الزكاة والاستثمار

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٦ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل الزكاة صندوق رعاية الاجتماعية ام ان الزكاة كنظام إقتصادي وصندوق تمويل واستثمار ما المقصود بقولة تعالى يمحق الله الربى ويربى الصدقات بمعنى اخر هل هنا القصد من قولة تعالى الفرق بين نظامين إقتصادين الاول النظام الرأسمالي الربوي وبين النظام الإقتصادي الإسلامي اللاربوي ام انة تفرقة فقط بين الربا كنظام اقتصادي ربوي وبين الزكاة كجباية وكجهة إيرادية لسد حاجة الفقراء والمساكين وإعادة توزيع للثروة بين الاغنياء والفقراء؟.. لوكانت الظريقة ان يكون صندوق الزكلة صندوق رعاية اجتماعية لتوزيع معاش شهري للفقراء لزاد عدد حالات الفقر اظعافآ مظاعفة لكن القضاء على الفقر لن ينتهي الا اذا حولت الفقراء الى اغنياء منتجين بمعن ان تمنحهم قروضا انتاجية تساعدهم على توفير العيش الكريم وتحويلهم الى مكلفين بسداد الزكاة وبالتالي سيزداد الايرادات الزكوية ويحصل الفائض من جهتين الاولى انك استثمرت مع الفقراء بمشاريع انتاجية بالظرق الاسلامية المباحة البيع بالمرابحة او البيع بالمظاربة وشاركتهم بمشاريع انتاجية الصندوق فيها شريك بالارباح والفقير شريك بالعمل ستستعيد راسمالك بعد سنوات يكون فيها الفقير قد امتلك اصول لمشروع منتج يصبح بعدها مكلفا بسداد الزكاة . وهنا حقق الصندوق هدفين الاول حقق عائدا مجزيا على رأس المال والثاني اظاف عميلآ جديدآ ومكلفآ بسداد الزكاة
آحمد صبحي منصور

مهما حدث سيظل هناك فقراء وأيضا أفقر الفقراء أى المساكين الذين يحتاجون الى القوت الضرورى ويجب إطعامهم . ولهذا نزل التشريع القرىن يتحدث عن الفقراء والمساكين المحتاجين كحالات مستمرة .

لا يرجع الفقر فقط الى عدم حصول الفقير على رأسمال يستثمره ، فللفقر أسباب كثيرة ، منها ما يدخل فى الحتميات القدرية ، كالمريض المفتقر للعلاج ، واليتيم الذى لا عائل له ، والأرملة ذات الأطفال الصغار والتى تعجز عن كفالتهم مهما عملت وإشتغلت ، وأصحاب الاحتياجات الخاصة ( المعوقون ) . ولأنها ظروف مستمرة ومنها ما يدخل فى الحتميات القدرية ( المرض ، العاهات ) فإن الله جل وعلا أوجب على الدولة الاسلامية رعاية هؤلاء ، مع أن الدولة الاسلامية مؤسسة على العدل والاحسان والحرية . فمهما كان هناك عدل فسيظل الفقر موجودا لأسباب قهرية ترجع للإنسان نفسه ولا سبيل له عليها . يُولد طفلان لأسرة فقيرة ، احدهما ( أبكم لا يقدر على شىء ) ومحكوم عليه بالفقر والاحتياج طيلة عمره . والآخر فيه ذكاء وحيوية ونشاط . هذا لن يُعانى من الفقر ، سيسعى فى الأرض طلبا للرزق ، وسواء وجد من يعينه على الاستثمار أو لم يجد فسيشق طريقه مثلما فعل ويفعل كثير من العصاميين الذين بدأوا من الصفر .

إن مصارف الصدقات هى لمستحقين بعينهم . ولا يصح توجيه موارد الصدقات الى الإستثمار فى وجود مستحقين محتاجين . الاستثمار له مجالات أخرى قائمة على التراضى . وفى النظام الاسلامى الاقتصادى توزيع للفىء ( أى ما يفىء الى بيت المال أو خزانة الدولة ) على مستحقين لا يدخل فيهم الأغنياء حتى لا يكون المال دولة بين الأغنياء فيتحولون الى مترفين ، ويكونون إرهاصا بتدمير المجتمع . إعطاء الفقراء حقوقهم فى الصدقة يشجع الاستثمار لأن الفقير مستهلك بطبعه ، وهو يحتاج الى الطعام والمسكن والملبس ، وأكثر ، لذا فإن الأغنياء الذين يملكون المصانع ومحلات التجارة ووسائل الانتاج والمساكن ويعطون الزكاة المالية للفقراء إنما يساعدون أنفسهم بإعطائهم الصدقات للمحتاجين . هذه الزكاة ستعود اليهم حين ينفق الفقراء ما لديهم فى الشراء مما ينتجه الأغنياء ، وبهذا تتم دورات سريعة لرأس المال ينتعش بها المجتمع ، فيتم إنشاء المزيد من وسائل الانتاج وتشغيل المزيد من العمال وتحقيق المزيد من المكاسب ، وتخرج عنها المزيد من الصدقات وتعود بالكثير من المشتريات ورواج السوق .. وهكذا .  

اجمالي القراءات 7753