بسم الله الرحمان الرحيم
حدث في الأيام الأخيرة، غزوات ومعارك، وجرت الدماء أنهارا
وأضطر الحكماء في الموقع للتدخل، باللين تارة وبغيره تارة أخرى، لوقف إطلاق النار.
وحدث هدوء (مشوب بالحذر على رأي الجزيرة) نسبي يلتقط فيه الجميع زمام أنفسهم، وأنفاسهم، ويذخرون أسلحتهم من جديد. وربما يشترون أسلحة جديدة، كاتم صوت، وأسلحة تعمل بالموجات الكهرومغنطيسسة تقتلك ولا تدري ما أصابك.
أنا أفهم أن كل إنسان أيا كان هو مجموعة من الأفكار فلنفسه ولربه ، أما إن أعلنها أصبح مجموعة من المواقف لغيره، وهنا يحدث التماس معهم، وتتحدد معالمه ومعالمهم.
غير أني نظرت طويلا في سبب الإختلاف (الجوهري) وظهرت لي إحدي عوامله الهامة، ألا وهي الكلمة (المفردة) وعدم ثبات معناها لدي الكل، فإما أن يكون هاذا الإختلاف حقيقيا، وهنا لا نستطيع حياله شيئا، وإما أن يكون وهميا، وهنا نستطيع أن نعيده للواقع.
أنا أعتقد، أن المسلمين المستنيرين اليوم، يجب أن يتجاوزوا دراسة الآخر وتفنيده، وأن يصبوا جهدهم معا، في ضبط الكلمة، ومدلولاتها. وهاذا ليس حبسا للدلالة وإنما إطلاقها من عقال الرومنسية والتأويل والشاعرية. مستعينين في ذالك بكل العلوم والنظر في الخلق.
إننا إن لم نستطع ضبط الكلمة، بل والحرف، فلن نستطيع أن نضبط أي شيء آخر.
من الكلمة يتحدد فهمك، ومعتقدك، وإيمانك، ومنها تنقله للآخرين، فهل تريد أن تفهم بالصورة الصحيحة، وتنقل بالصورة الصحيحة؟
مواقفك مع أو ضد تحتاج إلي فقه، منك ومنا، ولما كنا لا نعلم خائنة الأعين، ولا ما تنطوى عليه الصدور، جاز لنا أن نسئلك بدون مواربة، لماذا أنت هنا، و ... (لماذا غير كيف للذين يخلطون بينهما). فإن قلت لي، وفرت عليك وعلينا كثيرا من الوقت والجهد، وربما قال لك من يعجب بأقوالك أرسل لي مقالك علي البريد.
الذين يكتبون أو يعلقون هنا،
إما حريصون على الدين، أو ليسوا كذالك
إما صادقون أو ليسوا كذالك
إما يعلمون أو لا يعلمون
إما مجانا أو بالمال
إما مصلحون أو ليسوا كذالك
وإما ..... وإما .... وإما
نرجو منك أن تقول لنا، في أي (إما) أنت
مقال الأخ فوزي خاطب ضميرك، ليقول لك تواضع قبل أن تنصح غيرك
وهاذا المقال يقول لك أبن وأفصح عن نفسك، كالشمس.
ويقول لك
ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها
قل لنا في أي فئة أنت
ولا تخف .... ونحن لا نخاف