الدكتور أحمد صبحى منصور
كتب على حسان
جدد الدكتور أحمد صبحى منصور، هجومه على الصوفيين، منتقداً الانحلال فى الموالد الصوفية الأحمدية قائلاً إذا فسدت العقيدة فسدت الأخلاق وقمة الأخلاق الحميدة تتمثل فى التقوى الإسلامية، موضحاً أن بداية الفساد الخلقى للصوفية تتمثل فى أنهم جعلوا من أهوائهم شرعاً أو مصدراً للتشريع، فقد شرعوا لأنفسهم الموالد عيداً وجعلوها عنصراً دينياً، مشيراً إلى أنهم لم يتورعوا عن الوقوع فى الإثم من خلالها، ثم ما لبثوا أن سوغوا ذلك وبرروه بشتى التأويلات وفنون التخريجات.
وأضاف زعيم القرآنيين من خلال موقعة "أهل القرآن" أن مولد البدوى والموالد الأحمدية أصبحت أكبر بؤرة للفساد فى مصر المملوكية، مشيراً إلى أن مكانة البدوى وخلفائه لم تمنع الإنكار الذى فى مولده من الإثم والفجور، وأنه لم تكن السلطات المملوكية لتهتم بما يحدث فى طنطا إلا بعد أن تولى السلطان جقمق سنة 842، والذى أصدر قراراً بإبطال المولد الأحمدى سنة 801، وبسبب هذا الحادث تجرأ المؤرخون فأثبتوا ما يقع فى المولد من انحراف، فالسخاوى يقول إن المولد الأحمدى كانت تتخذ فيه أماكن تعد للفساد فى تلك الأيام لكثرة الجموع.
وعن مولد أبى الحجاج الأقصرى، والذى يقام فى صعيد مصر قال منصور إن الأقصرى كان عضواً فى الحركة الشيعة السرية، موضحاً أن الأدفوى قال فيه إنه ادعى أتباعه أنه عرج به للسماء وفى مولده السنوى كان عيداً تحضره أصحاب الشنوف والشبابات والدفوف وتختلط الرجال بالنسوة ويجتمع فيه الشباب والمردان وهى من الأمور الفظيعة والبدع الشنيعة"موضحاً أن الأضرحة الصوفية كانت مدعاة للخلوة المحرمة ومكانًا للتلاقى الآثم، كما كانت الموالد مواسم زمنية لممارسة الانحلال الخلقى، فأصبحت القرافة بما تضم من أضرحة وقباب مواطن مستمرة للانحلال الخلقى فى العصر المملوكى، حتى إن النداء كان يتكرر دون جدوى بمنع النساء من الخروج للقرافة لتحاشى ما يقع فيها من فسوق، واستمرت القرافة بقباباها وأضرحتها تؤدى دورها المذرى حتى عصرنا الحديث يقول أحمد أمين فى قاموس العادات المصرية "وكان الناس عادة يبيتون فيها وكانت تحدث فظائع من هذا المبيت، ولذلك منعته الحكومة المصرية".
وعن مسئولية الصوفية فى الانحلال الخلقى فى الموالد أكد منصور أنهم يؤمنون بشفاعة الأولياء لأتباعهم، وأولياء الصوفية يعلنونها صراحة، مستنداً إلى قول الشعرانى (أخبرنى شيخنا محمد الشناوى أن شخصًا أنكر حضور مولده فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام فاستغاث بسيدى أحمد فقال: بشرط ألا تعود، قال نعم، فرد عليه ثوب إيمانه ثم قال له: وماذا تنكر علينا قال: اختلاط الرجال والنساء فقال له سيدى أحمد: ذلك واقع فى الطواف ولم يمنع أحد منه ثم قال: وعزة ربى ما عصى أحد فى مولدى إلا وتاب وحسنت توبته وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك فى البحار وأحميهم من بعضهم بعضا أفيعجزنى ربى عن حماية من يحضر مولدى.
وسخر منصور من الصوفيين قائلاً ثم إذا تأزمت الأمور فتصريف البدوى عظيم وإذا كان يصل بقدرته إلى التحكم فى الوحوش فى الغابات والأسماك فى البحار ألا يستطيع أن يشفع لزواره ويحميهم من العقاب؟؟ فلا عليكم يا زوار البيت
"الحرام" فى طنطا فذنبكم مغفور مقدماً.. أما أنت أيها المعترض على ما يحدث بالمولد فجزاؤك أن يحل بك غضب البدوى فيسلبك حلاوة الإيمان، موضحاً أن الواقع فى الموالد وما يصاحبها من انحراف خلقى نظام عرفه المصريون منذ العهد (الفرعونى) وأنه استمر فى العصر (القبطى) ثم فى العصر (الصوفى) إلا أن الفارق يتمثل فى موقف أصحاب الموالد (القبطية) أو (الصوفية) من مظاهر الانحراف الخلقى المصاحب للموالد متسائلاً أولئك هم الصوفية الأحمدية.. لم يطاولهم فى الانحلال الدينى والخلقى أحد فى التاريخ المصرى الممتد لآلاف السنين؟ وإن انحلال الصوفية الأحمدية أمر مقرر دلت عليه كتبهم، ولكن ما هى مسئولية البدوى فى تردى أتباعه؟