبه من شارع الجزائر بحي المنشية، إلي منطقة "مصطفي كامل" الارستقراطية، خاصة أن قائمة موكليه أصبحت تضم عددا من النجوم اللامعة في مجال "البيزنس"، ومن أشهر هؤلاء الموكلين المليونير الإخواني محمد تاج، والمهندس مدحت الحداد، الذي يمتلك إحدي شركات المقاولات، بالإضافة إلي حامد الدفراوي وخالد داود.

اجمالي القراءات 4894