قال: لي هناك أخطاء نحوية في القرآن الكريم ، قلت القرآن الكريم لا يخضع للقواعد النحوية فهو بلسان عربي مبين ، لو كان صحيح ما تقول ، لاحتجت قريش و أهل الكتاب قبلك .
لم يهتم بكلامي وقال في القرآن " إن هذان لساحران " أليس من المفروض أن تكون " إن هذين لساحران "
قلت: لماذا ؟
قال: أليس " إن " أداة نصب و توكيد .
قلت : بلى ، و لكن ما رأيك أن سحرة فرعون لم يكونوا متأكدين بأن موسى و هارون عليهما السلام من السحرة .
قال كيف ؟
قلت: قال تعالى ( قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ، فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) و هذا يدل على أن سحرة فرعون تحاوروا فيما بينهم و اتفقوا على شيء مــا و أسروه بينهم . و بعد فشلهم أمام معجزة موسى عليه السلام ، سجدوا و أمنوا بالله تعالى مرة واحدة قال تعالى (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ) و هذا السجود الفوري ، يفسر و الله أعلم أن الاتفاق الذي كان بينهم، هو ، إذا هزموا موسى عليه السلام ، فهو ساحر مثلهم ، و إذا هزمهم فهو رسول من عند الله تعالى ،
قال: ماذا تقصد ؟
قلت: لما قال سبحانه و تعالى إن هذان لسحران ، لنعلم أن السحرة لم يكونوا متأكدين مما يقولون إذن " إن " في بداية الآية ليس للتأكيد و بالتالي فليست هي حرف نصب ولا توكيد .