بطلان أصول علم الحديث
ولا يصح أن يكون مصدرا للتشريع
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلم الحديث أسس وأصول قام عليها من بينها علم الرجال والجرح والتعديل....كذا مبدأ عدالة الصحابي، وهو ما يعني بان الحديث طالما وصل إلى صحابي فهو صحيح ويسمونه حديث موقوف، بل وأجبرنا السادة الفقهاء على الترضي على كل الصحابة طالما تم ذكر اسم أحدهم.
لكن تعالوا نزن ذلك الأمر [عدالة الصحابي] وفق ميزان القرءان لتعلم حقيقة بطلان علم الحديث، وإن كنت أعلم بفقدان غالبية المسلمين التأثر بآيات القرءان، لكنه دستور الحساب يوم القيامة لمن يقنعون به ومن لا ينتبهون له.
1. وأود أن أذكر بان هناك منافقين كان يعلمهم رسول الله من خلال أعمالهم، كالذين كانوا يتركونه للتجارة أو اللهو بينما هو قائم يخطب بين الناس...فكان يراهم ويعلم ما بنفوسهم ويعرفهم....فهل مثل هذا يكون من العدول الذين يؤخذ عنهم الحديث والشريعة!!!.
{ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{11.
2. بينما كان هناك منافقون لا يعلمهم رسول الله بنص قرءاني محكم، فكيف نقول نحن بعدالة كل الصحابة إلا إن كفرنا بهذه الآية...
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101.
فهل أمثال هؤلاء يؤخذ عنهم الحديث والحلال والحرام بينما يتوعدهم الله بالعذاب مرتين....وكيف بكم تقولون بعدالة كل الصحابة وتلك الفئة منهم موجودة وقائمة وتجبروننا أن نقول عنهم [رضي الله عنهم]؟.
3. وهناك الصحابة الملاعين الذين لعنهم الله ووعدهم بالخلود في جهنم، وهم من قتلوا بعضهم البعض...فكيف تأخذ الحديث النبوي من صحابي ملعون توعده الله بالخلود في النار، وذلك لقوله تعالى:
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93.
4ـ وهناك الذين كانوا يبدلون قول رسول الله وذلك لقوله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء81.
فإذا كان الله قد امر النبي بالإعراض عنهم فكيف لا نعرض نحن عنهم بل ونقبل الحديث من كل الصحابة ونقول بأنهم جميعا عدول...بينما هم يبدلون قول الرسول بنص قرءاني!!.
5. • ويقول سبحانه: ....لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون بالمدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا 60 الأحزاب.....
فمن الصحابة أصحاب قلوب مريضة ومنافقون ومرجفون، لا يستطيع أئمة الحديث تمييزهم لكنهم أخذوا عاطلهم في باطلهم وقالوا بأن كل الصحابة عدول.
6. ويقول جل في علاه: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون,,,,,1المنافقون....
7. وهناك صحابة انقلبوا على أعقابهم بعد وفاة الرسول لقوله تعالى:
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم.144 آل عمران........
8. ومنهم من كان يتهكم على رسول الله حيث يقول تعالى {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }محمد16.
فهل أمثال هؤلاء يكونون عدول ونأخذ عنهم ديننا.
9. كما تم نقل الحديث النبوي عن أطفال ليسو عدولا :
لقد كان من نتيجة تلك القاعدة أن تم إنشاء معصومين جدد غير رسول الله وهم الصحابة جميعا بما في ذلك الأطفال منهم كابن عباس فهل الأطفال يكونون عدولا!!!!!؟؟؟؟ .
1. عبد الله بن عباس: قيل إنه لم يسمع من النبي إلا ما بين 4 ـ 20 حديثا وكانت سنُّهُ عند وفاة الرسول عشر سنوات، ومع هذا روى عنه 1660 حديثا وكان يُلَقَّبْ بحَبْرِ الأمة (أي العالم الكبير).
2. أنس بن مالك كان غلاما صغيرا (حوالي عشر إلى إثنتي عشرة سنة) حين توفي الحبيب r، ومع هذا فقد روى عنه ألف ومائتين وستة وثمانين حديثا.
3. أبو سعيد الخدري كان أيضا غلاما صغيرا (حوالي 10ـ12 سنة) حين وفاة النبي لكنه روى عنه 1170 حديثا. وحقا, قالت السيدة عائشة "ثم وما علم أبي سعيد وأنس بأحاديث رسول الله r وإنما كانا غلامين صغيرين" (راجع, المعجم الكبير ج1 ص249).
4. جابر بن عبد الله وكان طفلا يخدم النبي روى عنه 1540 حديثا.
5. النعمان بن بشير كانت سنُّه ثماني سنوات.
6. مسلمة بن مخلد كانت سنُّه عشر سنين.
7. عبد الله بن الزبير كانت سنُّه تسع سنين.
8. المسور بن مخلد كانت سنُّه ثماني سنوات.
9. الحسن بن على كانت سنُّه ثماني سنوات.
10. الحسين بن على ( شقيق الحسن ) كانت سنُّه سبع سنوات.
وهكذا فإن هؤلاء جميعا تصدوا للرواية عن رسول الله ولم يكونوا قد سمعوا الحديث من فم الرسول، لكنهم كانوا يروون بطريق الإرسال، وهكذا تم تدوين الحديث لمن قلنا عنهم كبار الصحابة بينما حقيقتهم أنهم كانوا صغار الصحابة.
المرجع كتاب الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي، ومقدمة ابن الصلاح لمؤلفه تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح.
وبالنهاية والخلاصة أنه لا يصح أن تكون السنة مصدرا من مصادر التشريع وبخاصة أنها لو كانت مصدرا للتشريع لحرص الرسول على تدوينها ولحرص الخلفاء الراشدين بعده على جمعها...وكل ذلك لم يحدث...مما يدلل على أنها بدعة دخيلة على التشريع فما يكون التشريع إلا لله.
وسأكتفي بذكر ما سبق ليتبين القارئ فساد أصول جمع الحديث النبوي وبخاصة أنه لم يسمع أخد من أصحاب كتب الصحاح شيئا من أي صحابي لأنهم كانوا جميعا أموات حال جمع الحديث...فما رأيكم بعلم الديث الذي تقدمون مروياته على القرءان، بل وتستنبطون منه الأحكام التي تسمونها شرعية.
مستشار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي