المقاومة الإيرانية تطالب تواجد ممثلي يونامي في أشرف لمنع تنفيذ المؤامرة وإراقة الدماء

في الأربعاء ٠٤ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

احتلال مخيم أشرف – بيان رقم 94

سفارة النظام الإيراني في بغداد تعمل على حشد عملاء المخابرات وقوة «القدس» التابعتين لحكام إيران يوم الجمعة المقبل ونقلهم إلى مخيم أشرف

المقاومة الإيرانية تطالب تواجد ممثلي يونامي في أشرف لمنع تنفيذ المؤامرة وإراقة الدماء

 

بعد ما يقارب شهرًا من مجزرة سكان أشرف يوم 8 نيسان (أبريل) 2011 بحجة واهية وهي استرداد أراض زراعية، وفي الوقت الذي لا تزال فيه الحكومة العراقية تمنع دفن جثامين الشهداء الـ 35، تنوي سفارة النظام الإيراني في بغداد وبالتنسيق مع لجنة قمع أشرف المؤتمرة بإمرة رئاسة الوزراء العراقية أن تنظم يوم الجمعة القادم  6 أيار (مايو) 2011 وفي الجناح الشمالي المحتل لمخيم أشرف مهزلة تحت يافطة «أهالي المنطقة» بواسطة العملاء المأجورين لقوة «القدس» الإْرهابية ووزارة المخابرات سيئة الصيت في النظام الإيراني لتوهم بأن «المواطنين العراقيين» يدعمون حمام الدم في أشرف ويطالبون بشن هجمات ومجازر لاحقة. إن الهدف من رد الفعل السخيف هذا تجاه حملة الإدانات الدولية هو إثارة مواجهات وصدامات في محاولة لتمهيد الطريق لمواصلة سفك الدماء.

إن الحرسي دانايي فر سفير النظام الإيراني في العراق والذي هو نفسه من قادة قوة «القدس» الإرهابية كلف عناصر سيئة الصيت لوزارة مخابرات النظام ومنها ناصري ونوبخت وحاج علي العاملين في سفارة النظام الإيراني في بغداد بحشد المأجورين العراقيين للمشاركة في هذه المهزلة بأي طريق كان بما في ذلك بدفع مبالغ طائلة من المال لهم.

إن عملاء النظام الإيراني المعروفين جبار المعموري ونافع العيسى وعدي الخدران وطه درع ومنى العميري وصادق الحسيني وأبو محمد الخالصي من فيلق 9 بدر ومن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يعملون في هذه الحملة مع سفارة النظام الإيراني في بغداد. وقد طلبت سفارة النظام الإيراني من فيلق 9 بدر والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن يرسلوا عناصرهم بالملصقات واللافتات في يوم الجمعة القادم إلى الموقع ليقوم الصحفيون والمراسلون المجندون بتغطية إعلامية لتجمعهم وأعمالهم. وقد تمت استئجار ما يكفي من حافلات كبيرة وصغيرة لينقلوا عناصر النظام من الناصرية والكوت والمدن العراقية الأخرى إلى مخيم أشرف بالتنسيق مع رئاسة الوزراء العراقية.

وفي الوقت نفسه تم تكليف الإرهابي المفضوح هادي العامري الذي تم في وقت سابق نشر الوثيقة الخاصة لتقاضيه الراتب الشهري من فيلق حرس الثورة الإسلامية التابع للنظام الإيراني وذلك برقم الحساب المصرفي المحدد له بأن يقوم بجمع التواقيع من أهالي محافظة ديالى ضد سكان مخيم أشرف، وهو زار سفارة النظام الإيراني في بغداد عدة مرات بهذا الهدف وتلقى الأوامر اللازمة من السفارة.

ومن جهة أخرى قامت لجنة قمع أشرف وباستخدام قوات كتيبة الهندسة للفرقة الخامسة من الجيش العراقي بإعداد عدة مواقع مرتفعة على السواتر الترابية ليستخدمها العملاء خلال مهزلتهم يوم الجمعة المقبل. وسيحضر الموقع ممثلون عن المالكي للإشراف على الأمور وإصدار الأوامر اللازمة ميدانيًا.

