لماذا أنت ؟!!
مقدمة :
جاءنى هذا الخطاب . أجيب عليه فى هذا المقال :
( السلام عليكم فضيلة الشيخ أحمد : كل ماتقولونه عسل علي عسل برأيي وكلام فضيلتكم كله مقنع وكل سؤال الاقي له جواب عندكم! ولكن.. كل ما يؤمنون به السنيون كنت انت تؤمن به ولك مبرراتك آن ذاك. فمثلا موضوع الايمان بكتاب الله وحده حديثاً، لو قلنا لسني الايات التى تستنكر على من يوؤمن بغير القرآن الكريم سيقول ما كنت انت تقوله بتفسير الايات عندما كنت سني معتدل وكنت ايضاً مقتنع به اليس كذلك؟ (يعني مش معقول ماكنت تعلم عن هذه الايات الكريمات؟!) فكيف نعمل بهذه الامه نقـلـه نوعية تأتي بهم الى بر الامان؟ الا تظن ان يجب علينا ان نتعاطف معهم؟ بحكم اننا كنا مثلهم؟ بدل ان نسميهم محمديون مشركون؟ فكيف كنتم فضيلتكم تردون على ما تطرحه الان عندما كنت سنياً معتدلاً؟ اليس كان لك اجوبه؟ وتبريرات وتفسيرات؟ وكنت مقتنع بها وربما تزندق من يقول بقولكم الان. لو اتاك شخص وانت في الازهر استاذ وسني معتدل، وقال لك (كل من يؤمن بحديث ولو حديث واحد غير القرآن الكريم هو كافر بالقرآن وبرب العزه) ماذا كنت لتقول له؟ ماهي اجابتك؟ (ارجو ان تجيب!) فما بالك بما تقولوه الان والخلاصة التي وصلتم اليها. أنت الان تُجبر الامه كامله وليس فقط انسان يدرس بالازهر! هناك مثل اجنبي يقول put your self in their shoesاو لو كنت بماكنهم لتفهمهم وانت ونحن كلنا كنا بمكانهم كيف كنت لتدعي نفسك الي اهل القرآن وانت سنياً معتدلاً ؟ هناك مواضيع لابد ان يكون لها تمهيد قبل ان تطرح لان لو الناس لاتعرف لماذا وكيف وصلتم لهذه الاستنتاج سيصدمون وينفرون من دعوتكم. الخلفاء الراشدين مش راشدين هم مرتدين! ومن يؤمن بحديث واحد غير القران كافر! ولا حجاب ولا نقاب فالاسلام وغيرها الكثير كيف كنت لترد على هذا وانت سنيا معتدلاً؟ هناك نواعان من التغير الاول يكون على شيء لا يؤمن به اصلاً كالذي مولود نصارني ولم يؤمن بنصارنية ابداً فيغير دينه. وهناك النوع الثاني تكون مؤمن بشيء فكر معتقد الخ وبعدين تنكره وتكفر به فضيلتكم من هذا النوع. كنت تؤمن بسنة وتبريراتها وتفسيراتها وبعدها كفرتو بها فلا تتوقع من الكل ان يتغير فقط لانكم تغيرتم! حججهم وتفسيراتهم وتبريراتهم كنتم يوم من الايام تستدلون بها فا على الاقل نقدر ان نقول انهم بمرحلة من الاسلام لم يصلو الى الحنفية الكاملة المُرادة ولكنهم داخل دائرة الاسلام!!!) أنتهى . وأقول :
أولا : لا أطلب من خصومى إلّا أن يفعلوا مثلى ، وليس هذا عسيرا :
1 ـ الفارق أنى كنت على دين الآباء والاسلاف ، وكانت لدى سؤال يؤرقنى : أومن بعظمة الاسلام ، ولكن المسلمين فى حالة سيئة . هل السبب من الاسلام أم منهم هم ؟ وإذا كان منهم فمن أين بالضبط . كان هذا يؤرقنى حقيقة وانا طالب فى التعليم الأزهرى الاعدادى والثانوى ، وتضخم لدى وانا طالب فى الجامعة ، وقرأت كثيرا ، وكان لوالدى يرحمه الله جل وعلا مكتبة فى البيت ، كنت أقرأ فيها كتب التراث والأدب والتاريخ ، بالاضافة الى النهم فى قراءة كتب أحمد امين وجورجى زيدان . وفى مرحلة الماجيستير عزمت على معرفة الاجابة بعرض موضوع ( الوحدة الدينية فى مصر فى العصور الفرعونية والقبطية والاسلامية )، ورفضوه ،فاخترت موضوعا عن أثر الصراع القبلى فى الدولة الأموية . وبعد الماجيستير صممت على أن يكون بحث الدكتوراة ليجيب عن أسئلتى الحائرة فاخترت موضوع ( أثر التصوف فى مصر العصر المملوكى ) وصممت عليه .و لم يكن من المتعارف علية البحث فى الأحوال الدينية للمسلمين بإعتبار انهم مسلمون وهذا يكفى . مع ما فى هذا من تجاهل لباب كامل من مؤلفات التراث عن ( الملل والنحل ) . ولم يكونوا مقتنعين أيضا أن للتصوف تاريخا أو تأثيرا تاريخيا فى مصر ، فأوضحت لهم الفرق بين التصوف الفلسفى والتصوف العلمى من خلال الطرق الصوفية وتأثيرها القوى فى المجتمع على كل الأصعدة .ووفق على البحث .. وبدأت فيه أبحث عن الاجابة طالبا الهداية . وبدأت بهذا المشاكل ، وطريق الآلام من عام 1977 ، وحتى الآن ، والتحولات التى إجتزتها من الاعتراف بوجود تصوف معتدل الى تكفير التصوف وإعتباره دينا مناقضا للسلام حسبما تبين لى من بحث الدكتوراة ، ثم كنت سنيا معتدلا فبدأت أبحث فى المشترك بينها وبين التصوف فانتهيت الى أنها هى الأخرى دين أرضى مناقض للاسلام ، ثم إعادة النظر فى الفتوحات وفى الشهادتين فآمنت أنها شهادة واحدة ( لا إله إلا الله ) وفقط . فى كل هذا كنت أحتكم للقرآن الكريم أُعرض عليه ما أقرأ باحثا عن الهداية . وخصومى بكل ما يتمتعون به من حمق لم يكن لديهم سوى القوة دون أى حجة، وهم حتى لا يحاربون بنبل بل بخسّة ودناءة وحقارة لا يتورعون عن أى شىء ، وكنتُ ـ ولا زلت ـ أرد عليه بالصمود معتصما بحبل الله جل وعلا القرآن الكريم .
2 ـ حفظت القرآن الكريم طفلا عل يد والدى يرحمه الله جل وعلا . مجرد حفظ دون تدبر . وظل معى أحفظه دون أن افقهه الى أن ووجهت بالحرب من خصومى . وهى حرب لا أخلاق فيها ولا مروءة . وعنوانها الأكبر : ( من أنت ؟ وهل أنت وحدك على الحق وكل الأمة على خطأ ؟ ) . كان هذا يذكرنى بالسؤال القديم : ( أومن بعظمة الاسلام ، ولكن المسلمين فى حالة سيئة . هل السبب من الاسلام أم منهم هم ؟ وإذا كان منهم فمن أين بالضبط ) . ووجدت عظمة الاسلام فى القرآن الكريم كما وجدت أساس ضعف المسلمين فى إتخاذهم القرآن مهجورا . وخرجت عن مألوف الأزهر فبدأت أتدبر القرآن بمنهجية علمية بنفس التعامل مع أى مصدر أبحث فيه علميا ، أى أقرؤه بمصطلحاته ، وبدون فكرة مسبقة اريد إثباتها ، وأن أبحث الموضوع فى السياق القرآنى كله . كان لا بد من الاعتصام بالقرآن فى موجهة هجمتهم وكلامهم الذى يبدو منطقيا ( هل أنت وحدك على حق وكل الأمة ومنذ تاريخها على الباطل ) . وتعلمت من القرآن أن أكثرية من فى الأرض بإمكانهم أن يضلوا النبى نفسه لو أطاعهم ، وتعلمت من القرآن أن كل ما يقوله خصومى ضدى هو ترديد لما قاله الكافرون من قبل ، وأن كل ما يمارسونه من شعائر وما يؤمون به من تقديس للبشر والحجر هو نفس ما كان يفعله الكافرون من قوم نوح الى قوم محمد عليهما السلام .
