جرائم تجار الدين
وراء كل ارهاب عالم دين متبطح عند سلطان جائر

محمد يحيى محمد امين في الأحد ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

وراء كل ارهاب عالم دين متبطح عند سلطان جائر

أتحدث في هذا المقال فقط عن المتسبب الرئيسي في ارهاب الناس في الوقت الحاضر الذي نعيشه بغض النظرعلى أنه تكرر مرارا و تكرارا على مدى القرون الماضية .

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي تسببت في مقتل الملايين من البشر جلس معظم الحكام على الطاولة وبدأت مباحثات السلام و تقسيم السلطة على الكرة الأرضية بما يتوافق مع معطيات نهاية الحرب وتم الإتفاق على معظم البنود وإعادة بناء المدن والمدارس والمستشفيات على حسب المعطيات نفسها أي لصالح الدول المنتصرة في الحرب والتي تمتلك ترسانة قوية من الأسلحة التي تستطيع أن تحمي بها  نفسها من العدو و بدأت ما يعرف بالحرب الباردة بين الدول الكبرى من خلف الستار تحت شعارات مختلفة  و خصوصا بين الولايات المتحدة و الإتحاد السوفيتي آنذاك وكانت أول ضحية لهذا الحرب المستمرة حتى الوقت الحاضر منطقة أفغانستان و هنا بدأت الحكاية .

بعد احتلال الإتحاد السوفيتي أفغانستان واقترابها من المصالح الأمريكية أصبحت الحرب الباردة في أوج خطورتها فلذلك تحركت كل القوى المتحالفة معها لإيقاف تقدم الإتحاد السوفيتي أكثر و من بين هذه القوى كانت السعودية التي أنفقت الغالي والنفيس لمساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد غريمها السوفيت التي تريد أن تصل إليها أيضا لإمتلاكها البترول والمنطقة الجغرافية المناسبة لإمتلاك النفوذ في العالم .

بدأت السعودية بإرسال المساعدات الى أفغانستان بمساعدة حليفها الإستراتيجي هناك باكستان فأنشأت المدارس الوهابية  الخاصة لتعليم الصغار ولعدم وجود البديل في ذلك الوقت استفادت هذه المدارس في غرز الوهابية في عقول الأفغان الصغار وتدريبهم على القتال في الجبهات وانشاء معسكرات تديرها و تدعمها رجال دين معروفين عندها و في نفس الوقت تدعو الى الجهاد والقتال ضد العدو المحتل في كل الدول الإسلامية و تجميع أكبر قدر ممكن من الناس للقتال في أفغانستان لدرجة أن الأشرطة الدعوية انتشرت في الأسواق و أصبحت تجارة لها وكلاء إعلان حتى أنه لم يبقى سوق تجاري أو معرض تجاري كبير لا توجد فيه هذه الأشرطة التي تدعوا الناس الى الجهاد في أفغانستان ودعم الحركات الجهادية هناك فيكاد لا يوجد شيخ سعودي الا وهو متورط شخصيا في انشاء تلك الجماعات التي تقاتل في أفغانستان وتدعمهم بالفتاوى والتشجيع على القتال فقط  واللقاء عند الحور العين فلم يكن عند هؤلاء شيء سوى تلك الأحاديث الجنسية التي لا تستطيع أن تراها الا عندما تموت فقط و بالطريقة التي هم يريدونها منك حتى انتهاء الحرب بهزيمة الإتحاد السوفيتي والخروج من أفغانستان و بعدها بدأت الكارثة  فهم لم يفكروا بتاتا بأنهم خلقوا وحشا لا يعرف شيئا سوى القتل لكي يعيش فبدأت الأصوات في المنابر والأسواق عن طريق نفس رجال الدين الذين لهم أيادي خفية في انتاج هذه الوحوش و بأعداد كبيرة جدا من الصعب السيطرة عليها و اخفائها و تحاول الآن الهروب من المسؤلية فهؤلاء الوحوش تكاثروا وأنجبوا وحوشا بأسماء مختلفة أولها طالبان المسيطرة على أكثر المناطق في أفغانستان فهي أول جيل من هؤلاء الوحوش و القاعدة وبوكو حرام و أخيرا داعش .

الكارثة الثانية التي أنشأتها و تحاول الهروب منها جماعات التبليغ و الدعوة الى الدين السني و تخريج الآلاف من الشيوخ على مستوى العالم ومن جميع الجنسيات و توزيعهم في المساجد حول العالم  التي كانت و ما زالت متورطة في انشاء جيل جديد من هؤلاء الوحوش عن طريق دعوة الناس الى الدين الصحيح واعطاء الناس الأمثلة التاريخية على أنه الدين الصحيح من دون الرجوع الى القرآن والتأكد من صحتها فهم استغلوا عدم قدرة معظم الناس لفهم اللغة العربية ونشروا أفكارهم الرجعية التي حفظوها بالتلقين في الكليات والجامعات

ولقنوها لغيرهم من دون التأكد من صحتها و المصيبة أن معظم هؤلاء الذين يدعون أنفسهم بالعلماء لا يتحدثون اللغة العربية و لا يعرفون قواعدها كل ما يعرفونه فقط ما قرأوها في الكتب التي أعطيت لهم مترجمة لكي يلقنوها لغيرهم كما هي يعني نسخ ولصق كما يحدث في نقل المعلومات في الكمبيوتر.   

اجمالي القراءات 8288