إذا كان القرآن الكريم يتحدث عن أن اكابر المُجرمين والمترفين هم سبب إهلاك الله لقراهم وعذابها فى الدنيا لكُفرهم بنعمة الله وصدهم عن آياته ،فلماذا يُصيب معهم الآخرين الذين لم يُشاركوهم إجرامهم وكُفرهم بنعمة الله ؟؟؟
فمثلا (مصر فيها 2 مليون ظالم فاسد فاجر مُترف مُجرم هم الذين يسرقون وينهبون مُقدراتها و يحكمون ويتحكمون فى حُكمها ونظامها ومؤسساتها وثروتها ويتناقلونها ويتوارثونها فيما بينهم عبر العصور،فما ذنب فقرائها وضعفائها مسلوبى الإرادة الباقين ؟؟؟).
وهنا يأتى رد القرآن الكريم ووصفه لعلاج هذه الأزمة والخروج منها بسلام ،وذلك بالتأكيد على الإصلاح المُستمر بقول الحق علانية وعدم كتمانه ، والأخذ على يد الظالمين ونُصحهم ، وإذا أقتضى الأمر إلى مقاومتهم ،وعزلهم ،بل وربما يصل الأمر إلى الحجر عليهم لإنقاذ البلاد والعباد من إهلاك الله لها ولهم وعذابهم فى خطوات عملية مُتكاملة هى .
الأولى -وجوب قول الحق وعدم كتمانه ،وإلا فاللعنة من الله ومن الناس على من سيكتمه مصداقا لقوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ )) البقرة 159
الثانية – الإصلاح الديناميكى المُستمر الذى لا يتوقف للمجتمع ولقوانينه وتشريعاته لتقترب من اقرب صورة للعدل والقسط .وذلك تطبيقا لقوله سبحانه وتعالى .((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )) هود 117
وفى قوله جل جلاله ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )) البقرة 251
الثالثة : إذا كتم دعاة الحق الحق ، وتوقفت عمليات الإصلاح فانتظروا وعيد الرحمن بالعذاب فى قوله سبحانه . ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) الأنفال 25
الرابعة – ضرورة الحجر المالى والإقتصادى على السُفهاء والمترفين حفاظا على ثروات المجتمع التى جعلها المولى سبحانه وتعالى قياما للناس جميعا تنفيذا لقوله جل وعلا . (( وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)) النساء 5
الخامسة . هل لاحظتم معى أن صيغة القرآن الكريم فى وصفاته العلاجية لإصلاح المجتمع جاءت بصيغة الجمع وليست بصيغة المفرد ؟؟
اى ان الإصلاح والمناداة به ومقاومة الفساد والفاسدين مسئولية جماعية وليست فردية فإن تقاعست الجماعة وتكاسلت عنها فستصيبها كلها حتما فتنة العذاب والهلاك الجمعى ولن تستثنى منهم احدا.