نادرا ما يقبل شباب مصر أن يمارسوا الشذوذ الجنسي بإرادتهم، وأن يصوروا حفلاتهم الجنسية بكاميرات الفيديو، ليسوقوها في السفارات الأجنبية بحثا عن تأشيرة هجرة.. فهذا يعني شيئا واحدا، وهو أن هذا الوطن هو «الجحيم» بالنسبة لشباب لم يمنحهم فرصة واحدة للرزق.. لم يعد السفر في رحلات الموت الجماعية إلي إيطاليا هي الطريقة الوحيدة للهجرة من هذا الوطن، فقد أصبحت الهجرة عن طريق ادعاء الشذوذ الجنسي. وتقديم طلبات للجوء السياسي هي آخر موضة دخلت مصر في عصر «إنجازات» حكومة نظيف.. الحكاية بدون مبالغة نعرف تفاصيلها بالكامل، ونمتلك أسماء جميع أبطالها، لكننا قررنا ان نحتفظ بهذه الأسماء لأنفسنا، خاصة عندما تأكدنا أن الشبان الخمسة الذين اختاروا هذه الطريقة للهجرة إلي استراليا، حصلوا علي دعوات ومباركة أسرهم، والذين ذبحوا الذبائح احتفالا بهجرة أبنائهم من مصر.
كل لحظة مرت علي الشبان الخمسة أثناء إعدادهم خطة الهجرة كانت تكشف إلي أي مدي وصلت حالة اليأس والخوف من المستقبل في نفوس شباب مصر، وإلي أي حد نجحت حكومة مصر في تحويل شبابها إلي شواذ.
في عام 2005 قرر موظف في المجلس المحلي لقرية ميت السباع في القليوبية وأربعة شباب آخرين من عائلته أن يبحثوا عن فرصة للهجرة خارج مصر، خاصة أن عائلتهم تعمل في تسفير الشباب إلي إيطاليا عن طريق ليبيا، لكن الشبان الخمسة كانوا قد اختاروا وجهة أخري للسفر إليها، دون أن يعرضوا أنفسهم للموت في مركب متهالك، اختاروا أن يسافروا إلي استراليا علي أنهم طلبة جامعيون، وبالفعل باعوا كل ما يملكونه في بلدهم ليكون لهم حساب في البنك يسمح لهم بالحصول علي تأشيرة دراسة، وبعد حصولهم علي التأشيرة سافر الشبان الخمسة إلي استراليا، لكنهم لم يكملوا دراستهم الجامعية هناك لأنهم كانوا يبحثون عن فرصة عمل، وعندها قررت الجامعة فصلهم من الدراسة، وإلغاء تأشيرة السفر، واضطر كل شاب أن يدفع مبلغ 10 آلاف دولار كغرامة، وعادوا إلي مصر، لكن قبل عودتهم التقوا بمصري يحمل الجنسية الاسترالية عرض عليهم ان يتقدموا بطلب للجوء السياسي إلي استراليا بحجة أنهم مضطهدون من جهاز أمن الدولة بسبب شذوذهم الجنسي، خاصة أن القوانين المصرية تجرم الشذوذ الجنسي.. وبعد عودتهم إلي مصر طلب الشباب الخمسة من أهاليهم أن يتعاقدوا لهم علي إيجار شقق مفروشة بأسمائهم، وبدأوا بعدها في إعداد الملف المطلوب تقديمه للسلطات الأسترالية، والذي تضمن عدة أخبار في الصحف المصرية عن إلقاء القبض علي الشباب الخمسة لأنهم يديرون شققهم في ممارسة الشذوذ، وبعد استكمال أوراق الملف أرسل الشباب الملف إلي صديقهم «المصري - الاسترالي»، والذي قدم الملف إلي محامية لبنانية الأصل اسمها «تريزا»، فطلبت منهم ان يسجلوا شريط فيديو لأنفسهم أثناء ممارسة الشذوذ، وأن يرسلوا لها صورا شخصية لهم في أوضاع جنسية تظهرهم في صورة «عشاق»، وطلبت منهم أيضاً أن يترددوا علي أماكن تجمعات الشواذ.. وبعد 5 أشهر فقط علي استكمال الملفات حصل الشباب الخمسة علي حق اللجوء السياسي إلي استراليا، وهي أسرع مدة يتم فيها منح تأشيرة دخول وإقامة لمصريين في استراليا.
الآن يقيم الشباب الخمسة بصورة مستقرة في استراليا، وكما يقول لنا أحدهم فإن عائلتهم قامت بذبح «الذبائح» فور حصولهم علي الجنسية الأسترالية، كما ان الشباب أنشأوا لأنفسهم موقعاً علي شبكة الإنترنت يدعون من خلاله شباب ميت السباع للهجرة إلي أستراليا بنفس الطريقة، المثير أن أهالي الشباب الخمسة يشعرون بسعادة كبيرة لأن أبناءهم ضمنوا مستقبلاً باهراً بحصولهم علي الجنسية الاسترالية، وينتظرون شهر أغسطس المقبل بفارغ الصبر لاستقبال ابنائهم المهاجرين، خاصة أن الأهالي يجدون عشرات الأعذار لما قام به أبناؤهم ومنها أن ما فعلوه مجرد إعداد ملف ورقي وليس له أي صلة بالأخلاق والسلوكيات. <