فى سؤال سابق على الفيس بوك عن لماذا جاء الخطاب بالمفرد فى قوله تعالى (ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها) ؟؟ التوبة 40.
اجاب الأصدقاء الأعزاء بإجابات متنوعة ،ومُتباينة .فمنها أن صاحب النبى لم يكن ابوبكر بن ابى قحافة ، ومنها ان المُخاطب هو النبى عليه السلام وحده ، ومنها أن ابا بكر لم يكن مؤمنا بل كان مُنافقا ،وبذلك فلم يستحق سكينة من الله عليه . ومنها ان ابا بكر دخل فى معية النبى عليه السلام فى الخطاب .
ولكن قبل أن نُجيب على السؤال نذكر بان منهج القرآنيين(مدرسة موقع أهل القرآن ) فى التدبر القرآنى هوبإختصار انهم يسيرون دُبر الآية ، ويبحثون عن مثيلاتها نصا او موضوعا فى القرآن العظيم كُله ،ويستنبطون ما فُصل فى آياته عن موضوعها ثم يُقرون بنتائج وحقائق الحديث القُرآنى عنها دون تدخل منهم ، ودون إتباع هوى ،ويجعلون القرآن الكريم هو الذى يتحدث وينطق بحقائقه ،ثم يُعلنون ما توصلوا إليه فى بحثهم عنها وينشرونه للمناقشة وللتكامل المعرفى وللتواصى فيه بالحق ويقولون هذا رأينا فى الموضوع ولا نُكره احدا عليه ، فمن لديه رأى قرآنى مُخالف لهذا فليعرضه لنناقشه فإن كان صوابا صوبوا رأيهم وإن كان خطئا ومُتبعا للهوى وللوى اعناق الآيات لإثبات فكرة مسبقة عند الباحث أو مبنيا على روايات التراث اعرضوا عنه .
ولتطبيق هذه القاعدة على موضوعنا نضع الآيات القرآنية العظيمة امام القارىء الكريم ،ونُناقشها ببساطة وبدون تفاصيل .الأية الأولى موضوع السؤال يقول المولى عزّوجل ((ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها))— التوبة -40
الثانية ....( ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروهاوعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ))التوبة 26
الآية الثالثة ..( فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين والزمهم كلمة التقوى وكانوا احق بها واهلها وكان الله بكل شيء عليما)) الفتح 26.
لاحظ حضرتك أن القرآن العظيم فى آية التوبة 26 والفتح 26 ذكر نزول السكينة من الله على الرسول وعلى المؤمنين معا ،بل وزاد تبيانا وتفصيلا فى آية الفتح انهم استحقوا السكينة من الله لأنهم كانوا مؤمنين فقال (وكانوا احق بها واهلها وكان الله بكل شىء عليما ) . اما فى آية التوبة 40 فقال القرآن الكريم (ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها ) أى أن السكينة نزلت على النبى عليه الصلاة والسلام وحده ولم تنزل على صاحبه لأن صاحبه فقد شرط احقية نزولها عليه وهو إيمانه بربه وحده جل جلاله لا شريك له سبحانه وتعالى وكان من الكافرين (حتى لو كان مُتظاهرا بأنه أُسلم مع النبى عليه السلام ) ....
وهنا نأتى للإختيار الصعب ونضع المُسلمين التراثيين امام انفسهم وعقولهم ونقول لهم بعدما قرر القرآن العظيم أن صاحب النبى لم يكُ مؤمنا بالله .
فهل كان صاحب النبى هو (ابو بكر بن ابى قحافة) طبقا لكُتب السيرة والحديث والتراث ، وبالتالى لم يكن مؤمنا بربه جل وعلا وكان كافرا مُنافقا لنبى الإسلام طوال 13 سنة قبل الهجرة ،بل طوال 23 سنة هى عُمر صحبته للنبى وللمسلمين فى مكة والمدينة ؟؟؟
أم ان كُتب السيرة والحديث والتاريخ والتراث كذبت عليكم وجعلت من ابى بكر صاحبا للنبى فى هجرته من مكة للمدينة لترفع من شأنه كذبا وزورا وتزييفا لوعى المُسلمين عبر 1400 سنة ؟؟؟
فإذا اخترتم تبرئة ابا بكر بن ابى قُحافة وتخطيء كُتب السيرة والحديث والتراث فلماذا تؤمنون بها وتعتبرونها جزءا من دينكم تُشركون به فى دين الله ، وهى مؤلفة ومبنية على الكذب والدجل وشهادات الزور وظُلم الله ورسوله ورسالته ومخالفة لقرآنه العظيم ؟؟؟
اعتقد أنه آن الأوان لتُراجعوا تدينكم وتحتكمون فيه للقرآن العظيم والإيمان به وإتباعه وحده كما امركم ربكم جلّ علا فى كتابه ((اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون ))—الأعراف 3