3 ـ ولم يكن هذا التعلم من القرآن الكريم سهلا ، ولم يكن الاحتكام اليه سهلا . لقد ورثت نفس الإفك وعشت دهرا على أنه الاسلام الحق . وهذا الإفك ضخم ومعقد ، وتجذّر خلال 14 قرنا ، عاش فينا على أنه الاسلام صعبا وتعلمته فى الأزهر . وكان التخلص منه صعبا وشيئا فشيئا خلال معاناة بحثية فى عُمر وعقود من البحث الذى يطلب الهداية . ولا زلت فى هذا الطريق . أيضا خصومى كان لهم دور . فيما يرددونه من شبهات ومزاعم متكررة كان لا بد من عرضها على القرآن الكريم ، وبعرضها على القرآن ظهر الرد عليها فى مؤلفات عن ( القرآن وكفى ) ( النسخ ) ( التأويل ) ( حد الردة ) ( حد الرجم )، وما توالى بعدها . وكل مرة أتعلم جديدا من القرآن الكريم وكل مرة أتطهر من رجس التراث وأديانه الأرضية . وكل مرة يطمئن القلب بقوله جل وعلا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)العنكبوت ).
4 ـ إذن ليس الأمر ( وحيا ) بل هو بحث عن الحق بإخلاص ، وهو بحث شاق ينتج عنه إكتشاف الاسلام الحقيقى الذى عرضه رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم ، هذا القرآن الذى إتخذوه مهجورا بما أسموه بالتفسير والتأويل والنسخ والتجويد والانشاد والغناء . وهو بحث يقوم به من تأهل لها البحث بالتبحر فى تفصيلات تاريخ المسلمين (السياسى والحضارى والفكرى ) وفى تراثهم فى الشريعة وفى المعتقدات ، وفى أديانهم الأرضية ومذاهبها وطوائفها ، وفى مناهج المؤرخين ومناهج المفسرين ومناهج الفقهاء . بدأ هذا بالتبحر فى الكتب المقدسة فى التصوف والسنة . هذا البحث الشامل والدقيق بدأ فى رسالة الدكتوراة عن أثر التصوف فى مصر العصر المملوكى ، كان التراث قد أعيدت كتابته وشرح معظمه فى العصر المملوكى بعد تدمير المغول لبغداد ومكتبتها ، بالتالى كان لا بد من مراجعة كل هذا التراث لمعرفة تأثره بالتصوف ، مع بحث التصوف نفسه مؤثرا ومتأثرا ، حيث كان البحث يتطلب البحث عن أثر التصوف فى كل شىء سياسيا واجتماعيا ودينيا وثقافيا وعلميا ..هذه الخلفية البحثية التى حصلت عليها فى منتصف السبعينيات تم البناء عليها خلال العقود التالية وحتى الان . فالقراءة واجب لا غنى للباحث الحقيقى عنه حتى لو أشرف مثلى على السبعين .
