بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الله يـُحــبُّ
*****
في صبيحة يوم الجمعة الموافق الثالث نوفمبر2017 أطلت المذيعة من الشاشة الصغيرة لتبشر الإنسانية بأن هذا اليوم قد خصص ليكون " اليوم العالمي للطف – للود " ، أي :
La journée mondiale de la gentillesse.
World Kindness Day
اليوم العالمي للطف أو للود، الذي رأى النور منذ بضع سنين، منذ 2009، وأضافت المذيعة المبشرة بابتسامة عريضة قائلة : فلنتحـلّ بهذا الخلق، أو بهذه الصفة.
وكان هذا الخبر بالنسبة لي مفاجأة طريفة سارة مرحبا بها، ولم تمض بدون أن تفتح الباب لسلسلة من خواطر مزدحمة، ومـنها :
من المفروض أنه لا يمكن أن يختلف اثنان في أهمية وسداد وظرافة هذا الرأي، أو هذا الإقتراح، ومن البديهي أيضا أن يكون الدين في كل مراحله، وبعبارة أخرى، من البديهي أن تكون الديانات كل ديانة ثرية وتزخر بهذه الأخلاق الإنسانية الحميدة الراقية.
وعندما نتأمل شيئا ما، ما ورد في التعليمات والتوجيهات الإلهية عبر الوحي الأخير، عبر أحسن الحديث المنزل" القرآن " سنفاجأ بحجم ووزن الغفلة التي نحن فيها غارقون، لاسيما ونحن معنيون بما نتلوه مثل :
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195
2- (إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].
3- (فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 76].
4- (وَاللَّهُيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].
5- (وَاللَّهُ يُحِبُّالصَّابِرِينَ) [آل عمران: 146].
6- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آلعمران: 148].
7- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
8- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: 13].
9- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة: 42].
10- (وَاللَّهُيُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: 93].
11- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّالْمُتَّقِينَ) [التوبة: 4].
12- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 7].
13- (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [التوبة: 108].
14- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات: 9].
15- (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8].
16- (إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌمَرْصُوصٌ) [الصف: 4].
ثانياً: الآيات التي وردت فيهاعبارة (الله لا يحب) وعددها 16 أيضاوهي:
1- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّالْمُعْتَدِينَ) [البقرة: 190].
2- (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205].
3- (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة: 276].
4- (فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 32].
5- (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 57].
6- (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 140].
7- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا) [النساء: 36].
8- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) [النساء: 107].
9- (وَاللَّهُ لايُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64].
10- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّالْمُعْتَدِينَ) [المائدة: 87].
11- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) [الأنفال: 58].
12- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلّ َخَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: 38].
13- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص: 76].
14- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 77].
15- (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18].
16- (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: 23].
وأما إذا زدنا فتمعنا أن اللطف والود والكلمة الطيبة والقول الحسن، واقتنعنا أن كل ذلك يسمو بالإنسان ويرفعه ويرقى به إلى " الحب " ، وبالمناسبة فإن هناك أغنية فرنسية للفنانة ( سيفيرين – ( Sévérine أدتها واشتهرت في عهد السبعينيات من القرن الماضي مطلعها أن الود واللطف هي الخطوة الأولى المؤدية إلىالحب ، إذا زدنا تمعنا فإننا هذه المرة لا نفاجأ فقط، بل سنصدم بهول حجم ما نجهله، أو ما نحن عنه غافلون، أو نفاجأ بذلك الفقر المدقع الذي نعاني منه وهو " فقرالحب "، بل إن هناك جهلا أعمق ومطبقا وهو: أننا غير متصورين أن الله العلي العظيم الودود الرحمن الرحيم يحب ، وأنه سبحانه وتعالى رسم لنا المعالم التي تؤدي بنا حتما - إن سلكناها حقا - إلى الوقوع في حب، وحب متبادل: حب المخلوق لخالقه، وحب الخالق لمخلوقه –(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗوَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) – آل عمران –
وهكذا، بعد أن نكون أدركنا ماذا يحب الله، وماذا لا يحب، ألا نتساءل عن الحب الحقيقي الذي علينا أن نطمع فيه ونطمح للوقوع فيه ؟
ألا يجب علينا أن نتأمل مليا وبجدية الآيات القرآنية، مثل تلك الواردة في سورة البقرة رقم 125: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ).
إذن فمن الراجح أننا سنستنتج أن الحب، كل الحب، ولا شئ غير الحب ينبغي أن يكون لله وحده لا شريك له، أي أن الحب الحقيقي هو للخالق وحده، وليس لأي مخلوق، ومهما كان هذا الإنسان، وبيننا الدليل القائم الصريح الصارخ وهو أن المخلوق محمــدا عليه الصلاة والتسليم هو نفسه ينصحنا بما كلفه الله العلي العظيم في حديثه الصحيح المنزل الوارد في الآية رقم 31 بسورة آل عمران: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ....).
وبالتالي، فإن رسول الله عليه الصلاة والتسليم ينصحنا بأن نتنافس في الإرتقاء لبلوغ هذا الحب وما أدراك ما هو من-حب- لاسيما عندما يبلغ أوجه ويتوج بحب متبادل بين المخلوق المحب، وبين خالقه الودود الرحمن الرحيم، وأن السبيل الوحيدة المؤدية إليه هي اتباع الرسول الناصح.
******