فى رحلتى مع القرءآن العظيم بين مناقش ومجادل وبين من يكفِّر ويسب ويلعن ثم تأتى بعد ذلك المقاطعة
وصف حال المسلمين عبدة الطاغوت - ج1

محمد صادق في الثلاثاء ٢٤ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

وصف حال المسلمين عبدة الطاغوت - ج1

لقد نشرت مقال بعنوان " وصف حال المسلمين فى القرءآن الكريم "بتاريخ 07/10/2017  تحت الرابط الآتى:

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=17334

والآن نحن بصدد وصف حال المسلمين عبدة الطاغوت:

مقدمة:

فى رحلتى مع القرءآن العظيم بين مناقش ومجادل وبين من يكفِّر ويسب ويلعن ثم تأتى بعد ذلك المقاطعة وإلقاء التهم والتشكيك فى معتقداتى وإيمانى والتشويش وإساءة السمعة بين الأهل والأصدقاء حتى ينفروا من الحديث معى فى هذا الموضوع. فقررت أن أفضفض عن ما يكنه صدرى من حزن وأسف على الذين عماهم التراث وأقوال المشايخ والفقهاء وأبعدهم عن الحق ، فما بعد الحق إلا الضلال. فتذكرت قول الله سبحانه "... فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ  (سورة فاطر 8) فقلت الحمد لله رب العالمين.

 ولم يتعظوا ويتدبروا فى آيات الله البينات حين قال رسول الله محمد عليه السلام وهو ينادى ربه شاكيا حال المسلمين يوم التغابن "  وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُواهَذَا الْقُرْءآنَ مَهْجُورًا (30) الفرقان

والآننعود إلى القرءآن العظيم مرة ثانية لنرى وصف حال المسلمين عبدة الطاغوت من القرءآن حصريا.

والسؤال الآن لماذا قال رسول الله أن قومه إتخذوا هذا القرءآن مهجورا... كيف إتخذوه مهجورا، ولم يقل " هجروا القرءآن" ؟

نرجع إلى الآيات التى تسبقها فالله سبحانه فصل هذا الكتاب العظيم تفصيلا وصدق الله سبحانه حين قال" مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ " الأَنعام38 وقال أيضا {.... وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا } (سورة الإسراء 12)

الآيات مع قليل من التعليق:

  وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)

هنا يشير الله إلى يوم التغابن.

 وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) فما هو سبيل الرسول الذى لم يتخذه ... القرءآن العظيم.

يَا وَيْلَتَىلَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لماذا ؟  أنظر إلى التعبير" يَا وَيْلَتَى"... الويل كل الويل، والويل تدل على العذاب والهلاك . أدرك أنه واقع به عذاب وهلاك فحدد السبب أنه إتخذ فلانا خليلا ... فماذا فعل هذا الفلان الخليل ؟

 لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) أنظر إلى دقة التعبير القرءآنى " أضلنى " و " بعد إذ جائنى " فكلمة الرسول عليه السلام " إتخذوا " لأن الضلال جاء بعد وصول الذكر إليه ...لذلك قال الرسول:

 وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْءآنَ مَهْجُورًا (30) إتخذوه مهجورا بعد أن جاءه فجاء شيطان الإنس "فلان" أخرجه من دائرة سبيل الرسول وواضح هنا بدون نقاش أن سبيل الرسول هو القرءآن العظيم لا غير.

هنا العليم الخبير وضع النهاية لهذه القصة لنتدبر ونتعظ وأقول معظم المسلمين عبدة الطاغوت غفلوا عن الوصول إلى المغزى من وراء هذه القصة فقال سبحانه :

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) هنا الوصف القرءآنى لكل من يقع فى هذا ويضل غيره فهو فى كتاب الله " عدوا من المجرمين ". "

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) } (سورة الفرقان 25 - 33)

قال الذين كفروا... كفروا بالقرءآن ... ثم جاء وصف لهذا القرءآن العظيم بأنه أحسن تفسيرا ... فمن الذى يدعى أنه يفسر أحسن التفسير ؟ وهذا الذى هو أحسن تفسيرا، الذى فسره وأعلن صراحة بذلك هو العليم الخبير .

