بسم الله الرحمن الرحيم
14 عشر قرنا من التيه ربما تنتهي الأن ..أو على الأقل بدأت نهايتها بإذن رب العالمين , 14 قرنا و نحن حائرون نتساءل : من هو ذو القرنين؟ من هم يأجوج و مأجوج؟ كتبت حول الموضوع خرافات و أساطير , أجرى مئات الباحثين بحوث شتى و اختلفوا و تخالفوا , هو الإسكندر المقدوني لا بل هو كورش الإخميني بل هو الخضر نبي الله و يأجوج و مأجوج خلق أخر وووو خرافة تنسيك خرافة ...مع أن الجواب أمامك إلا أن هوسنا بالخوارق أنسانا أن نؤمن برب العرش العظيم تبارك و تعالى ذو الجلال و الإكرام الله لا إله إلا هو.
كنت قد نشرت قبل هذا مقالات عدة فيها شرح المفردات التي وردت في قصة ذي القرنين (المعنى مستنبط من داخل القرأن الكريم ) فإن استعصى على أخي القارئ فهم إستخدام مفردة ما يرجى مراجعة البحث الخاص بها على صفحتي . كذلك القصة كلها موجودة في كتاب الله تعالى و سأحاول أن أشرحها أية بعد أية ..
يقول الله تبارك و تعالى :
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83)
منه ذكرا : تمعن أخي القارئ , ربنا قال "ذكرا" , لم يقل: خبر , لم يقل : نبأ , لم يقل : قصص ...فما سيتلى عن ذي القرنين "ذكر" أي أنه للتذكير فقط , فأنت تعلمه لكنك نسيت أو خانتك ذاكرتك و إلتبست عليك الذكريات فإحتجت لمن ينعش ذاكرتك .فالسائل يعرف من هو "ذي القرنين" و هدف سؤاله سيتبين لك بعد هنيهة , كل ما عليك هو أن تبحث في كلام رب العالمين .
ذكر "ذي القرنين" في كل كلام الله تعالى 3 مرات و كلها في القرأن الكريم , و لم يذكر في التوراة و الإنجيل ...هكذا كنا كلنا نظن . و الحقيقة أنه ذكر أيضا في التوراة 3 مرات متتالية , أين ؟ في سفر الخروج . قد يصيح هنا الكثيرون و يقولون : نعرف أسفار التوراة مثلما نعرف أبنائنا ,لا يوجد ما تقول . و واقع الحال أننا لا نقرأ التوراة إنما نقرأ ترجمتها .....فلو راجعنا سفر الخروج الإصحاح 34 الأية 29 إلى 35 تجد الأتي :
29 وَكَانَ لَمَّا نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِ مُوسَى، عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ، أَنَّ مُوسَى لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ فِي كَلاَمِهِ مَعَهُ.
30 فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ، فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ.
31 فَدَعَاهُمْ مُوسَى. فَرَجَعَ إِلَيْهِ هَارُونُ وَجَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ، فَكَلَّمَهُمْ مُوسَى.
32 وَبَعْدَ ذلِكَ اقْتَرَبَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَوْصَاهُمْ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ.
33 وَلَمَّا فَرَغَ مُوسَى مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُمْ، جَعَلَ عَلَى وَجْهِهِ بُرْقُعًا.
34 وَكَانَ مُوسَى عِنْدَ دُخُولِهِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ يَنْزِعُ الْبُرْقُعَ حَتَّى يَخْرُجَ، ثُمَّ يَخْرُجُ وَيُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا يُوصَى.
35 فَإِذَا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَجْهَ مُوسَى أَنَّ جِلْدَهُ يَلْمَعُ كَانَ مُوسَى يَرُدُّ الْبُرْقُعَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى يَدْخُلَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ.
ما قرأته توا هو ترجمة للنص التوراتي و ليس ما قالته التوراة , و ها هو النص العبري الأصلي مكتوبا بالأحرف العربية :
:29-واي هي بردت "موشي" محر سيناي أوشناي لحوت حيدوت بيد "موشي" بريدتو من ححار و "موشي" لويد "كي قرن" أر باناو بدابر إتو .
30: وير "أهارون" و كل بيني يسرائيل و حينيه "قرن" بناو ويريو ميجشت أيلو.
35: و راع بني يسرائيل أت ب ني "موشي" "كي قرن" أر ب ني "موشي" و هي شيف "موشي" أت ح مسوح أل بناو أد بوو اي دا بير ايتو.
