اخيرا بعد 87 سنة من التاسيس قررت المملكة العربية السعودية السماح للمراة ان تقود السيارة

مهدي مالك في الأربعاء ٠٤ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

    

 

اخيرا بعد 87 سنة من التاسيس قررت المملكة العربية السعودية السماح للمراة ان تقود السيارة

مقدمة مطولة الى النهاية                                        

احتفلت المملكة العربية السعودية في 23 شتنبر الماضي بذكرى تاسيسها 87 بصفتها دولة تطبق الشريعة الاسلامية كنظام شمولي يتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الانسان و يتعارض مع مبادئ الاسلام الاصيلة بعيدا عن فضلات ائمة السلف الصالح كما يسمى في خطابنا الديني الرسمي ببلادنا مع كامل الاسف و مجموع دول المسلمين كذلك .

ان السعودية عاشت طيلة هذه العقود الثامنة خارج التاريخ المعاصر في كل شيء اللهم في بناء الجدران العالية و العيش الرغيد الخ بفضل النفط السعودي الذي ساهم بشكل قوي في نشر الوهابية الوحشية باعتبارها الاسلام الاصيل عبر دول العالم باسره  حيث لست ضد السعودية كبلاد الحرمين الشرفيين و كبلاد العروبة الخالصة لكنني ضد سياساتها الوهابية الوحشية في اليمن و في سوريا و في العراق عبر داعش كتنظيم وهابي اصيل من جميع النواحي التاريخية و الايديولوجية و السياسية بحكم ان حلم اقامة ما يسمى بالخلافة الاسلامية هو موجود بالقوى في كتب السلف و موجود في خطابنا الديني الرسمي في دولنا  الاسلامية بما فيها المغرب حيث لا يكذب علينا احد بالقول ان داعش لا تنتمي الى الوهابية الداعية اصلا الى قتل الشيعة كمذهب اسلامي و الى قتل اليهود و المسيحيين باعتبارهما من اهل الكتاب.

قد قلت في مقال سابق ان هناك حقيقة مؤلمة لا ينبغي تجاهلها باي حال من الاحوال الا و هي ان السعودية تمثل الاسلام في العالم باسره علما انها ليس لها اي دستور و لو شكليا لان التاويل الاصيل للسلفية اي الوهابية لا يسمح لفرقة سياسية او دينية مخالفة لهذا النظام الرجعي و لو في جزية صغيرة للغاية ان تعبر عن رايها في داخل بلاد  الحرمين الشرفيين اي ان السعودية لا تسمح بتاسيس تيارات الاسلام السياسي داخل أراضيها...

 لكن بالمقابل قامت هذه الدولة منذ وجودها في سنة 1930 بالدعم الايديولوجي و المالي لهذه التيارات في دول الشرق الاوسط و في دول شمال افريقيا بغية القضاء على اية محاولة للتنوير الاسلامي و خصوصا في مصر التي عرفت حركة تنويرية قادها المرحوم محمد عبده أي ان السعودية حاولت طيلة هذه العقود إقناع العالم الغربي المسيحي ان صح التعبير ان الاسلام هو دين و دولة بالمعنى السلفي عبر تطبيق الشريعة الاسلامية و تطبيق الحدود الشرعية من قبيل قطع الايادي و الارجل و  قتل المرتد عن الاسلام علما ان الاستاذ صبحي منصور قد نفى ان تكون  هذه العقوبة من شرائع الاسلام بمعنى ان الحديث من بدل دينه فاقتله يعبر عن استبداد الخلافة العباسية و لا يعبر عن صريح الاسلام على الاطلاق لان الاسلام قد اعترف بالاخر المخالف حيث عندما جاء الرسول الى المدينة  المنورة وجد يهود على دينهم بمعنى لم يجبرهم على اعتناق الاسلام  بل احترمهم و اعتبرهم امة حسب صحيفة المدينة التي اعتبرها اول دستور علماني  في الاسلام.....