إن المقاومة الإيرانية إذ تحذر من النوايا الشريرة لنظام الملالي الحاكم في إيران وعملائه في العراق لارتكاب مجزرة جديدة في أشرف، تطالب الأمين العام للأمم المتحدة والسيد إد ميلكرت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق والسفارة الأمريكية والقوات الأمريكية والبعثات الدبلوماسية في العراق خاصة بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي باتخاذ إجراءات عاجلة ورادعة تجاه هذا التأليب والحشد المقيت الدامي والشائن للقوى في يوم الجمعة ضد سكان مخيم أشرف. كما وعلى ممثلي بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وفريق المراقبة التابع للقوات الأمريكية أن يتواجدوا في الموقع اعتبارًَا من ليلة الخميس على الجمعة.

 

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية –  باريس

3 أيار (مايو) 2011


 

 
 

 

لضابط العراقي المدعو الرائد ياسر وقال لي : من أجل انقاذ حياة «صبا» اترك المقاومة سأوفر أفضل الامكانيات حاليا لعلاجها ثم أرسلك أنت واياها الى أرقى البلدان مثل فرنسا أو أي مكان آخر تريد... ولكن ردنا قد أكده الامام الحسين قبلنا حيث قال «هيهات منا الذلة» 

 اني رضا والد «صبا». أود أن يقرأ هذه الرسالة جميع المؤسسات والافراد المعنيون بحقوق الانسان ليقولوا ما هي حصة «صبا» من حقوق البشر أو حقوق الانسان؟

يوم السبت 9 نيسان 2011 وحوالي الساعة الخامسة والنصف صباحاً وبينما كان في المستشفى جنديان يراقبانني مثل سجين وأنا أبحث عن قنينة دم من هنا وهناك لانقاذ حياة «صبا» جائني الجندي الثالث وقال لي «توفيت ابنتك».

هرعت الى قسم «العناية الخاصة» في المستشفى ببغداد فوجدت أن لون صبا قد ابيض وجميع علائم الحياة قد غابت عنها وطارت دون رجعة وهذه كانت نهاية محاولة استغرقت 14 ساعة.

ومنذ اللحظة التي اصيبت «صبا» خلال الهجوم الوحشي لقوات المالكي على مخيم اللاجئين العزل في أشرف في القسم العلوي لرجلها وانقطع الوريد وانكسر العظم الرئيسي، فاني بذلت كل جهدي لاثارة ذرة من الاحساس الانساني لدى سفاحي المالكي الذين ينتحلون مهنة الطبيب والحماية وكلفهم المالكي علينا على أمل أن تبقى «صبا» حية ولكنني سرعان ما أحسست أنهم أسسوا نفقاً جهنمياً لقتل كل من لم يستطيعوا أن يقتلوه في الميدان ولكن بالشكل البطئ ووضع نقطة نهاية في عمره.

من مستشفى ما يسمى بالعراق الجديد في أشرف الى الشارع الرئيسي الذي يؤدي الى بعقوبة تقترب المسافة الى حوالي كيلومترين، تم ايقافنا خلاله سبع مرات وفي آخر نقطة تفتيش قلت للرائد العراقي الذي أوقفنا دون مبرر وأراد أن يعيد الأفراد المرافقين للجرحى الى أشرف وبلغة التذكير ان حالة «صبا» حرجة وينبغي فتح الطريق للحركة بسرعة فهمس عند رفيقه قائلا: ما أحسن ذلك اننا نريد أن يموتوا كلهم. وبعد ساعتين وصلنا الى الشارع الرئيسي وهذا كان أول نقطة لقتل الوقت. ثم أخذونا الى مستشفى بعقوبة بينما كان الدكتور عمر خالد رئيس المستشفى الواقع في أشرف يعرف أن العملية الجراحية التي تحتاجها «صبا» تجري في بغداد فقط، لذلك ارسالنا الى بعقوبة كانت المحطة الثانية لسناريو قتل الوقت وعندما أكد الأطباء في بعقوبة يجب نقل «صبا» فورا الى بغداد، فهذه الكلمة تلقفها جلادو المالكي ليجعلوها ذريعة لخلق مشهد آخر من القسوة حيث جاءنا الضابط العراقي المدعو الرائد ياسر وقال لي : من أجل انقاذ حياة «صبا» اترك المقاومة سأوفر أفضل الامكانيات حاليا لعلاجها ثم أرسلك أنت واياها الى أرقى البلدان مثل فرنسا أو أي مكان آخر تريد.

