قد ترى فى هذا العنوان بعضا من التجاوز أو كثيرا منه، أنت تمتلك حق تقرير ذلك على حسب المسافة التى تفصل بينك وبين جماعة الإخوان المسلمين، القريب من الجماعة سيعتبره تجاوزا مقصودا وجزء من المؤامرة الكبرى على الإخوان والإسلام من الليبراليين "الوحشين"، ولكن هل يمكن أن تتوقف قليلا قبل أن تهاجم وتسأل نفسك ذلك السؤال العادل والمنطقى.. هل ارتكب المدعو الهامشى صبحى صالح ذنبا يستحق عليه هذا الكلام القاسى؟!.
بدون أدنى تدخل أو مقدمات أو شروح هناك تسجيل بالصوت والصورة لمحاضرة كان يلقيها صبحى صالح القيادى الإخوانى المعروف والذى تسلل فجأة إلى لجنة التعديلات الدستورية لسبب لا يعلمه إلا الله وأهل المجلس العسكرى ومكتب الإرشاد، هذا الفيديو يحتوى على سب وقذف جماعى وعنصرى لكافة نساء مصر اللاتى لا يحملن كارنيه الجماعة ولا يتمتعن بلقبها الشهير" الأخت فلانة".
المحامى الإخوانى ظهر فى الفيديو الذى يتم تداوله على الإنترنت الآن وهى يلقى بكلام مجهد من كثرة محاولات الاستظراف، وقال الآتى مهاجما كل إخوانى يتزوج بسيدة من خارج الجماعة: (وما يجيش أخ فلوطة يقولك فى أخت كويسة ومتدينة وبنت ناس بس مش من الأخوات.. بس إن شاء الله هتبقى من الأخوات بمجرد ما أخطبها، أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير.. متعملهاش دين, لا هى لعبت معاك بقى, خليك راجل برده قلى دى تعبانى وما بنامش هقولك روح.. لكن الخيارات الشرعية مقدرة بحديث, احنا مش هنغير الدين, علشان دى قافلة معاك، كل هذه الأخطاء فى التربية تؤخر النصر لأنه لا نصر بلا استحقاق.. رب العزة رب قوانين، إن تنصروا الله ينصركم، فأنت تنصره على نفسك بهواك وعلى مجتمعك بمخالفته.. وهكذا الفرد والبيت والمجتمع لأن احنا لما نجيب الأخوة نجوزهم بالأخوات هيطلعونا عيال إخوة بالميراث.. فلما ننطلق بعمل جماعى إحنا بعائلتنا عملنا مجتمع إخوان فرض نفسه على الدنيا).
انتهى كلام سيادة المحامى الفلتة والفلوطة فى نفس ذات الوقت، دعك من ركاكة تعبيراته ومحاولاته الفاشلة لأن يكون خفيف الدم وركز فى تلك العنصرية التى تنضح من كلماته، ركز جيدا كيف قام برفع نساء الإخوان درجات فوق بقية نساء مصر، وتأمل حكمه المطلق على كافة سيدات مصر بخصوص عدم قدرتهم على تربية أجيال قادرة على نصرة الإسلام، راجع كلام السيد صبحى صالح ولا تصاب بالخضة والدهشة حينما تعرف أن هذا العنصرى هو واحد من ضمن أهل اللجنة التى وضعت قوانين تسيير الأمور فى مصر وربما يكون له كرسى فى أى لجنة قادمة لتشكيل الدستور أو خلافه.
لن أقول أبدا أن هذا النوع من الكلام تعبير واضح عن فكر جماعة الإخوان المسلمين، لأن الجماعة التى انتشرت وتسعى للانتشار لا يمكن أن تفكر بهذا الشكل ولأننى أعرف كثيرا من أعضاء الجماعة تزوجوا من خارجها ولم يجبر أحدهم زوجته على الانضمام أو حضور لقاء أو خلافه، فى الجماعة تيار اصلاحى يرفض تعبيرات صبحى صالح وأفكاره العنصرية، التى يبدو أنها هاجمت الرجل بعد أن أصيب بصدمة الشهرة والظهور على الشاشات بكثرة.
الاضطهاد الأمنى ذهب، والإقصاء السياسى انتهى، ولم يعد هناك شىء يضر جماعة الإخوان أخطر من هذا النوع من أبنائها الذى يمثلهم صبحى صالح، مكتب الإرشاد مطالب بأن يعتذر لنساء ورجال مصر نيابة عن هذا الرجل الهامشى الذى يسحب من رصيد الجماعة قبل أن يضيف إليها.