قبل السقوط : ألا من رجل مؤمن من ( آل فرعون / آل سعود ) يكتم إيمانه ، يعظ قومه ؟
مقدمة
1 ـ ذكر جل وعلا ملمحا فى قصة موسى وفرعون عن هذا الأمير الفرعونى المصرى المؤمن المثقف الذى أخذ يعظ قومه ويذكرهم بمصير الظالمين السابقين ويحذرهم ، ومكروا به ، فأنجاه الله جل وعلا من مكرهم ، وغرق فرعون وجنده ودولته . عندما يأس الأمير الفرعونى المؤمن من إصلاح أسرته وقومه قال لهم : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر )
2 ـ فرعون هو أستاذ لكل من جاء بعده من المستبدين ، خصوصا الذين يخلطون السياسة بالدين . كلهم يسيرون على دأب آل فرعون ( آل عمران 11 ، الأنفال 52 ــ ) وهو لهم السلف ( الزخرف 56 )، والله جل وعلا لهم جميعا بالمرصاد ( الفجر ـ 14 ) .
3 ـ شأن البشر جميعا ، فالأسرة السعودية لا تخلو من عناصر طيبة وليست كلها مفسدين ، لا شك أنه يوجد من بينها مؤمنون يريدون الاصلاح أو يريدون التوبة أو لديهم القابلية لأن يسمعوا القول فيتبعوا أحسنه . ولاشك أنهم قرأوا القرآن ، ومن قرأ منهم القرآن يمكنه بسهولة ـ لو أراد ـ أن يعرف أن الله جل وعلا لا يحب الفساد ولا يحب الظالمين ولا يحب المعتدين ولا يحب المسرفين ولا يحب الفاسقين ، ولا بد أنه يعرف مصير فرعون وكل من سار على نهجه من المستبدين الظالمين ، وأنه جل وعلا كرّر قصة فرعون ليكون فى قصته عبرة لمن يخشى ( النازعات 26 ) ولا ريب أن فى الأسرة السعودة من لا يزال فيهم إستعداد للخشية من الرحمن ، ولا شك أن الأغلبية منهم تتوقع السقوط وتتحسّب له .
4 ـ من هنا نتعشم أن يقف رجل مؤمن من آل سعود يعظ ويحذّر متوكلا على الله جل وعلا ، لا يخشى سواه جل وعلا . فالله جل وعلا هو الذى تكفل بحماية موسى وهارون وهما فى أرض فرعون وفى دولته وسُلطته ، والله جل وعلا هو الذى حمى مؤمن آل فرعون من كيد آل فرعون ووقاه من شرّهم . وليس محمد بن سلمان بشىء مقارنة بفرعون موسى .
5 ـ لذا نعرض بإيجاز لماهية الخطاب الذى يقوله مؤمن آل سعود ، وهو كالآتى :
أولا : الجحيم المترتب على سقوط الدولة السعودية
1 ـ سقوط الدولة السعودية سيدمر الأسرة السعودية فى الداخل ، وحتى من ينجح منهم فى الهرب سيكون ضحية مثالية . أمواله فى الخارج ستكون مطمعا لأنواع شتى من المافيا ، وأسهل طريق للحصول عليها هو القتل والتصفية له ولأسرته . بعد ضياع السلطان سيكونون مجرد أموال بلا حماية ، رجل يحمل كنزا على عاتقه فى شارع اللصوص والقتلة ، سيتنافس اللصوص على قتله ، وربما يتفقون ، وفى كل حال هو مقتول مقتول.. ياولدى.!.
2 ـ سقوط الدولة السعودية لن يدمر المملكة فقط ، ولن يحولها الى شراذم متحاربة فقط ، بل سيشعل براكين هائجة متأججة تصل حممها الى الخليج ، تبدأ بالامارات ، تدمر عمائرها وناطحات سحابها ، وليس مستبعدا أن تنافس أنقاض مدينة دبى أنقاض مدينة حلب . وستكون هذه أكبر جائزة تستحقها الامارات التى ظن ولىُّ عهدها أنه بأمواله يحرّك العالم ، وقد تناسى أن أمواله أكبر نقطة ضعف فى دولته إذا لم يعرف حدوده .
3 ـ فى كل الأحوال ستمتلىء الجزيرة العربية بحمامات دم تهون الى جانبها أنهار الدماء التى كانت فى سوريا والعراق . المستفيد الأكبر هم صانعو السلاح وتجار السلاح . ستكون فرصتهم رائعة فى تصريف السلاح الراكد وفى تجريب السلاح الرائد .
ثانيا : لتفادى هذا الجحيم لا بد من إصلاح جرىء وسريع .
البداية :وقف حرب اليمن ، وإطلاق سراح المعتقلين فى قضايا الرأى، وقيام حكومة مؤقتة تضع تشريعات تتضمن بنود الاصلاح ، وهى :
1 ـ تغيير إسم ( المملكة العربية السعودية ) الى ( المملكة العربية المتحدة ) لأن إسم ( السعودية ) هو أساس البلاء والظلم والاستبداد .
