ليس في العرب غير الرسول
أبدأ هذا الموضوع بسؤال وجواب، السؤال هو: لماذا وصل حال المسلمين إلى التشتت الفكري والعقيدي؟!.. وأنا هنا لا أنحاز ولا أهاجم جهة معينة، ولكن ننظر مع بعض إلى وضع المسلمين وما وصلوا إليه من تعدد في المذاهب ، والجواب لأنهم تركوا دين الله الحق متبعين غيره، وهذا ما شتت فكر المسلمين ، ونجم عن ذلك تشعب وتعدد الفرق ـ وكل فرقة تطلق على نفسها اسم معين باسم ديني، وأصبح بينهم عداء في طريقة العبادة، والبعض من هذه الفرق يكفرون بعض، وهم بذلك يشوهون صورة الدين الحقيقي الذي جاء به خاتم النبيين ـ وإذا رجعنا إلى عصر الرسول لم يكن إلا دين واحد ومذهب واحد وشرع واحد إما مسلم مع الذين أسلموا مع الرسول، أو مشرك مع المشركين، ولا يوجد صنف آخر بين الاثنين، فإذا كانت حياة الرسول هكذا فلماذا لا نقتدي بها؟.. ويصبح المسلمون على شرع واحد ومذهب واحد، ثم أن الله قال إلى الذين آمنوا:
((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) سورة الأحزاب آية 21.
من خلال القرآن نفسه إذا أردتم أن تتبعوا دين الله الذي كان عليه الرسول وهو منهج القرآن، وأن الله حين أراد أن يخبر الرسول ويخبرنا عن الأمم السابقة ذكر لنا كل شيء في القرآن عنهم لكي نعتبر ولم يترك الله هذا الموضوع إلى المؤرخين لأنه ليس تاريخ، ولكن اعتبره الله جزءاً من الدين فقص علينا الحق، فهناك فرق بين الدين والتاريخ ـ الدين ملك لله هو الذي يشرع ولا أحد يشرع مع الله في الدين، فلماذا اختلف المسلمين في دين الله؟!.. وهنا يتبين لنا أن خلاف المسلمين ليس في الدين، لأنهم لو اتبعوا دين الله ما اختلفوا وأصبحوا آلاف من المذاهب إما عناد أو كبرياء على بعض، والسبب في ذلك أنهم خلطوا الدين في التاريخ والتاريخ في الدين، وللأسف وصل بهم الحال في هذا العصر لا هُم متبعين الدين ولا هُم متبعين التاريخ، علماً بأن الله سوف يحاسبنا على الدين وليس على التاريخ، ولنا هنا أن نقول ليس في العرب والمسلمين غير الرسول، لأنه أقام دولة على العدل والمساواة ولم يجرؤ أحد في عهده من المسلمين أن يؤسس جماعة أو يقول غير ما كان يقال على لسان الرسول إلا القرآن، وبما أن الجماعات أو التطرف الديني لم يظهر إلا بعد وفاة الرسول إذاً المسلمون أنفسهم هم أعداء الإسلام وهم من قاموا بالكذب وما زالوا يكذبون وللأسف يُحملون الرسول والإسلام كذبهم البغيض، وهل كان في عهد النبي ـ هذه المسميات ( سلفي أو سني أو شيعي أو صوفي أو ... الخ ) كما هو الآن؟!.. وبالتأكيد سوف يقول بعض الناس أنتم تطلقون على أنفسكم أهل القرآن، نعم نحن نتبع القرآن ورسول القرآن من خلال القرآن نفسه،، ولا نتبع غيره إن شاء الله، ونحن لسنا جماعة أو فرقة أو حزب ديني ـ
القرآن المليء بالعلوم يا سادة، القرآن الذي تركه المسلمون متخذين شهادات الدكتوراه في كلام بشر، هل هناك كبرياء على كلام الله بعد ذلك من المسلمين، فليعلم كل مسلم يتكبر على آيات الله أنه أشد عداوة من غير المسلمين لأنه آمن بها واتخذ غيرها سبيلا، عكس من لا يؤمن بها أصلاً. وأصبح ينافس القرآن بمنهج آخر .. وهذا ما يسميه المولى عز وجل الافتراء على الله ورسوله ..
رمضان عبد الرحمن علي