ضريبة الحرائر ضحايا إستفتاء المادة 76

شادي طلعت في السبت ١٠ - فبراير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

إسم اليوم : الأربعاء الاسود.
 
التاريخ : 25 / 5 / 2005م.
 
المكان : سلالم نقابة الصحفيين.
 
الجريمة : ضرب، وسحل، وهتك عرض.
 
المجني عليهم : مواطنات حرائر مصريات.
 
حادثة مهما مر من الوقت عليها، ستظل نقطة سوداء في تاريخ مصر، للأسباب التالية :
 
- في هذا اليوم إنتهكت أعراض حرائر مصريات، وسُحلنَ، وضُربنَ من مجرمين، تحت سمع، وبصر الشرطة.
 
- حتى يومنا هذا، وبالرغم من ثورة 25 يناير 2011م، لم تحصل المتضررات الحرائر على حقهن، أو حتى على إعتذار.
 
- تعاطف العالم بأسره مع قضية المتظاهرات الحرائر، إلا في مصر، فقد نالهُنّ ما نالهُنّ، ولم يجدن، إلا مواساة من المعارضين، والحقوقيين فقط.
 
 
إنها قضية كارثية، لم تتحقق فيها العدالة حتى الآن، قضية إنتهاك للآدمية بمعنى الكلمة، ضحاياها حرائر، كل ذنبهن .. أنهُن فقط إعترضوا على إستفتاء المادة 76 من الدستور، والتي تم تفصيلها من أجل توريث جمال مبارك حكم مصر.
 
في هذا اليوم خرج المتظاهرون من حركة كفاية، إلى مكان التظاهر المتفق عليه، بجوار ضريح سعد زغلول، فوجدوا جحافل الأمن المركزي من الشرطة، وقيادات الحزب الوطني الحاكم، إنتشروا في كل مكان حول الضريح، فغيروا طريق السير إلى نقابة الصحفيين، لتكون سلالمها بديلاً لمكان التظاهر، إلا أن الشرطة جاءتهم ايضاً !، بل وسمحت للخارجين عن القانون بمحاصرتهم، وكذلك أغلقوا أبواب النقابة، حتى لا يهربوا من العذاب لداخلها !، فيتمكنوا من إفتراسهم !، وكان من أشد المتضررين، حرائر خمسة.
 
كان يوماً أسوداً حقاً، كنتُ فيه شاهدُ عيان، رأيتُ فيه ما إعتقدت أنه كابوساً، لكنه كان واقع مر، وأليم، رأيتُ معركة غير متكافأة، وظُلم وعذاب واقع على المتظاهرين، ومنهم الحرائر الخمسة.
 
الحرائر الضحايا هن كل من :
 
1- نوال علي، كانت صحفية بجريدة الدستور، ماتت قهراً بعد أن حفظ النائب العام قضيتهن، بسبب أن الفاعل مجهول !.
 
2- إيمان طه، كانت صحفية بجريدة الدستور .. والآن بدون عمل.
 
3- رابعة فهمي، كانت محامية، ولا زالت.
 
4- شيماء أبوالخير، كانت صحفية بجريدة الدستور، والآن تعيش خارج مصر.
 
5- عبير العسكري، كانت صحفية بجريدة الدستور، والآن تعيش خارج مصر.
 
قامت كل من : نوال علي، وشيماء أبو الخير، وإيمان طه، وعبير العسكري، باللجوء للمحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان، وحَصُلنَ على حكم قضائي لصالحهن، أدان الحكومة المصرية عام 2013م، وقضت لهن المحكمة بمبلغ 57000 جـ، سبعة وخمسون الف جنيه، لكل متضررة، كتعويض مادي، إلا أن الحكومة المصرية لم تنفذ الحكم !.
 
في النهاية : أتوجه برسالة إلى مصر، حكومة وشعباً، أصحاب السلطة، والمعارضة، وأسألهم :
 
هل نسيتم .. الأربعاء الأسود ؟.
 
هل تعلمون .. كيف أحوال الحرائر اليوم ؟.
 
- هل ماتت .. نوال علي، وهي راضية، أم ماتت مقهورة، بعد أن فقدت أسرتها وعملها، بسبب ما أصابها ؟.
 
- هل كانت .. عبير العسكري، أو شيماء أبوالخير ستفضلان هجرة الوطن، لو كانتا وجدتا عدالة ؟.
 
- هل من العدالة أن تعيش .. إيمان طه، بدون عمل يكفي إحتياجاتها ؟.
 
- هل الآثار النفسية السيئة، والصعبة التي مرت بها كل من : رابعة فهمي، وباقي الحرائر، مرت مرور الكرام، ام أن الواقعة تركت آثاراً نفسية لا تمحى منهن ؟.
 
لقد دفعت هؤلاء النسوة، ضريبة العدل، والحرية بالدم، والسمعة، مادياً، وأدبياً، أفلا يَجِدنَ إنصافاً حتى ولو بعد حين.
 
أسأل الله الرحمة للراحلة/ نوال علي، وأسأله أن يهون الغربة على كل من : عبير العسكري، وشيماء ابو الخير، وأن يُعين .. إيمان طه، على أعباء الحياة في مصر، وأن يلهم .. رابعة فهمي، التوفيق لنيل العدالة لها ولباقي الحرائر بالقانون.
 
وعلى الله قصد السبيل
 
شادي طلعت
اجمالي القراءات 6288