تذكرت في الفور سجن ايفين وعمليات الاستجواب في عام 1981 وكانت «صبا» أيضا ذات معرفة منذ طفولتها بجدران وأجواء السجن وأصوات المعذبين حيث كانت تصحو وتنام على صرخات التعذيب. وأخيراً وبعد مضي عهد الطفولة في العذاب والمعاناة خرجنا من ايران وجئنا الى أشرف ثم وبعد مدة أرسلنا «صبا» وشقيقتها الى ألمانيا حيث كانت جميع امكانيات الدراسة والعيش الرغد متوفرة لها الا أنه على ما يبدو فان صوت التعذيب كان يصطحبها على مدى سنوات عمرها حيث تحول فيما بعد الى صوت لتعذيب جميع أبناء الشعب الايراني على أيدي نظام ولاية الفقيه وهذا ما دفع «صبا» الى التحرك والجهاد من أجل تخليص البلاد.

وأخيراً انتخبت «صبا» أشرف للبقاء حيث أخذ عشاق درب تحرير ايران ملجأ لهم والآن «صبا» المصابة بالرصاص وبعد ما لعبوا بنا لمدة نصف يوم للعلاج من أشرف الي بعقوبة وبينما كانت تذوب أمام أعيني مثل الشموع اثر نزف الدم الباطني واجهنا نحن الاثنان مرة أخرى أمام اختبار آخر.

ولكن ردنا قد أكده الامام الحسين قبلنا حيث قال «هيهات منا الذلة» لذلك قلنا للضابط العراقي اننا في العراق لا نتوقع امكانيات أكثر مما يتمتع به العراقيون ومن الأفضل لك أن تستخدم تلك الامكانيات الخاصة لنفسك وأن توصلني بسرعة الي بغداد فقط وهذا الرد كان كافياً ليتابع العدو قتل «صبا» بطريقة القتل ببطء على شكل قتل المزيد من الوقت بحيث وبعد قرابة 14 ساعة من نزف الدم الباطني دخلت «صبا» غرفة العمليات الجراحية في الساعة التاسعة ليلاً وبينما لم يسمح لي بالتحرك وطلبوا مني أن أعد لها الدم ونتيجة هذا النفق للتعذيب لم تكن الا استشهاد «صبا» وستبقى معاناتها وجرحها علي وجهها وهي في حالة الغيبيوبة تتنفس بصعوبة لساعات طويلة ماثلة في ذاكرتي.

الجناة لم يسلموا حتى جثتها لي كونهم يريدون استخدامها كورقة أخرى لممارسة التعذيب بحقي وبحق شقيقتها.

وهل سمع أحد صوت «صبا»؟ أين حصة «صبا» من حقوق الانسان وحقوق البشر؟ و كيف حصة أخوات واخوة «صبا» في أشرف؟ يا ترى هل هناك خلف عبارات مثل «اتفاقية جنيف الرابعة» و «حقوق اللاجئين» و «مبدأ آرتوبي» و «حقوق الانسان» ضمائر حية حتى تسأل لماذا؟ لماذا يسفك المالكي و بأمر من نظام الملالي الحاكمين في ايران دماء المجاهدين ولم ينبس أحد بكلمة؟ألم تسمعوا صوت «صبا»؟ انها قالت في آخر رسالتها اننا نقف حتى آخر اللحظات من عمرنا ونتحدى حتى آخر أنفاسنا.

«صبا»: نقف حتى آخر اللحظات من عمرنا ونتحدى حتى آخر أنفاسنا.

نعم اننا نفتح طريقنا بالاصرار والتمسك بمبادئنا، ولكن ماذا أنتم فاعلون..؟

رضا هفت برادران (والد صبا)

ash_1102022  

رضا هفت برادران

 

يقال انواع الحديث عن مفارقة الروح للجسد

وإنني رأيت بأم اعيني الروح تفارق جسدي

سعدي الشيرازي الشاعر الإيراني

 

في الساعة الخامسة والنصف صباحا يوم السبت 9 أبريل من غرفة الرعاية الخاصة خرج احد من حراسي الثلاثة العسكريين في مستشفى عدنان في بغداد وقال لي من دون اي تمهيد: ماتت ابنتك، بدا وكأن سعادة الدنيا تغمره وكانه يزف الخبر إلي.. وأما حالتي فكأن الروح قد خرجت أخيرا من جسدي،، وبعد 24 ساعة من المماطلة والتسويف كانوا قد نجحوا في الإجهاز على إبنتي صبا

وبدأت صورة ابنتي الحبيبة تتجلى امام عيني منذ ولادتها في سجن إيفين وحتى آخر لقاء لي معها قبل اسبوعين في ايام عيد الربيع الايراني (نوروز) في اشرف. لكن الفترة كلها لم تكن اطول من برهة كنت فيها إلى جانب ”صبا” منذ اللحظة التي اطلعتُ على أنها أصيبت بالرصاص إلى وقت استشهادها. وكنت اعيش سكرات الموت لحظة بلحظة مع ابنتي ”صبا”متناغما مع روحها حتى فارقتني وفارقت الدنيا واخذت روحي معها.