و في النص العبري للتوراة كلمة "قرن" بالعبرية هي نفسها "قرنين" بالعربية (و "قرن" في العبرية دائما مثنى لأنها صفة للحيوان و لأنه لا يوجد حيوان ذو قرن واحد و هذا من قواعد هاته اللغة ) و لم يأتي ذكر "موشي كي قرن" أي "موسى ذي القرنين" في كل أسفار التوراة إلا في هاته الأيات الثلاث من سفر الخروج , كما أنك لو إطلعت على ترجمة القديس جيروم (القرن الخامس للميلاد) لوجدت أن "جلد وجهه يلمع" مكتوبة : "له قرنان" , و لهذا السبب تجد أن التماثيل و اللوحات الفنية لسيدنا موسى كلها "تجسده و هو له قرنان " و هذا منذ القدم و أشهر هاته المجسمات على الإطلاق هو تمثال "موسى" للنحات الإيطالي الذائع الصيت "مايكل أنجلو" في القرن السادس عشر , و قد قام الكثير من الباحثين في الغرب بالبحث عن سبب وصف الله تعالى لسيدنا موسى في التوراة ب"ذي القرنين" أشهرهم مؤسس علم النفس "سيجموند فرويد" أو حديثا الكاتب الفرنسي "شارل سلاكزمان" و لك أن تبحث في محركات البحث (ستجد الروابط أسفل الصفحة بإذن الله) و ستجد أن سيدنا موسى دائما يجسد بقرنين , و من هنا يتبين لك الهدف من السؤال , فالسائل أراد أن يعرف إن كان سيدنا محمد يقرأ و يعرف عبرية التوراة و لو أجابهم دون إنتظار الوحي لأصبح نبيا مزيفا أفاكا .
يمكنك ملاحظة تجسيد "سيدنا موسى" في الكنائس حول العالم و هذا منذ القدم , أنظر الصور المرفقات بنفسك :(إن لم تظهر لك الصور فالروابط أخر البحث):
قد يقول قائل : أنا لا أعتد بالتوراة المحرفة أو أية علوم بشرية هدفها التأمر على الإسلام و المسلمين كمصدر ,أريد الدليل من القرأن الكريم ... أقول سبحان رب العرش العظيم , لو تمعنت قليلا في النص القرأني لوجدت أن الأدلة أمامك لكنك لم تلقي لها بالا أو لم تتدبر كلام رب العالمين كما ينبغي حيث أن معنى "ذي القرنين" يجب أن يستنبط من القرأن الكريم و القرن : هم "القوم" الذين أسسوا حضارة أو بالأحرى "القوم الذين كان لهم إشعاع حضاري" , فذي القرنين تعني : ذي القومين أولي الإشعاع الحضاري ,و إبحث في كل كلام رب العرش العظيم فلن تجد نبيا أرسل إلى قومين إلا سيدنا موسى عليه السلام , كيف لا ؟و هو الذي أرسل إلى قوم فرعون و بني إسرائيل , أليس هو الإسرائيلي الذي رباه فرعون ؟ الأدلة كثيرة أضيف لك منها أنه لو تمعنت في بداية قوله وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ , لوجدت واو العطف لأن القصة جاءت تابعة لسابقتها و كلتاهما تتحدثان عن سيدنا موسى .
