هاجم القيادى فى الجماعة السلفية، أبوإسحق الحوينى، كثرة الأحزاب السياسية ووصفها بـ«الظاهرة المرضية»، لأنها لم تضع الإسلام فى برامجها، حسب قوله.
وقال الحوينى، خلال المؤتمر الذى عقد بساحة عمر مكرم أمام جامعة أسيوط وحضره نحو 10 آلاف، إن الله «نهانا عن التحزب، فكل حزب لديه برنامج سينفذه وحصروا الدين فى المساجد وكأننا لا قرآن لدينا ولا رسول».
وانتقد الحوينى من وصفهم بـ«المتحدثين فى الدين بغير علم»، موضحا أن «مصادرنا الإسلامية معرضة للخطر، ولو أن بلاد المسلمين احتلت كلها ولم يبق فيها شبر أهون ألف مرة من أن يسقط صحيح البخارى، لأن أرضنا سنقاتل لتحريرها ولكن سقوط البخارى سقوط للدين».
واعتبر الحوينى «الهجوم على البخارى» بسبب أنه «أسس كتابه على أقوى الضوابط العلمية»، لافتا إلى أن «الله لم يوكل القرآن للمسلمين، ولو وكله لهم لحرفوه كما حرف النصارى الإنجيل وحرف اليهود التوراة».
واتهم الحوينى العرب بـ«الخضوع والذلة لأنهم لا ينتجون احتياجاتهم، فلا نملك المصانع وليس لدينا غير تقفيل الصناعات فقط، لان الغرب أطلق علينا مارد الشهوات وضنَّ علينا بما يرفعنا»، وأضاف: «الحضارة الغربية صنعها فجرة، فالغربى يزنى ويشرب الخمر ثم ينتج، أما العربى يزنى «فيبلط فى الخط» ويشرب الخمر فلا يفيق».
وأشار الحوينى إلى أن «أعداء الإسلام لا يلعبون، ولديهم مراكز علمية لتحليل نفسية العرب وعرفوا أن أكبر داء هو الشهوات فأغرقوهم بها»، مشيرا إلى استضافة الأهرام لكاتب كبير تخطى الـ83 عاما عام 1976، وكان عائدا من باريس وسألوه ما الذى أعجبه فى فرنسا فقال «تبادل الزوجات». وعلق الحوينى: هذه كانت النخبة الذين شكلوا ضمائر الأمة فى القرن المنصرم «ولذلك لم تقم لنا قائمة».
وأضاف الحوينى بأننا فى مرحلة مخاض وتبدو متعثرة، فهل سيولد الجنين طبيعيا أم سنفتح بطن الأم لنخرجه؟ وهل سيخرج كاملا أو ناقصا؟، مضيفا: «نحن فى حالة انفراجة ولكن لا ندرى ماذا سيحدث غدا ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بذلك، فلا أحد يستطيع أن يجيب عن السؤال إلا من يوحى إليه والوحى قد انقطع».
وفى ذات السياق، وزعت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التى يرأسها المفتى الأسبق، نصر فريد واصل، خلال الندوة بيانا حول الأحداث الطائفية بإمبابة أعربت فيه عن أسفها وعزائها للقتلى، وطالبت الحكومة والمجلس العسكرى بالقبض على زمام الأمور بحزم وردع ضد من يحاول الاستهتار بالدماء المعصومة، وضرورة إعلاء سلطة الدولة وإصدار قانون لدور العبادة، ومصادرة الأسلحة وتفتيش الأماكن المتوقع وجود الأسلحة بها.
وناشدت الهيئة الإعلام التحلى بالمسئولية وتحرى الدقة، واستنكرت مسلك بعض الجهات الإعلامية والدينية التى تحمل الدعوات السلفية مسئولية ما يجرى، كما ناشدت الهيئة نصارى مصر بأن ينصتوا إلى صوت الحكمة وألا تستفزهم جهات مشبوهة أو تورطهم فى الاستقواء بجهات أجنبية بما يعود عليهم وعلى البلاد بما لا تحمد عقباه.