الآن .. تعالوا بنا نستعرض بعض من حوار دار بينى وبين أحد الأحبة ...ولنسميه " فلان ".

قال لى فلان: لكى تكون من المسلمين عليك بنطق الشهادتين ...قلت أنى معتقد بأ نها شهادة واحدة ولدى الدليل فما هو دليلك؟.

فلان: دخلنا فى معمة العنعنة وقيل وقال وسمعت من فلان الله يرحمه وهذا سمعه من فلان أيضا الله يرحمه.....الخ هذه المتاهة.

قلت: هل قرأت الاية الكريمة فى سورة آل عمران رقم 18 والذى تقول: " { شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  } (سورة آل عمران 18

فلان: أين شهادة الرسول ... إذن فأنت تكفر بالرسول ...

هنا بدا أخلاق من لا له خلاق وإنهالت التهم والسباب حتى وصل به إلى القطيعة بالرغم أنه من اولى القربى والذى بينى وبينه صلة الرحم.

الله جل وعلا كما وصف الأولين والآخرين كما جاء فى المقال السابق ذكره فى المقدمة فأيضا جاء وصف شامل وحازم للذين أسميهم "عبدة الطاغوت" والطواغيت فى التدين الأرضى الذى يتبعه معظم المسلمين ومنذ قرون مضت إلى يومنا هذا لا تعد ولا تحصى .

يقول رب العباد عن الذين لابد أن يشركوا مع الله شيئ آخر فيقول سبحانه وتعالى:

{ ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } (سورة غافر 12

إشفع تشفع وإسأل تعطى... عبارة جميلة ورخصة بدون رابط إفعل ما تشاء وفى النهاية هناك شفاعة مضمونة هى شفاعة الرسول محمد ... مبروك يا حاج ...

ماذا يقول رب العباد فى هذا وأعتقد أن من أكابر شياطين الإنس أنهم على دراية كاملة بهذه الايات ولكن قد أعمت قلوبهم الدنيا وما فيها ونسوا يوم التغابن:

{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ( الأَحقاف 9

قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" الأَعراف 188

قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ  (يونس 49

إطاعة الرسول عليه السلام... يقول عُباد الطاغوت يجب إطاعة كل ما قاله الرسول سواءا وحيا أو من عندِه فهو لا ينطق عن الهوى...ويقصدوا إتباع القرءآن والسنة المطهرة وهى عبارة عن الأحاديث النبوية والذى إتخذوا منها كلمة سنة الرسول.

هنا سوف لم أتدخل فى تدبر آية لا ينطق عن الهوى ولكن سأركز على شيئين أولهما هو مصطلح القرءآن والسنة وثانيهما هو الإطاعة والإتباع.

اولا : مصطلح القرءآن والسنة:

دائما نسمع هذا المصطلح الذى يعتبر سلاح لكل من يعارضه أو لايعترف به فهنا يكون التكفير بالرسول شخصيا ولا أدرى كيف تم الجمع بين هذا المصطلح الذى إختلقه البشر لمصالح دنيوية وعلاقته بالكفر بالرسول الكريم. ثم المصطلح ذاته تكَوَّن من كلمتين هما القرءآن والكلمة الثانية هى السنة. بينهما حرف العطف "و" فهم على علم ودراية كاملة أن القرءآن الكريم كتاب سماوى من لدن حكيم خبير وله قدسيته لذلك أرادوا أن يضيفوا قدسية لكلام البشر مع قدسية القرءآن فجاءت العبارة " القرءان و السنة " حتى تأخذ كلمة السنة جزءا من قدسية القرءآن الكريم بوضع حرف العطف " الواو" وحاشا لله أن يكون لكلام البشر له قدسية القرءآن الكريم فهذا فى نظرى كذب وخداع وإضلال الناس وإبعادهم عن كتاب الله وآياته البينات التى لا تحتاج إلى سنة أو غيرها.لا اريد أن استفيض أكثر من ذلك.

ثانيا: الإطاعة والإتباع:

 نكتفى بهذا فى الجزء الأول - حتى لا يطول الحديث أكثر من اللازم - فلنا لقاء مع الجزء الثانى الذى يبدأ بالإطاعة والإتباع  إن كان فى العمر بقية.

صدق الله العظيم...

 

 

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 9850