عن التشريعات الخاصة بالنبى محمد وأزواجه
مقدمة : جاءنى هذا السؤال : ( دأب أهل السنة على القول بوجود أحكام خاصة بالنبي محمد عليه الصلاة و السلام دون سائر المسلمين مثال ذلك تشريع الخمس وعدد أزواج النبي و الصدقة. ما رأي أهل القرآن في ذلك . ) . أقول :
أولا : الأحكام الاسلامية الخاصة بالنبى وأزواجه هى مؤقتة بوقتها، وجاءت كلها فى سورة الأحزاب ، وهى :
1 ـ ـ وكان منها أن يتزوج بلا صداق ، الصداق فريضة على الرجل فى الزواج . نزل إستثناء مؤقت للنبى محمد بأن يتزوج بلا صداق ممّن تريد الزواج منه بأن تهبه نفسها ، وفى مقابله تم تحريم أن يتزوج بعدها أو أن يستبدل زوجات : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاَّتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (50) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَوْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً (51) لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً (52))
2 ـ زوجاته هن أمهات المؤمنين:( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )(6))
3 ـ ـ تحريم أن تتزوج إحداهن بعده : ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53 ))
4 ـ مضاعفة الأجر لأزواج النبى فى حالة التقوى ، وأيضا مضاعفة العقوية لهن فى حالة الزنا المثبتة بالدليل : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31))
5 ـ تشريعات خاصة لهن بالحشمة فى طريقة حديثهن مع الناس وفى ملابسها ،وألا تخرج إحداهن من بيتها ، وأن يتفرغن لقراءة القرآن والعبادة :( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34))
6 ـ تشريع للمؤمنين المعاصرين للنبى وقتها بعدم دخول بيوت النبى إلا بعد إستئذان ومع مراعاة الآداب ، وهم فى بيوت النبى لا يطلبون شيئا من نسائه إلا من وراء حجاب ، وإستثناء المحارم لهن من هذا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55) الأحزاب ).
ثانيا : تحريف السنة لهذه التشريعات :
1 ـ طبقا للثابت من تاريخ الخلفاء ( الراشدين ) فإن عائشة هى التى قادت أول حرب أهلية فى تاريخ المسلمين . رب العزة جل وعلا أمر أزواج النبى بالاعتكاف فى بيوتهن وعدم الخروج منها . عائشة عصت أمر الله جل وعلا ، خرجت من بيتها لا لتعمل عملا صالحا بل لتشعل أول حرب فى تاريخ المسلمين ، تسببت فى قتل أكثر من عشرة آلاف حول الجمل الذى ركبته فى معركة منسوبة الى جملها ( معركة الجمل ) . ومن وقتها ـ وحتى الآن ـ دخل المسلمون ) نفق الفتنة الكبرى ولحروب الأهلية ، ولم يخرجوا منه .
2 ـ الدليل أن عائشة أصبحت أحد معالم دينى السُّنّة والشيعة . الدين السُّنّى يقدسها بدلا من أن ينقدها ، وآلاف الأحاديث نسبوها اليها . بينما الشيعة يكرهونها ويكفّرونها ويجعلون لعنها ولعن أبى بكر وعمر وعثمان وعمرو ومعاوية وأبى هريرة والزبير وطلحة شرطا فى دخول دين التشيع ، وهو التبرى من هؤلاء ،بالإضافة الى الشرط الآخر وهو موالاة ـ اى تقديس من أسموهم بآل البيت ( فاطمة الزهراء وعلى وبنيه ). وندخل بهذا على تحريف الشيعة :
ثالثا : تحريف الشيعة لهذه التشريعات:
1 ـ خلافا للقرآن الكريم إعتبر الشيعة أن فاطمة بنت النبى وعليا وبنيه هم آل البيت ، أو أهل البيت . وهذا يخالف القرآن الكريم . أهل بيت النبى أو آل بيت النبى هن زوجاته . يقول جل وعلا فى حطاب مباشر لأزواج النبى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34)). وبيوت النبى فيهن أزواجه ، وهذا مفهوم من قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53)الاحزاب). وهو نفس ما قيل عن إمرأة الخليل ابراهيم عليه السلام :( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)هود ). قال لها الملائكة : ( أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ).