ستفهم المزيد فيما يلي ...لنبدأ
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)
التمكين هو أن تكون لك سلطة لكن تابعة لسلطة الملك كتمكين سيدنا يوسف تحت سلطة ملك مصر أو كتمكين جبريل تحت سلطة الملك الواحد القدوس , و تمكين سيدنا موسى تمكينان مرة تحت سلطة فرعون و مرة تحت سلطة الملك القدوس السلام في قوله تعالى :
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)
و أيضا في قوله جل و علا : فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)
و أما تعريف السبب : فهو القيام بمهمة بمعرفة غيبية دون مشاهدة . و أحداث أيات سورة الكهف كلها تجري بعد تلقي سيدنا موسى الألواح لاحظ قوله تعالى :
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145)
ومثلما سترى فيما يلي :
فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) السبب الأول :
وهذا السبب الأول ذكر في قوله تعالى : قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)
ثم :
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)
مغرب الشمس : الطريقة التي تم بها تفسير هذا المصطلح ألحد بسببها الكثيرون و هذا مرده الجهل و التخلف الذي نعيشه , ألم يخطر ببال أحد أن هذا المصطلح إسم مكان أو بلاد ؟ لو رجعت لمعاجم إشتقاق أسماء البلدان لوجدت أن هناك بلدا عزيزا على قلبك إسمه قديما يعني : مغرب الشمس , و هي كنعان( فلسطين في أيامنا هذه ) . كنعان : تعني مغرب الشمس , و سميت بمغرب الشمس لأن البحر لحظة غروب الشمس يبدو في عين الناظر ككتلة ضخمة من الوحل بسبب العدد الكبير من الطحالب التي كانت تنمو على شواطئها ....و ما كتبته توا ذكره لك رب العزة مباشرة في الأية عندما قال : وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ . ثم بعدها مباشرة قال تعالى : وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ... قد يتبادر لذهنك أنه وجدهم صدفة لكن لو راجعت القرأن الكريم لوجدت أن "وجد" لا تستعمل إطلاقا للصدفة لكن دوما "للبحث و المعاينة" , أما قوله عندها فيعني أن القوم كانوا على الساحل .
ثم قال ربنا بعدها : ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا . لو فكرنا منطقيا لإستنتجنا شيئين : أولا التهمة ثابتة على القوم و هم قوم مبلغون أي جاءهم رسول (كلنا يعلم أن الله لا يعذب حتى يبعث رسولا) و ثانيا هذا تفويض بالحكم من الله تعالى لذي القرنين و هذا لم يكن إلا لنبي واحد في كل القرأن الكريم و هو : سيدنا موسى .....
وها نحن ذا أثبتنا من التوراة و القرأن الكريم أن ذي القرنين هو سيدنا موسى .....لكن يشد إنتباهك شيء و هو : لماذا فوض رب العالمين سيدنا موسى ؟ و الإجابة دائما تجدها في كلامه جل و علا و هي أن سيدنا موسى يتحمل جزءا من المسؤولية في ضلال قومه حيث قال تعالى : وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فلولا إستعجال سيدنا موسى في المجيء لميقات رب العالمين و لو أمضى مع قومه وقتا كافيا لتثبيت الإيمان في قلوبهم لما ضلوا و عبدوا العجل .
ثم قال تعالى : قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)
لاحظ و تمعن معي في أشياء ثلاثة : مقام المتكلم في الفعل "نعذبه" و الفعل"سنقول" , و تمعن إستخدام أداة الإستقبال "سوف" و لاحظ قوله " يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا" , فمقام المتكلم هو مقام ولي الأمر (راجع مقالي : مقام المتكلم في القرأن الكريم) , و "سوف" هو أن التعذيب لن يكون أنيا لكن بعد إمتحان (راجع مقالي : من كلمات قصة ذي القرنين :سوف) , أما معرفة الحكم المسبق بأن : يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ..فلم يخبرنا ربنا العالمين بما سيحكم به على الظالمين إلا في حالة واحدة و هي : الشرك , و لو لم يكن الأمر كذلك فكيف لسيدنا موسى أن يعرف ما سيفعله رب العالمين بالظالمين من قومه ؟ فالحكم هنا على قضية عبادة العجل و الدليل على ما أقول هو دائما القرأن الكريم حيث قال رب العزة في الذنب الذي لا يغتفر : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48) و أيضا قوله جل و علا : وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51) ....أما الدليل على حكم سيدنا موسى على قومه و كذلك تفويضه فتجده في قوله تعالى : قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (153)
فبدأ بالسامري حين نفاه في قول ربك الكريم : قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)
لابد أنك لاحظت أخي القارئ ذكر "نسف العجل" في البحر فلقد قلت سلفا أن الأحداث حصلت على الساحل.
ثم تجد تفصيل العقوبات على طول هاته المرحلة الزمنية حيث بدأ سيدنا موسى التعذيب أولا بطلب الإنتحار من قومه حيث قال تعالى : وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)
ثم قام بعملية فرز لقومه فطرد جزءا منهم حيث قال تعالى : وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
بعد أن إنتهى سيدنا موسى من قضية "عباد العجل" بقي معه البريئون فقط , أما الظالمون فأولئك هم "الصابئون" و هكذا كانت نشأتهم.
