العدل الاقتصادى

رضا البطاوى البطاوى في الأحد ٣١ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

العدل

العدل يعنى تطبيق حكم الله المنزل وقد سمى الله نفسه العدل أو العادل لكونه من شرع العدل ونفذه

العدل الاقتصادى :

تطبيق قوله تعالى بسورة فصلت:

"وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "

هل معناه أن يقوم المجتمع بتوزيع الطعام على كل السكان بنفس المقدار أو بتوزيع الذهب عليهم بنفس المقدار أو توزيع الوقود عليهم بنفس المقدار ........؟

بالقطع فى مسألة الطعام نجد السمين والنحيف والآكول وضعيف الأكل ومتوسط الطعام ونجد فلان يأكل آكلات معينة ولا يأكل آكلات أخرى ونجد مثلا الرضيع والصغير والشاب والشيخ والحامل وغير الحامل ونجد المريض والصحيح .....وكل هؤلاء لا يأكلون مقدار واحد ولا أصناف واحدة كما قال تعالى على لسان الناس بسورة الرعد:

" ونفضل بعضها على بعض فى الأكل"

ومن ثم فتوزيع المجتمع مقدار واحد من الأصناف الطعامية على كل الأفراد لا يعتبر عدلا

 وفى مسألة الذهب توزيع كمية  الذهب على كل الأفراد بنفس المقدار هو ضرب من الجنون فالرضيع والصغير لا يعرفان ثمنه ولا يهتمان به  وبعض الناس يفضل الذهب وبعضهم لا يفضله وإنما يفضل غيره

وفى مسألة الوقود نجد أن المجتمع لو أعطى كل فرد نصيبه من الفحم والنفط وغيرهم فحم ونفط فهذا يمثل جنون فماذا يفعلون بالفحم والنفط الخام وأين يضعونه ؟

وفى مسألة الملابس مثلا لو أعطى كل واحد نفس المقدار من اللباس فسنجد أن بعض الملابس لا تستعمل لكون ألوانها أو تفصيلها لا يعجب الإنسان أو الإنسانة كما سنجد أن هناك أفراد لا تفقه معنى اللباس كالرضع والصغار

إذا معنى السواء وهو العدل للسائلين وهم الأحياء ليس معنى العدل الكمى فى الأصناف وإنما له معنى أخر وهو :

أن يقوم المجتمع بتثمين الأقوات كلها التى خرجت من مصادر دخل الدولة وهى المجتمع ويقوم بقسمة ثمنها على عدد الأفراد وبالقطع المجتمع أى الدولة لا تعطى الأفراد كل واحد المبلغ الذى خرج له كله وإنما هناك أمور تقوم بها الدولة بحجز مبالغها لكى تقوم مؤسسات فيها بعملها فمثلا البيوت تقوم شركات البناء ببناء مسكن لكل ذكر وأنثى معا وتأثيثه بالأثاث الذى يريداه وهما الزوجين مستقبلا ومثلا تقوم بالتعليم فبدلا من أن يدفع الفرد مصاريف تعليمه أو تعليم ابنه أو ابنته تقوم الدولة بحجز مبلغ للتعليم للصرف على تعليم كل الأفراد ومثلا تقوم بالعلاج فتحجز مبلغا  لبناء المشافى وتوفير التشخيص والعلاج فيكون العلاج للفرد متى مرض

الدولة تعطى للفرد مبلغ محدد كافى حسب المرحلة العمرية للطعام والشراب واللباس وأمور البيت كالنظافة واستخدام الماء والكهرباء والغاز وهى الأمور التى يختلف الناس فى تفضيل أصنافها أو فى الكم الذى يستخدمونه منها  وهو ما فصلته فى مقال المرتبات:

مرتب كل واحد فى الدولة الإسلامية يساوى مرتب الأخر كفرد تطبيقا لقوله تعالى بسورة الحجرات:
"
إنما المؤمنون إخوة"
فلو اعتبرنا الدولة أب فواجب الأب أن يساوى بين أولاده من باب قوله تعالى بسورة المائدة:
"
اعدلوا هو أقرب للتقوى"
تفصيل المرتبات:
1-
المرتبات هى ما يتعيش به الموظفون وأساسها إعالة الموظف وأسرته بمعنى أن يعطى ما يكفيه للإنفاق على حاجات نفسه وأسرته وأحكامها هى:
-
كل موظف يتساوى فى المرتب مع أى موظف أخر إذا كانوا أفرادا
-يختلف الأجر من موظف لأخر بسبب اختلاف عدد أفراد أسرة كل منهم وسنهم
-لكل زوجة مقدار ثابت لا يتغير وأما الطفل فمقداره متغير فهو فى سن الرضاعة ربع مقدار الأب أو الأم وفى السن بعد الرضاعة نصف مقدار الأب وإذا بلغ مرحلة الكلية أصبح متساويا فى المقدار مع الأب
-يتم قطع راتب الطفل الذكر متى التحق بوظيفة بعد التخرج.
-
يتم قطع راتب الطفل الأنثى عند زواجها أو التحاقها بعمل مؤقت.
-
يصرف المرتب لزوجة الموظف ولأولاده إذا توفاه الله بعد خصم نصيبه وحده منه.
-
لا يتوقف صرف المرتب بعد خروج الموظف من الوظيفة والخروج سببه هو المرض الجسدى أو النفسى فلا شىء يسمى المعاش فى الإسلام
-يتم قطع مرتب الزوجة إذا طلقت ويخصص لها المرتب بمفردها.
-
فى حالة حكم المحكمة ببخل أو إسراف الزوج يعطى المرتب للزوجة أو أكبر الأولاد إذا كان راشدا.
-
يتم صرف المرتب فى اليوم الأول من الشهر القمرى.
-
يتم صرف مرتب الموظف الجديد فى أول يوم يتسلم العمل فيه ما لم يكن صرفه فى مرتب أبيه أو فى مرتب الإعانة

وأما العائلات التى ليس بها أحد يعمل فتتقاضى مرتبات أى معاشات بنفس الأحكام فى المرتبات .

اجمالي القراءات 10177