5 ـ فى هذا النضال الفكرى كنت أواجه التراث وقدسيته داخل نفسى ، وبمرور الزمن لم تعد المواجهة قاسية لأننى تعودت أن أطلب الهداية معتصما بالله جل وعلا بكتابه الكريم ، وكان إضطهادهم المتكرر لى يجعلنى أعتصم بالله جل وعلا إذ لا أستعين إلا به ، ثم إن هذا الاضطهاد يؤكد أننى على الطريق الصحيح ، فالمفترض فى مجالات العلم أن تكون الحجة بالحجة ، ولكن عندما لا تكون هناك حجة ، وخصمك لديه القوة والنفوذ فيضطهدك الى درجة السجن ومحاولات الإغتيال فهذا يعنى أنك على الحق ، ثم حين ترجع الى القرآن يطمئن قلبك لأن ما يفعله الخصوم وما يقولونه هو نفس ما كان يفعله وما كان يقوله الكافرون من قوم نوح الى قريش . هذا يشجع على المضى قُدُما فى الطريق ، وأن يجعلك تنتظر بلهفة أن تكون قتيلا فى سبيل ربك جل وعلا وتنتظر ذلك القتل فى أى وقت ، وأن تشعر بالسعادة أن تكون لحياتك قيمة ، وأنت تنصر الله جل وعلا وتنظر أن ينصرك الله جل وعلا ، وأن تتمنى أن تكون يوم القيامة شاهدا على قومك ، وبالتالى يهون عليك أن تقذف بأى معتقد أو أى فكرة يثبت تعارضها مع القرآن الكريم . لقد كتبت أشيد بالفتوحات وبالخلفاء ( الراشدين ) ثم تبين لى أنهم أفظع الكافرين فلم أتردد فى إعلان هذا . وحين أيقنت من القرآن أنه لا حديث يؤمن به المسلم سوى حديث القرآن الكريم لم أتردد فى إعلان هذا ، وهكذا فى كل ما إكتشفته وأعلنت تناقضه مع القرآن الكريم من حد الردة وحد الرجم والنسخ بمعنى الإلغاء والإبطال والتفسير والتأويل وعذاب القبر وأن شهادة الاسلام واحدة ( لا إله إلا الله ) فقط ...الخ . وايضا كان لحمق الخُصوم فضل فى ذلك ، كانوا يرفعون ضدى أننى أُنكر كذا للتشنيع علىّ ، فأبحث هذا ( الكذا ) من خلال التراث وبالاحتكام الى القرآن فيتبين لى أنه مناقض للقرآن فأبادر بإعلان إنكاره بلا خوف ولا وجل .
6 ـ بسبب هذا النضال ومنذ عام 1977 ( أى من أربعين سنة وحتى الآن ) تهاوت كثير من الأبقار المقدسة . كان التصوف مقدسا فى جامعة الأزهر ، وكان يرعاه ويحميه ويستقوى به شيخ الأزهر عبد الحليم محمود ، فواجهته وأنا مدرس مساعد ، وانتصرت عليه وعلى الصوفية داخل وخارج الأزهر . فرح الوهابيون بهذا الانتصار وإلتفتوا لى وكنت سنيا معتدلا ، وسرعان ما حدثت المواجهة بيننا باشد ما يكون ، وعلى هامشها تحطمت اسطورة البخارى ثم اسطورة السنة نفسها ، ثم الدين السنى نفسه ومعه الدين الشيعى . كنت وحيدا عام 1977 ، وتكاثر حولى الأنصار فى منتصف الثمانينيات ، وعلا صوت الهجوم على السّنة فى مصر داخل الأزهر وخارجه . وكان يقال لى وأنا فى جامعة الزهر وقت محاكمتى فيها : ( إننا أصبحنا الآن نوافقك على هجومك على التصوف ، ولكن لا يصل الأمر الى إنكار الشفاعة والعصمة وتفضيل النبى على الأنبياء السابقين وتكذيب البخارى ) وكنت أقول لهم : ( إحتاج الأمر منكم عشر سنين حتى توافقوا على إنكار التصوف ، وسيحتاج منكم عشر سنوات أخرى حتى توافقوا على ما أقوله الآن .) وبعدها بعشر سنين وأنا فى مصر كنت أعلم أن الكثيرين من الزملاء والخصوم والأعداء والأصدقاء والأعدقاء داخل الأزهر أصبحوا يوافقوننى ، ولكن يرفضون الاعلان عن هذا بسبب عوامل مختلفة منها الاستكبار أن يقال أنه اصبح تابعا لأحمد صبحى منصور ، أو الخوف أن يحدث له ما حدث لأحمد صبحى منصور . قد يكون الوصول للحق صعبا ، ولكن الأصعب هو التمسك بالحق فى عصر يسيطر عليه الاستبداد السياسى والكهنوت الدين .