2 ـ بنى الشيعة على هذه الأكذوبة ( آل بيت النبى هم ذرية على وفاطمة ) أُكذوبة أخرى قاموا فيها بجعل ( آل البيت ) هم ذوو القربى من النبى ، وجعلوا لهم الخُمس فى الغنائم فى قوله جل وعلا :( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ )(41) الانفال ) وأن لهم الخمس فى توزيع الفىء ، فى قوله جل وعلا : ( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) (7) الحشر ) . وهذا خطأ فاحش لأنّ :
2 / 1 : تطبيق هذا التشريع يستلزم تحديد من هم ذو القربى المستحقين لهذا الخمس . ولو كان تعبير ( ذو القربى ) يعنى ذوى القربى من النبى فقط فسيكون من الخطأ الفاحش إغفال بنى هاشم ، خصوصا العباس عم النبى ، أى هو الأقرب للنبى من ابن عم النبى (على بن أبى طالب ) . ثم تعبير ذى القربى مدلول واسع وغير محدد يشمل الهاشميين جميعا وليس مجرد الطالبين ( ذرية أبى طالب ) أو العباسيين ذرية العباس ولا ننسى ذرية أبى لهب ، بل هو يمتد من عصر النبى وما بعده . فكيف يمكن حصر ذوى القربى للنبى من جميع بنى هاشم حتى وقتنا حتى نعطيهم حقوقهم المالية ؟
2 / 2 : وحتى هذا مخالف لتشريع الميراث . فإن عليا بن أبى طالب ليس له أن يرث شيئا من تركة النبى لأنه ابن عمه . الذى له أن يرث هو العباس عم النبى فهو الأقرب للنبى ( العم أقرب من ابن العم ) . وإذا كان لفاطمة أن ترث أباها فليس لإبنيها الحسن والحسين حقا فى تركة جدهما لأمهما محمد عليه السلام. أى تكون تركة محمد عليه السلام كالآتى:(الثمن ) للزوجات والنصف لفاطمة ، والباقى للعباس .
2 / 3 : توزيع الغنائم فى موقعة بدر ليس له علاقة بأقارب النبى ، يكفى أن نتدبر قوله جل وعلا : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) الانفال ). واضح فى السياق أن الحديث عن موقعة بدر الموصوفة فى الآية بأنها (يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ) وتم تحديد مكانها بالضبط (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ) وتحديد الهدف منها (وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ). خُمس الغنائم لرب العزة جل وعلا ولرسوله ـ أى إبتغاء مرضاة الله ، ويتم توزيعه على خمسة أخماس : لله ورسوله أى للدعوة والجهاد ، ثم لذوى القربى ( أقارب المقاتلين ) واليتامى والمساكين وأبناء السبيل .وأربعة الأخماس الباقية للمقاتلين . لو كان توزيع الخمس لأقارب النبى أو ذوى قرباه لواجهتنا مشكلة مضحكة : ماذا عن أقاربه الكافرين ؟ وقد كان منهم عمه العباس الذى حارب النبى والمسلمين فى بدر ووقع اسيرا ، وكان منهم أبو لهب الذى مات كمدا حين علم بهزيمة قومه فى بدر ؟ .!
2 / 4 : توزيع الفىء أيضا ليس له علاقة بأقارب النبى . هم نفس المستحقين ونفس التوزيع فى قوله جل وعلا:( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر ). ونعيد القول بأنه : خُمس الغنائم لرب العزة جل وعلا ولرسوله ـ أى إبتغاء مرضاة الله ، ويتم توزيعه على خمسة أخماس : لله ورسوله أى للدعوة والجهاد ، ثم لذوى القربى ( أقارب المقاتلين ) واليتامى والمساكين وأبناء السبيل .وأربعة الأخماس الباقية للمقاتلين . لو كان توزيع الخمس لأقارب النبى أو ذوى قرباه لواجهتنا مشكلة مضحكة : ماذا عن أقاربه الكافرين ؟ وقد كان منهم عمه العباس الذى حارب النبى والمسلمين فى بدر ووقع اسيرا.!!
2 / 5 : ومن إفتراءات الشيعة المضحكة تأويلهم قوله جل وعلا : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )(23)الشورى)، يزعمون أن مودة آل البيت واجبة ، يجعلون القربى هم على وفاطمة وذريتهما . هذا يتناقض مع الحقيقة القرآنية التى تؤكد أن النبى ـ أى نبى ـ لا يطلب أجرا . وتكرر هذا فى قوله جل وعلا :( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ (72)يونس) (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) الانعام ) (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (51)هود) (وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104) يوسف ) (أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) الطور) (أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) القلم ) (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) (127) (145 )( 164 )( 180 ) ( الشعراء) (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) يس ). غاية ما هنالك أن يطلب النبى أن يكون أجره هو للشخص نفسه : (قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) سبأ )، أى أن يكون الأجر أن يهتدى الشخص نفسه : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (57) الفرقان ). وعليه فإن مودة القربى فى ( الآية 23 ) من سورة الشورى تعنى القربى للشخص نفسه ، وليس أقارب النبى . فهذا تشريع عام فى الزمان والمكان ، حيث يوجد الشخص وأقاربه . وحيث يستحيل حصر المنتسبين بزعمهم للنبى ، وهم أشهر الكذابين ، زاعموا ( النسب الشريف ) أو من يسمون أنفسهم ( أشراف ) . وقد دحضنا هذا الزعم الكاذب السّام فى مقال منشور هنا .
رابعا : بالمناسبة : ما هو حق ذوى القربى ؟
ذوو القربى هم أقاربك . ولهم حقوق منصوص عليها فى القرآن الكريم فى :
1 ـ فى الميراث. إذ يرث الأقربون فقط ، وهم أقرب الأقارب. من عداهم من أصحاب القرابة البعيدة هم ( أولو القربى ) ، لهم حق الصدقة إذا حضروا القسمة : ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (8) النساء )
2 ـ حق الصدقة الفردية والاحسان اليهم طاعة لقوله جل وعلا : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة ) ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36) النساء ) ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل )( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) الاسراء )( وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) النور )( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38) الروم ).
3 ـ ودائما : صدق الله العظيم .!!