واما صبا فقد أوصلتها صديقاتها إلى مستوصف اشرف الذي لاتوجد التسهيلات فيه إثر إصابتها باطلاقات الرصاص المباشره من قبل القوات المهاجمة; وقطع الرصاص الشريان الأورطي في الجزء الأعلى من ساقها اليسرى وكسر ايضاً عظم فخذها. واحتوى الأطباء النزف الخارجي غير أنه لم يمكنهم وقايتها من النزف الباطني بسبب حصار ”اشرف” منذ اكثر من عامين وعدم وجود الاليات اللازمة وتتصاعد حدة الحصار وتزداد وطأته يوما بعد يوم والنتيجة مزيدا من الارواح التي يزهقها الحصار وصناعه.، وعندما وصلتُ إليها ووقفت عند رأسها قالت لي ابنتي صبا اصبتُ بالرصاص في رجلي وتواسيني قائلةً: ”مهما كانت النتيجة فستكون ضربة موجعة للنظام الحاكم في وطني أضعافاً مضاعفة”. وأكد الأطباء على إيصالها إلى مستشفى مجهز بالحد الادنى اللازم لحالتها،،وسرنا بإتجاه مستشفى ”العراق الجديد” التي ليست إلا معتقلا للتعذيب تحت سيطرة القوات العراقية حيث لم يُسمح لنا بالدخول في البداية، غير أن تم إقناعهم بضرورة ايصال هذه الجريحة الى مستشفى في بغداد بعد ساعات من المماطلة واضاعة الوقت

خرجت سيارة الإسعاف من اشرف في ساعة 11 ونصف صباحا أي بعد مرور خمس ساعات على إصابة إبنتي بالرصاص ويا للعجب على إنقضاء ساعتين للوصول الى الشارع الرئيسي الذي لاتتجاوز مسافته عن كيلومترين حيث أوقفونا سبع مرات وبذرائع مختلفه لقتل الوقت. وفي إحدى المرات نظرت الى خارج السيارة عبر الشباك في النقطة حيث شاهدت ”الدكتور عمر خالد” رئيس مستشفى ”العراق الجديد” المقيم في اشرف وقد قام بإيقاف سيارة الإسعاف وهو يثرثر مع الضباط العراقيين وكأن لم يحصل أي حادث أو توجد حالة خطرة لبشر ارواحهم على المحك بين الحياة والموت. ثم أوقف ضابط عراقي برتبة رائد موكب السيارات في النقطة الأخيرة من نقاط التفتيش وقال: على عوائل الجرحى أن يعودوا إلى اشرف. وانتنظرنا هناك 45 دقيقة حيث أخذت حالة إبنتي تتفاقم في كل لحظة، فقلت للضابط: الجرحى في حالة حرجة وسمعته يصرح لشخص إلى جانبه قائلا: ”أتمنى لهم الموت وهو يقول لي حالتهم حرجة!”، وهو من كانوا ينادونه بـ”رائد ياسر”

اخذت صحة ”صبا” في التدهور كل لحظة. مما حول النزف الباطني حالة ساقها إلى شكل غيرطبيعي، فحسم الاطباء في قسم الاستلام لمستشفى بعقوبة الامر فورا وقالوا يجب إيصالها إلى بغداد بأسرع وقت ممكن. هذا في الوقت الذي ادى فيه النزيف المتزايد الى وضع ”صبا” في حالة صدمة مما جعلها شاحبة الوجه تقضم أسنانها بشدة. وهذا هو ما اراده وتوافق مع رغبة ومخطط حضرة ”الرائد ياسر” فقد كانت فرصته ليمارس تعذيبه ومساوماته ضدي وضد ابنتي الجريحة ولم يتردد في تقديمه مقترحا للقيام بالخيانة حيث أبرز صفقته قائلا: اذا طالبت بإنقاذ روح أبنتك استعجل الآن في انفصالك وابنتك عن مجاهدي خلق ما يوفر لكم التسهيلات الطبية بأفضلها حيث نبعثك وبنتك إلى بلد اوروبي بعد ذلك واي بلاد منها تتمني فورا. وإذا بي وبسماعي لحديث الرائد ياسر وجدتُ نفسي وكأنني في معتقل ايفين حين يعاودني ما سبق لي قبل ثلاثين سنة عندما كان يحدثني سجان فيه بطهران. والرد كان واضحا ومحددا ما كانت ”صبا” تقول لي وسمعته منها مرارا وتكرارا وما كنا نعاود التغني به سوية من منطلق ايمان راسخ منادين: ”هيهات منا الذلة”. هذا وقتل الرائد من الوقت ساعة ونصف الساعة حتى سمح بالتقدم إلى بغداد. ووصلنا لمستشفى مدينة الطب ببغداد في الساعة الخامسة والنصف أي بعد مرور 12 ساعة على اصابة ”صبا” بالرصاص. فانتظرنا هناك ساعة ونصف مجددا فيما قالوا لنا لا توجد لنا إمكانية علاجها هنا حيث ليس لدينا الاختصاصية اللازمة لهذه العملية وعلينا أن نرحل إلى مستشفى آخر. وهذا الامر كان واضحا لهم منذ البداية حتى في مستشفى ”العراق الجديد” في اشرف حيث كانوا يعلمون ضرورة الرحلة إلى مستشفى اختصاصيا الا انهم امتنعوا عن تقديم اي نوع من اداء الواجب المهني والانساني والقانوني تجاه ابنتي وغيرها.