7 ـ خارج الأزهر ومنذ أن بدأت أكتب فى الصحف والمجلات وأحضر وأقيم الندوات فى مصر وخارجها تمت تعرية دين السّنّة وعلا إسم ( القرآنيين )، إذ تشجع كثيرون على السير بعدنا فى نفس الطريق بعد أن تفجرت فينا الألغام ، واصبح السير بعدنا مأمونا فى عصر الانترنت ، وبهذا أصبح من يُطلق عليهم ( القرآنيون ) دوائر شتى ، منهم من يكتفى بنقد البخارى والمناهج الفقهية دون التعرض والتصريح بإنكار دين السنة نفسه ( على طريقة الاستاذ جمال البنا )، ومنهم متطرف يدخل على القرآن بلا إستعداد بحثى ، ويجد الجرأة على أن ينتقى من الايات ما يعزز به فكرة مسبقة لديه ، ويخرج بها ليلفت إنتباه الناس . ومنهم نحن ( أهل القرآن ) بمنهجيتنا وبدستورنا الذى اوضحناه وهو منشور هنا . خلاف الجميع نحن نواجه الاستبداد السياسى والكهنوت الدينى معا ، كما نواجه معهم عصر الثقافة السطحية ومنتجات التعليم الفاسد الذى أنتج عاهات بشرية بعضها يحمل درجات جامعية ، وبعضهم يسبق إسمه بحرف الدال .
8 ـ ومع كل ما لقيت من خصومى من أذى وسبّ وشتم فلا أشعر بضغينة نحوهم لأن ما بيننا ليس خصومة شخصية ، هم يدافعون عن دينهم وأنا أدافع عن دينى ، والله جل وعلا هو الذى سيحكم بيننا يوم القيامة ، وطالما أننى أعتقد أننى على الحق وأنهم على الباطل فهم يستحقون الشفقة ، لأنهم هم الذين ينكرون القرآن ويقعون فى الظلم وبالتالى فإن ماتوا بلا توبة فمصيرهم الى الخلود فى الجحيم، وما أفظع الخلود فى الجحيم .!! .
9 ـ إن التكفير هو مدار التعامل بين المختلفين فى الدين، سواء فى الدين الالهى أوالأديان الأرضية ، ولكن التكفير فى الاسلام هو للوعظ حبا فى الشخص وأملا فى هدايته ولا ينصب على نفس الشخص ولكن على ما يقوله وما يفعله أملا فى أن يتوب ويكف قبل أن يموت . وهذا ما نفعله فى كتاباتنا وقناتنا أهل القرآن .
أخيرا :
وفى النهاية فهذه الحياة ـ مهما طالت ــ فهى تنتهى بالموت ، ونحن نسير الى القبر بسرعة 60 دقيقة فى الساعة ، والدقيقة التى تمضى من العمر لا يمكن إستعادتها ، كل منا يركب قطار الحياة الذى يسير الى الامام دون توقف . يركبه فى محطة ميلاده ، يسير به وبغيره القطار فينزل منه فى محطة موته ، لا يتأخرون ساعة ولا يستقدمون . وبدلا من تضييع حياتنا فى اللهو واللعب والتكاثر فى الأموال والأولاد علينا أن نركّز على ما سينفعنا يوم الحساب ، إذا كنا نؤمن فعلا بيوم الحساب الذى لا تجزى فيه نفس عن نفس شيئا والأمر يومئذ لمالك يوم الدين سبحانه جل وعلا رب العالمين .