عماد نصف عماد الدين حسين يكتب :نصف مليون بلطجى

في الإثنين ٢٣ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 لو صح ما نشرته صحيفة «الدستور» فى صفحتها الأولى أمس منسوبا إلى المستشار محمد عبدالعزيز الجندى فالمؤكد أن هناك انقلابا يجرى تنفيذه أمام أعيننا ونحن لا نفعل إلا رسم وتوزيع الابتسامات. 
قال الجندى خلال اجتماع المجالس القومية المتخصصة «ان ما تتعرض له مصر من أحداث إنما يدار بأفكار شيطانية لإرباك الحكومة والمجلس العسكرى وهناك ما يتراوح بين 300 و500 ألف بلطجى محترف يتم تأجيرهم لليوم الواحد بخمسة آلاف جنيه من أجل التفرغ للخراب فقط».

يفترض أن من يخطط لانقلاب فإنه يعتمد على السرية المطلقة ثم يضرب ضربته ليستولى على السلطة، لكن من الواضح أن الذين يخططون للانقلاب الراهن «يعملون فى النور وفى وضح النهار»، لدرجة أن وزير العدل شخصيا يعرف المخطط ويعرف عدد المتورطين فيه.

ان يقترب عدد جنود الانقلاب من نصف مليون بلطجى فهذا معناه أنهم أكثر عددا من جيوش نظامية كثيرة فى المنطقة، بل إن عددهم يزيد على عدد السكان الأصليين فى بعض البلدان الخليجية.

قد نتفهم دوافع أنصار النظام الساقط فى عرقلة الثورة بكل الطرق، لكن ما لا يمكن تفهمه هو السلبية المطلقة للحكومة الحالية فى ردع محاولات الانقلاب المستمرة على الثورة منذ مساء 11 فبراير الماضى. 
معظمنا يطالب بمحاكمات مدنية وطبيعية وعادلة لكل المتهمين بمن فيهم رموز النظام المنهار، لكن حينما يكون لدى الحكومة معلومات محددة عن خطة للانقلاب فعليها أن تتعامل مع الأمر بصورة مختلفة.
لندع المحاكمات تتم بصورتها الطبيعية، لكن فى الوقت نفسه، علينا أن نتعامل مع جيش البلطجية بالطريقة الوحيدة التى يفهموها وهى لغة القوة.

لو صح أن هناك فعلا نصف مليون بلطجى يحاولون الانقلاب على الثورة، فى حين أن الحكومة لا تطبق عليهم حتى القوانين العادية وليس الاستثنائية، فالمؤكد أن هناك لغزا.

لو كنت مكان وزير العدل ورئيس المحكمة وعلمت بوجود هذا الجيش الذى يتقاضى البلطجى الواحد فيه 5 آلاف جنيه، ولم أتحرك، فالمؤكد أننى أساعد هؤلاء فى تنفيذ مخططهم.

ثم هناك سؤال برىء سيفكر فيه الكثيرون وهو.. إذا كنا لا نستطيع اعتقال هذا العدد «العرمرم» من البلطجية فعلى الأقل نستطيع معرفة قادتهم وكذلك الذين يدفعون لهم هذه المليارات من الجنيهات يوميا، وبالتالى فلو أغلقنا هذه «الحنفية» التى تتدفق منها هذه الأموال، فإن نهر البلطجية سوف يجف من المنبع.
هناك اسئلة كثيرة غامضة ومريبة فى الملف الأمنى وملف البلطجة. تحملنا وصبرنا كشعب الكثير بسبب الغياب الأمنى «المريب»، والانفلات الأمنى «الأكثر ريبة»، لكن أن نفاجأ كل يوم بشىء جديد مريب، فالأمر باختصار يشير إلى وجود «أيد قوية وقادرة ومنتفذة» تحاول الانقلاب على الثورة دون أن نحاول وقفها.

لو كنت مكان الدكتور عصام شرف والمستشار الجندى وأى مسئول فى مصر وعرفت ان هناك نصف مليون بلطجى، لطار النوم من عينى وطلبت من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يتخذ كل الإجراءات المناسبة والفورية للقبض عليهم، وقبل كل شىء وبعده القبض على من يعطيهم الأوامر حتى لو كان أكبر بلطجى.

أليس ذلك أمرا بديهيا.. أم أن الأشياء البديهية صارت غريبة؟!.

اجمالي القراءات 3146