قال تعالى : ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)و بدأ السبب الثاني
أتبع سيدنا موسى سببا أخر فإختار سبعين رجلا لميقات رب العالمين و ستفهم التفصيل في الأية الموالية مباشرة حيث قال تعالى :
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)
مطلع الشمس : حالها مثل حال "مغرب الشمس" إسم منطقة , كان مصطلح "مطلع الشمس" يطلق على المناطق التي كانت تسكنها القبائل العربية في الأردن و شبه الجزيرة العربية أما المنطقة على وجه التحديد فسأحتفظ بها لنفسي و سأذكرها في بحثي المقبل إن شاء الله و سيفهم السبب حينها. أما الأية فواضحة تماما لو فهمنا معنى "من دونها" و هي تعني هنا "مما هو أقل منزلة من" و الحديث هنا عن الطور (راجع مقالي : معاني كلمات القرأن الكريم : من دون ,ما دون ) فيصبح المعنى " لم نجعل لهم مما هو أقل منزلة من الشمس سترا" و لو كان الكلام عن الشمس بعينها لقال : منها سترا , أليس كذلك؟ و تتحدث الأية عن أخذ الله تعالى ميثاق بني إسرائيل ,حيث قال تعالى :
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)
و أيضا قوله تعالى : وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)
لابد أنك لاحظت أخي القارئ قوله : وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ , أي أن الجبل أصبح فوقهم كالمظلة يستر عنهم أشعة الشمس.
ثم قال تعالى : كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
حتى نفهم المقصود من هاته الأية لابد لنا أولا أن نفهم ما حصل بعد رفع الجبل و أخذ ميثاق بني إسرائيل ,حيث أنهم تولوا و تركوا سيدنا موسى و هذا ما تجده في قول رب العزة : ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ (64) . فلقد طلب سيدنا موسى من قومه أن يدخلوا الأرض المقدسة لكنهم رفضوا رغم محاولاته لإقناعهم و بعد أن يئس منهم قال : قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ , هنا يكمن المقصود من الإحاطة بما لدى سيدنا موسى ,أي أنه لم يبقى لديه إلا نفسه و أخوه سيدنا هارون , و هذا ما سنفهمه بالتفصيل في القادم من الأيات . و هنا إفترق سيدنا موسى عن الفرقة الثانية و هذه هي نشأة فرقة "اليهود" ....
ثم قال تعالى : ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)
و ها نحن في السبب الثالث ,و تجد تفصيل هاته المهمة في قوله تعالى : قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)
لابد لنا أن نتوقف للحظة هنا و نتمعن جيدا في الأيات , و لنأخذ المشهد برمته حتى يتسنى لنا فهم قصة يأجوج و مأجوج ,حيث قال الواحد القهار : يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23)قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)
بعد أن أخذ رب العالمين ميثاق بني إسرائيل أمرهم بأن يدخلوا الأرض المقدسة لكنهم رفضوا بحجة أن من فيها قوم جبارون و أنهم يفضلون أن ينتظروا خروج "هؤلاء القوم" ثم يدخلون دون قتال . أليس هذا ما فهمته من الأيات؟ إن كان الأمر كذلك فلماذا يخرج "القوم الجبارون" من الأرض المقدسة ؟؟لماذا قال قوم سيدنا موسى أنهم يفضلون إنتظار خروج الجبارين على القتال ؟؟؟؟ لن يتسنى لك أخي القارئ فهم هذا الجزء من قصة سيدنا موسى إلا بعد أن تكتشف أنه هو نفسه "ذي القرنين" , كيف ؟ تابع معي :
الأرض المقدسة كانت تحت وطأت هجمات "يأجوج و مأجوج" و شارفت على الإنهيار و بلغ الضعف بأهلها لدرجة أن قال رجلان من قوم سيدنا موسى أن دخول بابها كاف لغلبتهم و للإستحواذ عليها و كان قوم سيدنا موسى يعلمون هذا جيدا لكنهم رفضوا , و هنا إنفصل سيدنا موسى عنهم و بقي هو و أخوه فقط و حرم رب العالمين هاته الأرض على قوم سيدنا موسى مدة أربعين سنة يتيهون في الأرض ...لكن توقف للحظة فهناك تساؤل يجب أن نطرحه : كيف لقوم عصوا الله تعالى و رسوله جهارا نهارا أن ينفذوا أمر تحريم ؟؟؟؟؟؟ هل تعتقد أن من فسق على أمر الله يلتزم بالتحريم ؟ تكون مخطئا و ساذجا إن ظننت ذلك ؟ و تكون ساذجا أكثر لو صدقت الروايات الخرافية المروية في هذا الشأن ... فما الذي حدث إذن ؟ الإجابة دائما مثلما قلت و أكرر من بداية المقال : في كلام رب العالمين, فأنظر قوله جل جلاله :
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)
بين السدين : مثلها مثل مغرب الشمس و مطلع الشمس : إسم منطقة" و تجده كذلك في معاجم الحضارات القديمة و لا نزال نستعمل مشتقا من هذا المصطلح إلى يومنا هذا : بلاد الرافدين بالعربية الحديثة , ما بين النهرين باليونانية القديمة و " معط بريتي" بالأرامية القديمة و تعني : "ما يوجد في الوسط " أو "ما بينهما" فسبحان العليم الخبير .
