القبض على أعضاء في جماعة أنصار السنة
مجهولون يحرقون أضرحة لرفات "شيوخ" في مساجد قرية مصرية

في الخميس ٢٨ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

في سابقة هي الأولي من نوعها قام مجهولون بإحراق عدد من الأضرحة الملحقة بالمساجد في إحدى قرى مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية – شمال القاهرة – ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها.

وألقت أجهزة الأمن القبض أمس الاثنين 25-2-2008 على أعضاء في جماعة أنصار السنة وهي جماعة سلفية، وآخرين وصفتهم بأنهم مختلون عقليا، ووجهت إليهم تهمة إحراق ضريح مسجد "الملثم" وضريح الشيخ "أبو حرمي" في قرية "منية سندوب" بإلقاء ماء النار (حمض الكبريتيك المركز).

وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا حول القرية، وقامت بسؤال كل من يتاجر في ماء النار، خاصة أن عملية حرق الأضرحة هي الثانية حيث جرى حرق ضريح قبل أسبوعين وقام الأهالي بإبلاغ مديرية أمن الدقهلية.

وقال د. عبد المعطي بيومي العميد السابق لكلية أصول الدين لـ"العربية.نت" إنه لا يصدق ما يحدث ولا يعرف كيف يجرؤ شخص علي إحراق قبر، سواء كان هذا القبر لشخص عادي أم أنه ضريح لشيخ، ففي النهاية هو قبر وضع فيه جثمان شخص متوف.

وتساءل أين كرامة الميت التي أوصانا بها رسول الله ونهانا عن نبش القبور؟ فما بالنا بإحراقها. وحول تداعيات حرق الأضرحة وعودة تضارب الفتاوى حول الصلاة في المساجد التي بها ضريح، قال د. بيومي إن المستحب هو ألا يكون في المسجد أي ضريح درءا للشبهات، لكن يمكن الصلاة فيه إذا احتوى على ضريح.

وأضاف أن "الأفضل ألا يضم المسجد ضريحا"، مشددا على ضرورة معاقبة من قام بهذه الجريمة، قائلا "لابد من عقابهم بشدة، وإذا لم يكن هناك عقاب شرعي منصوص عليه، إلا أن هناك عقابا وضعيا متروكا لضمير القاضي وتقديره للأمور لإقرار العقوبة المناسبة".


الصلاة في مساجد الأضرحة

وقال العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون وأستاذ الفقه المقارن د. محمد رأفت عثمان لـ"العربية.نت" إنه لا يوجد مانع من وجود ضريح في المسجد ولكن بشروط، فإذا كان الضريح في حجرة منفصلة لها حوائط فلا شيء في وجودها في المسجد، أما إذا كان الضريح في المسجد فيفضل ألا يكون في اتجاه القبلة، وإذا حدث وكان في اتجاهها، فعلى المصلين ألا يوجهوا وجهتهم تجاهه، ومن فعل ذلك فصلاته باطلة ويخشى على إسلامه.

وتابع أنه إذا كان غير متعمد توجيه وجهه ناحية الضريح، وجاء مكانه مصادفة في ترتيب صف الجماعة فصلاته صحيحة. وأكد د. عثمان أنه لا يجوز شرعا بناء المقابر في المساجد.

وعند سؤاله عن القبور الموجودة في المساجد حاليا أجاب لدينا خياران، الأول إزالتها إذا كانت الإزالة لا يترتب عليها أية فتنة بين الناس، علي أن تقوم الدولة بالإزالة وليس الأهالي. ولا تجب الإزالة إذا ترتب عليها حدوث فتنة.

وحول قيام بعض الأشخاص بحرق الأضرحة في مساجد بقرية منية سندوب قال د. رأفت عثمان إنه لا يعلم كافة التفاصيل عن الموضوع، ولكن ما وصله منها أوجعه بشدة، لأنه أمر لا يتفق مع ما يوجبه الإسلام نحو تكريم الإنسان في حياته وفي مماته.

اجمالي القراءات 4252