2 ـ تحويلها الى مملكة دستورية ، الملك بالاختيار الشعبى من الأسرة السعودية ، وهو مجرد رمز ، مثل ملكة انجلترة ورئيس اسرائيل ورئيس الهند . وإعلان المساواة بين المواطنين جميعا .
3 ـ وضع دستور حقوقى يؤكد على :
3 / 1 : فتح باب الحج الى البيت الحرام لكل المسالمين طبقا لما جاء فى القرآن الكريم ، وجعله خلال أربعة أشهر هى الأشهر الحرم ، وهى ( ذو الحجة ، محرم ، صفر ، ربيع الأول ) ، وقد شرحنا هذا فى مقالات كتاب الحج المنشور هنا .
3 / 2 : الحرية الدينية المطلقة لكل فرد فى المملكة ، مواطنا أو مقيما أو زائرا . وتشمل الحرية فى الانتماء الى أى مذهب أو دين أو لا دين ، وحرية الشعائر وحرية الدعوة لأى دين أو معتقد بشرط عدم الإكراه فى الدين ، ووضع عقوبة على من يهدد الآخرين بالقتل بسبب الدين .
3 / 3 : الحرية فى الرأى والفكر والبحث والابداع فى كل مجالاته بلا أى رقابة ، لكل مواطن أو مقيم أو زائر .
3 / 4: الحرية السياسية : بالمساوة التامة بين كل المواطنين ، فى الحقوق والواجبات ، وتوزيع السلطات بين السلطة التنفيذية ( حكومة منتخبة من حزب أو أحزاب تحصل على الأغلبية بانتخابات حُرة نزيهة ) ومجلس برلمانى منتخب يكون أمينا على ثروة الشعب ، يراقب الحكومة ويحاسبها ، ويقيلها لو تستحق الاقالة . وتتبعه أجهزة رقابية ، وهيئة حرة مستقلة للإنتخابات ، وسلطة قضائية مستقلة تحكم بين المواطنين طبقا لقانون حقوقى محددة الفاظه ، خصوصا فى قانون العقوبات ، ثم إعلام حُر مستقل ، ومنظمات أهلية غير حكومية تعبر عن أطياف المجتمع من نوادى ونقابات وروابط وجمعيات حقوقية وسياسية واجتماعية وخيرية وتعليمية وتنموية وثقافية . كل هذه السلطات تراقب بعضها وتتوازن مع بعضها وكلها تخدم المواطن فى الدنيا وليس لها شأن بمصيره يوم القيامة .
3 / 5 : العدل : ( العدل الاجتماعى ) بفرض ضرائب تصاعدية على الأثرياء لصالح الفقراء ، و( العدل السياسى ) بالديمقراطية وتداول السلطة ، بالانتخابات بين الأحزاب كما فى الهند واسرائيل . و ( العدل القضائى ) باستقلال القضاء بعيدا عن السلطة التنفيذية ( الحكومة ) و ( مجلس الشعب ) .
3 / 6 :جيش قوى يحمى الدولة وحدودها وممنوع عليه وعلى أفراده العمل بالسياسة .
3 / 7 ـ أجهزة أمنية ليست لإذلال المواطن بل لحمايته ، ولحماية المسئولين على السواء .
أخيرا : يا آل سعود ( أليس منكم رجل رشيد ) .
1 ـ ليس هذا مطلبا خياليا . هو نظام حياة للدول المتقدمة وأقربها الى المنطقة : إسرائيل . ولا عذر هنا بأن العرب متخلفون . فى عصر الانترنت يكون التعليم سريعا . ولا بأس بالمحاولة والخطأ ، وخطأ الديمقراطية يمكن حله وتصويبه أما أخطاء الاستبداد فهى سرطان لا سبيل لعلاجه إلا بالبتر .
2 ـ هذا هو لحماية الأسرة السعودية من نفسها ومن خصومها وأصدقائها ، هو حماية لها من مستقبل مظلم ، وإستبداله بحياة آمنة مستقرة بلا مطاردات وبلا محاكمات . وأن يكون للأمير بضع ملايين ويعيش هانئا قانعا خير له من بلايين يحملها مرتعشا خائفا ثم يموت وما أغنى عنه ماله وما كسب .
3 ـ الأهمية أن يأتى الاصلاح من داخل الأسرة السعودية ، بهذا تكون جديرة بأن يستمر دورها داعمة للإصلاح الذى تؤسسه ، بدلا من فرضه عليها فتكون ضحية له . وحين تكون ضحية ستتكالب عليها الذئاب ، وضحاياها بالملايين .
4 ـ هذا النداء لمؤمن من آل سعود . أو لمؤمنين من آل سعود . هذا النداء دافعه الحرص على حقن الدماء . يكفى أنهار الدماء وأهرامات الأشلاء .
5 ـ قالها رجل مؤمن من آل فرعون ، واقولها : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر ).