الشائع بين الناس أن النبي محمد عليه السلام معصوم من الخطأ ، و هم يستدلون بقوله تعالى ( و الله يعصمك من الناس )،و يتشبتون و يقرون أنه عليه السلام سحر من طرف الناس ، معصوم من الناس و في نفس الوقت مسحور من الناس ، يــــا ســــلام على عقلية . و بتدبر القرآن الكريم نجد أن الله سبحانه و تعالى يعصمه عليه السلام من الناس و هو يبلغ الرسالة ، و لكن لم يعصمه من نفسه ، قال تعالى ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا و كفى بالله شَهِيدًا ) ، و محمد عليه السلام اختاره الله ليبلغ الرسالة وهو على خلق عظيم ، لذلك وعده الله سبحان وتعالى وقال له ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبك وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مستقيما ) .
لو رجعنا إلى سيرة محمد عليه السلام في القرآن الكريم نجد أن القوم كانوا يعتبرون محمدا عليه السلام بشرا مثلهم ، الكفار من القوم لم يكن لهم مشكلة مع محمد البشر لذلك قالوا له (ايت بقرآن غير هذا أو بدله) أمــا أصحابه فمنهم من كان يخاف فقط أن تنزل عليهم آيات تفضحهم ، ومنهم من كان يجادله أو ينتقده أو لا يبالي بدعوته ، ومنهم من كان يشاوره كما كان هو عليه السلام يشاورهم ، وزوجاته عليه السلام كن يتعاملن معه كزوج ، و كان عليه السلام أحسن الأزواج و كان يسعى لإرضاء زوجاته حتى حرم مـــا أحل الله له ، و ما طلبهن لمتاع و زينة الدنيا إلا دليل على كونه عليه السلام زوجا كريما ، متواضعا ، لا سلطويا ، لا فظا و لا غليظ القلب ، و مـــا هو إلا بشرا يأكل الطعام و يمشي في الأسواق . و لا ننسى أن القوم لم يهتموا بالتعجيل بدفن محمد بعد موته ، كما هناك قولة تقول، من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ،ومن كان يعبد الله فأن الله حي لا يموت .
السؤال الذي يطرح نفسه متى و كيف بدأ تقديس النبي محمد عليه السلام ؟
في عصر التابعين ، وبعد أن أصبحت لهم امبراطوية ، و تفتح العرب على الثقافات الأخرى ، و بدأ أهل الكتاب و الديانات الأخرى يمجدون أنبياءهم ، لم يكن أمام العرب، و قد هجروا القرآن الكريم، إلا أن فعلوا مثلهم ، و أصبح محمد عليه السلام هو الدين وهو محور الذكر والتذكر و التعبد و التمجيد و العروبة و القومية .
ليكن الحوار التالي بين أتباع موسى و أتباع عيسى و أتباع محمد ، يعبر عما وقع .
الموسويون: موسى كليم الله ، كلمه الله تعالى في جبل طور.
المحمديون: محمد حبيب الله ،عرج إلى السماء و كلم الله تعالى في السماء السابعة.
الموسويون: موسى ضرب الحجر فانبعثت منه اثنا عشر عينا .
المحمديون: محمد بسط يده و خرج الماء يجري من أصابعه ، سقى جيشا كاملا.
الموسويون: موسى أنزل الله عليه مائدة من السماء .
المحمديون: محمد من طعام قليل أكل كثير من الناس و ما نفذ الطعام.
الموسويون: موسى أعطاه الله القوة العضلية فهو قوي .
المحمديون: محمد أعطي قوة ثلاثين رجلا في الجماع.
الموسويون: موسى شق بعصاه البحر.
المحمديون: محمد شق القمر بدون عصا.
المسيحيون: عيسى هو المخلص.
المحمديون: محمد هو الشفيع.
المسيحيون: عيسى يبرأ الأكمه و الأبرص و يحي الموتى.
المحمديون: محمد رد عين قتادة بعد عماها و كلمه كتف نعجة بعد طبخه ويسمع الموتى .
المسيحيون: عيسى كان يخبرنا بالغيب.
المحمديون: محمد أخبرنا بالساعة و علاماتها و الجنة و النار و أحوالها.
المسيحيون: سليمان كان يتحكم في الجن.
المحمديون: محمد تمكن من جني و ربطه بسارية المسجد.
مسلسلات الكذب لا تنتهي و ويل لهم لما كتبت أيديهم ، و ويل مما يفترون .