ان موقفي من السعودية اصبح واضح منذ انضمامي الى موقع القران سنة 2015 حيث سيقول البعض ذوي النزعة السلفية ببلادنا انني ادافع عن ايران في مقالاتي باعتباري شيعي المذهب و اقول لهؤلاء القوم  انني حر في اعتقادي الشخصي كامازيغي مسلم يشهد ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله و بالاضافة الى ان ايران دولة اسلامية ذات هوية فارسية شيعية أي الفارسية و الاسلام.......

و بالاضافة الى ان دولة برغواطية كانت شيعية المذهب لان اجدادنا الامازيغيين عندما اكتشفوا وحشية اعراب بني امية في المغرب اختاروا ان يكونوا من الشيعة محبة لاهل البيت النبوي كتحليل شخصي قد يصيب او يخطئ .............

 اخيرا بعد 87 سنة من التاسيس قررت المملكة العربية السعودية السماح ان تقود المراة السيارة بينما ألمانية المتقدمة على كل الاصعدة و المستويات تقودها امراة من الحديد بالنجاح خلافا للحديث المنسوب الى رسولنا الاكرم بما معناه لا ينجح قوم جعلوا امراة تتولى شؤونهم العامة حيث ان هذا النوع من الاحاديث مصدرها ليس الرسول الاكرم بل مصدرها  هي احتقار الاعراب لشان المراة حيث الله يطلق سراح الباحث الاسلامي اسلام البحيري الذي قال  في مقال له في  اكتوبر 2008 حقيقة مثيرة للجدل الا و هي ان الرسول الاكرم قد تزوج  ام المؤمنين عائشة و هي تبلغ من العمر 18 سنة بينما ائمة الحديث قالوا انه تزوجها و هي بنت سنوات و دخل عليها أي مارس عليها الجنس و هي بنت 9 سنوات أي هناك احتقار عميق نحو المراة من طرف ائمة السلف حيث هذا رابط هذا المقال للاستفادة http://www.youm7.com/story/2008/10/16/%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%B4%D8%A9-%D9%88%D9%87%D9%89-%D8%A8%D9%86%D8%AA-9-%D8%B3%D9%86%D9%8A%D9%86-%D9%83%D8%B0%D8%A8%D8%A9-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9/44788

منذ  الاعلان عن هذا القرار التاريخي حسب راي البعض اخذت اتابع ما تقوله الفضائيات المحسوبة على الوهابية مثل قناة البصيرة بمصر حيث ان المشرف عليها المدعو عبد الرزاق الرضواني قد عبر عن حزنه الشديد حيال السماح للمراة ان تقود السيارة في السعودية على الاعتبار ان هذه البلاد حسب قوله ظلت طيلة هذه العقود الثامنة محافظة على منهج السلف الصالح في العالم حيث اعتبر ان قيادة المراة للسيارة في السعودية بداية لانحلال اخلاقي رهيب عبر الاختلاط بين الذكور و الإناث في الشارع العام كأن بقية دول المسلمين خارجة على نطاق الحياء و الوقار بمجرد قيادة المراة المسلمة لسيارتها الخاصة و كأن التيار السلفي له وصاية دائمة على الاذاب العامة للمسلمين حيث كنت اعتقد هذا الاعتقاد الخاطئ على طول الخط عندما كنت في فترة مراهقتي الحساسة و ربما قبلها حيث كانت معلمتي الاولى بمؤسسة الوردة الرملية لاستقبال الاطفال المعاقين باكادير تعلمني كيف اكون مسلما على منهج السلف الصالح اي تقديس اللغة العربية باعتبارها لغة اهل الجنة و كره المسحيين و اليهود بصفتهم كفار سيدخلون النار الخ من خرافات ائمة السلف الصالح كما يسمى ....

توقيع المهدي مالك                                      

اجمالي القراءات 7877