آحمد صبحي منصور
في
السبت ٢٥ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
يستطيع أى عدو للقرآن الكريم أن يكتب نسخة من المصحف وينشرها ويجعلها مليئة بالأخطاء . حدث هذا كثيرا فى العصرين العباسى والمملوكى ، وتم إكتشاف هذا ومعاقبة فاعليه ، لذا فإن ما تراه من نسخ مزورة ترجع للماضى . والفرصة الآن أكثر . ولكن يبقى القرآن الكريم محفوظا بتلك النسخة الأصلية المتداولة والمشهورة والمعروفة بالخط العثمانى ، والتى يتأكد الإعجاز الرقمى والعددى من خلالها ، وهو أن القرآن هو ( آية ) الله جل وعلا للبشرية فى عصر الأرقام .
إن حفظ الله جل وعلا للقرآن لا يعنى منع أعداء القرآن من حربه بشتى الطرق ، فقد تكرر فى القرآن تحذير رب العزة لمن يسعون فى آيات الله معاجزين ، ومن يلحدون فى آيات الله جل وعلا . الحفظ يتجلى فى وجود القرآن فى المصحف الذى معنا كما هو بنفس ترتيب الآيات وترقيمها وشكل كتابتها والذى يخالف الكتابة العربية العادية ، والذى تعتمد عليه بحوث الاعجاز الرقمى العددى فى القرآن الكريم .
وأثناء عملى فى تحضير رسالة الدكتوراة عام 1976 كنت أقضى أوقاتا طويلة فى قسم المخطوطات فى دار الكتب المصرية لمراجعة كتب التفسير وسائر المؤلفات المخطوطة فى العصر المملوكى لتوصيح تأثرها بالتصوف ، وكانت تلك المؤلفات المخطوطة متخمة بالاستشهاد بالآيات القرآنية ، وفى معظمها تأويل للآيات القرآنية عن مدلولها الأصلى ، ولكن كان نقل الآيات القرآنية فى تلك المخطوطات بنفس طريقتها فى المصاحف المتداولة. ولاحظت أيضا أنهم فى العصر المملوكى كانوا يقسمون المصحف الى أربعة أقسام يسمونها ( ربعات ) حيث كانت تُوزع تلك الربعات على الطلبة فى المدارس والخوانق وسائر مؤسسات التعليم لتسهيل حفظهم للقرآن وقراءتهم له . ومع هذا فتلك الربعات فى نسخها وكتابتها كانت ملتزمة بالنسخ العثمانية ، والتى منه تمت طباعة المصحف من وقت ظهور الطباعة وحتى الآن .