لأنه كان مختلفا عنهم

في الثلاثاء ٢٧ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

المنتظم 7 / 168

وفيات 115

لأنه كان مختلفا عنهم

عمر بن مروان بن الحكم أبو حفص‏:‏ لم يكن في بني أمية بمصر في أيامه أفضل منه. كان خلفاء بني أمية يكتبون إلى أمراء مصر لا تعصوا له أمرًا‏.‏ وكان يأتي عجائز في خراب المعافر فيدفع إليهن ما يكفيهن طوال السنة‏.‏

 

التعليق

أراهن بجنيه واحد مقابل لاشىء إذا كان أحد باحتى التاريخ الأموى المتمكنين يعرف من هو ( عمر ابن مروان بن الحكم ) ، مع إنه أخ الخليفة عبد الملك بن مروان الذى أعاد تاسيس الدولة الأموية ، و هو إبن مروان بن الحكم أول خلفاء الفرع المروانى فى الدولة الأموية ، ومروان بن الحكم هو الذى تسبب فيما يسمى بالفتنة الكبرى و مقتل عثمان ودخول المسلمين فى الصراع الحربى و الانقسام السياسى الذى لا يزال مستمرا حتى الان.

عمر بن مروان كان شخصا مختلفا عن بقية أسرته، كان إنسانا مسالما كريما عطوفا على الفقراء . ولأنه كان نقيا فلم يشتهرولم تكتب الحوليات التاريخية عنه عناوين ضخمة كما فعلت مع أبيه مروان وأخيه عبد الملك و أبناء أخيه عبد الملك وهم الوليد و سليمان و هشام ويزيد ، ثم مروان بن محمد بن مروان الذين حكموا الدولة الأموية عشرات السنين.

ولأنه كان ابن خليفة و أخ خليفة وعم عدد من الخلفاء فقد تكرم عليه المؤرخون بسطرين فقط  فى كتب التاريخ. ولو كان مواطنا عاديا بمثل هذا النقاء و التقى وأكثر فلن يذكره التاريخ أصلا.

من أسف أن التاريخ مثل صفحة الحوادث و الجرائم لا يحتل العناوين الضخمة فيها إلا المحتالون و الأفاقون و الأفاكون و القوادون .أما الطيبون المحترمون فيكفيهم عملهم الصالح وما أعده الله تعالى لهم فى الآخرة.وهذا هو الفارق بين العظمة التاريخية التى يكتبها المؤرخون زورا وبهتانا  والعظمة الحقيقية الأخلاقية التى لا يعرفها إلا الله تعالى.