و المقصود من : وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا , أي أن السدين قد إخترقا و أصبح القوم دون حماية , أما المقصود من " لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا" فهو ليدلك على المكان بالتحديد و هو "وصف سكان مدينة بعينها يعني إسمها بالعبرية "الإضطراب" و في نفس الوقت يعني في لغة المنطقة "باب الإله" , لابد أنك حزرت ماهي هاته المدينة ؟ بابل ,و ستجد دلالات عديدة عليها فيما يلي من المقال ,فقالوا له : قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)
إشتكوا إفساد يأجوج و مأجوج و عرضوا عليه "خرجا" مقابل أن يجعل بينهم "سدا" فكان رده في قوله تعالى :
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)
لنتوقف هنا للحظة لنلاحظ و نفهم أربعة أشياء :
1.مقام المتكلم لسيدنا موسى أصبح مفردا بعد أن كان مقام ولي أمر في بداية الأيات.
2.خطأ شائع وقع فيه الكثيرون في فهمهم ل قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ : و هو أن ذي القرنين رفض "الخرج" و أراد "الأجر" من رب العالمين هذا مع أن سياق الأيات متسلسل وواضح ,فهو رفض "الخرج" و طلب ما هو أكثر من ذلك و هو "الأرض" , ألم تلحظ في بداية الأيات : إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ ؟؟ أي كأنه قال : أريد ما مكنني ربي فيه , و في ماذا مكن له ربنا ؟ مكن له في الأرض هل إتضحت الصورة؟ سبحان رب العرش العظيم : كان سيدنا موسى يستجدي بني إسرائيل بمجرد دخول الباب يغلبون و ها هو ذا ينال الأرض بما هو أيسر و هو بناء ردم و هو وحده فسبحان رب العالمين.
3. معنى السد : السد في الحضارات القديمة عبارة عن جدار عال (سور مثلما نقول هاته الأيام) , كانوا قديما يحصنون المدن ببناء سور سميك ثم بتطور الزمن بعد ذلك ببناء سور ثان يبعد عن الأول بضعة أمتار و أحيانا يتم بناء سور ثالث يبعد أيضا بضعة أمتار عن سابقه و كان يتم وضع أفخاخ أو كمائن في المساحة بين سورين ليقع فيها العدو في حالة تمكنه من إختراق الحاجز الأول ثم تم بعد ذلك أختراع الردم.
4.الردم : هو طريقة أكثر تطورا في التحصين و في غاية الفاعلية , فعوض وضع أفخاخ و كمائن بين سدين يحصنان مدينة ما , يتم ردم المساحة التي بينهما بالكامل فيصبح لديك سور بسمك عدة أمتار يكاد يستحيل إختراقه و بالإضافة إلى هذا يصبح لديك سطح يمكن أن تضع عليه أبراج حراسة و رماة الأسهم , و كان العراقيون قديما يملئون الردم بالتراب فتستعمل المعاول للحفر داخله مما ينقص فاعليته , لكن الردم الذي بناه سيدنا موسى كان بتقنية متطورة جدا لذلك العصر.... حيث شرحها لنا رب العزة في قوله :
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)
المقصود من الحديد هو الكريستال (راجع مقالي : معاني كلمات قصة ذي القرنين : الحديد) و الكريستال المستعمل هنا هو "كريستال الجبس" , و القطر هو ما نسميه في أيامنا هذه : القار , أو الزفت أو القطران و هو في حالته الطبيعية الصلبة .حيث قام سيدنا موسى بملئ الفراغ بين السدين بقطع (زبر) كريستالات الجبس ثم أوقد عليها نارا لأن هذا الكريستال عندما تبلغ درجة حرارته ال 200 درجة مئوية يصبح سائلا أشبه بالإسمنت و يتصلب بمجرد إنخفاض درجة حرارته , و إستغل سيدنا موسى النار التي نفخها في كريستالات الجبس ليفرغ كمية من القار الصلب على قمة الردم فأصبح هو أيضا سائلا و بمجرد أن برد القار تصلب فأعطى للردم صلابة قصوى و ملاسة و في نفس الوقت القار يمنع تغلغل الماء إلى الجبس (و كلنا يعلم أن عدو الجبس هو الماء) و لهذا السبب قال جل و علا في الأية الموالية : فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)
ثم قال رب العزة بعدها :
قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)
و هذا هو منشأ الفرقة الثالثة : "النصارى" أي الذين ناصروا سيدنا موسى بعد تخلي الفرقتين الأولتين عنه.