وكانت ”صبا” في حالة اللاوعي عندما وصلنا إلى مستشفى عدنان. وكان الضابط والحراس الثلاثة يتعاملون معي وكأنني سجين ما يمكنني الفرار حيث لم يسمحوا لي بمتابعة امور علاج ابنتي وحتى للتحدث مع الأطباء والممرضات. وإذ كانوا يوظفون الجنود لمتابعة الامور وماكان لديهم الا قتل الوقت. وجاءني طبيب قائلا: عليكم ان توفروا الدم ولو لم توفروا لحدث ما حدث، وكان طلبهم للدم في الحالة التي لم يكن لدي أي امكانية لتردد وحتى استخدام هاتفي الخلوي لإتصالي إلى اشرف لمطالبة الدم. وقال جندي انا اتابع توفير الدم ثم يرجع بعد ساعة ويقول لايوجد الدم و بُعث بجندي آخر و تكررت اللعبة لمرات. وقلت لهم إسمحولي ان اطالب اناس عاديين عراقيين بالدم أو اسئل الجماعة الموجودة في المستشفى اذا كانت فئة دمهم - O لتساعدوها، الا انهم قالوا لايمكن.

 كانت ”صبا” تذوب أمام عيني كشمعة وكأن تتركني روحي لحظة بعد لحظة من جسدي. وأصبحت إبنتي تذبل أمام أعيني ولم يسمحوا لي باتخاذ خطوة تنقذها. حيث كان اول سؤال كانوا يطرحون الأطباء وفي كل من المستشفيات الثلاث هو: ”لماذا تاخرتم هذه الفترة؟” السئوال الذي لايمكنني إجابته لأن الضابط العراقي كان يرد عليهم حسبما يريد ويقتضيه موقف خطتهم... نعم انهم حولوا جُرح بسيط إلى إصابة مهلكة، وأكملوا واجبهم الذي كان قتل إبنتي البريئة.

صباي ”صبا” ولدت في عام 1981 في سجن إيفين بطهران. وأفرج عنها وهي ابنة عامين من العمر. بُعثت إلى خارج ايران عبر الجبال فذهبت الى ألمانيا‏ حيث درست هناك وتخصصت في مجالات عدة وقد حظيت بحياة حرة كريمة في المانيا. وقد رايتها ذات يوم أواخر القرن الماضي في اشرف وانا حائر امام شخصيتها.. وقلت لها هل افتقدتني؟ فقالت لي كيف لم افتقدك يا أبي، ولكن سبب مجيئي إلى أشرف بجانب إخواني وإخواتي في مجاهدي خلق هو الجهد المقدس والواجب لتحقيق الحرية والديمقراطية في وطني إيران. لقد ضحت بروحها في طريق تحرير وطنها في التاسع من أبريل وهي في التاسعة والعشرين من العمر، وأختها ”سارا” هنا في أشرف وتعهدنا انا و”سارا” إلى جانب مجاهدي الشعب الآخرين بالسير في طريقها وقد صرحت ”صبا” في آخر لحظات عمرها قائلة: نحن صامدون حتى النهاية ونصمد حتى النهاية”.

*مخرج وكاتب سيناريو، سجين سياسي سابق في إيران، حاليا يقيم في مخيم اشرف مقر اعضاء مجاهدي خلق الايرانية بمحافظة ديالي في العراق

اجمالي القراءات 4463