يجوز لك أن تسأل : ما علاقة قصة قوم بين السدين و يأجوج و مأجوج بسيدنا موسى و تيه بني إسرائيل ؟ إلإجابة عزيزي القارئ :
مثلما قلت سابقا قوم "بين السدين" هم من كانوا يحكمون الأرض المقدسة و لكي لا يدخلها بنو إسرائيل(الذين كانوا ينتظرون أن تدمر "يأجوج و مأجوج" أهل "بابل" ويدخلوا دون قتال) قبل إنقضاء عقوبة الأربعين سنة أرسل إليها (أي بابل) سيدنا موسى فبنى لهم تحصينا جديدا سينهار بمجيء "وعد رب العالمين" و الذي هو إنقضاء الأربعين سنة فسبحان العلي العظيم.
قد تأخذ الدهشة و ربما قد لا يستوعب قارئ هاته السطور ضخامة ما تحمله هاته الأيات من سورة الكهف فدعني ألخص لك بعضا منها :
1.و هاته قنبلة من العيار الثقيل : أرض بني إسرائيل المقدسة ...في العراق و "أورشليم" في الواقع ليست القدس إنما "بابل" ....اليهود إحتلوا بجهلم الأرض الخطأ .......و لهذا و منذ قرنين من الزمن و علماء الأثار ينقبون لم يجدوا دليلا واحدا وحيدا لما يدعيه اليهود.....
2. من سأل سيدنا محمد أراد الإيقاع به , فأنزل الله تعالى 15 أية دمر بها تاريخهم الزائف كله.
3.يمكننا الأن أن نعرف الأسماء التاريخية ل : سيدنا موسى , فرعون , سيدنا سليمان , سيدنا داوود , و هذا سأنشره بإذن الله في المقالات القادمة
قد تتساءل كيف غاب عنا كل هذا ؟ كيف لم نسمع عن أبحاث الغربيين عن ذي القرنين , كيف كذا ؟ كيف كذا ؟ الجواب بسيط : لأن شعوب المسلمين شعوب لا تقرأ , ضف إلى هذا أننا تركنا القرأن الكريم و إتبعنا الخرافة و الجهل , فلنعد لكتاب الله تبارك و تعالى.
بعد شرح قصة ذي القرنين يبقى سؤال أخر ينتظر الإجابة : من هم يأجوج و مأجوج ؟ و هذا في البحث القادم إن شاء الله تعالى .
أرجو من الجميع نشر ما توصل إليه هذا البحث على أوسع نطاق ...رجاءا.
هذا و الله تعالى أعلم.
مراجع :
http://www.mechanical-translation.org/
https://fr.wikipedia.org/wiki/Mo%C3%AFse_(Michel-Ange)
https://www.evangile-et-liberte.net/elements/numeros/190/article8.html
http://carol-larrey.com/IMG/jpg/moi_se_-_copie_1_.jpg
https://2.bp.blogspot.com/-th7Grpm6rbE/VQ4l41BeMBI/AAAAAAAADx8/rhgUy6z-6Vg/s1600/moses%2Bmichelangelo.jpg
https://www.cairn.info/revue-annales-2005-5-page-953.htm
http://www.persee.fr/doc/syria_0039-7946_2000_num_77_1_7648
http://www.persee.fr/doc/syria_0039-7946_1988_num_65_3_7077
http://archeorient.hypotheses.org/5818
http://catalogue.bnf.fr/ark:/12148/cb30652527b