التعذيب فى رؤية قرآنية : (2 ) معنى العذاب
أولا :
مقدمة : كلمة ( تعذيب ) لم تأت فى القرآن ضمن مصطلح ( عذاب ) ومشتقاته . ونتتبع مفهوم ( عذاب ) قرآنيا .
أولا : عذاب بمعنى الخسارة المالية والعينية :
1 ـ ضرب الله جل وعلا مثلا لعاقبة البخل بفتية يملكون حديقة ، وقد عزموا على منع المساكين حقوقهم من ثمر الحديقة ، فأحرقها الله جل وعلا :( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ (21) أَنْ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) القلم )، وسمّى الله جل وعلا إحراقها بأنه ( عذاب ) وقال عن عذاب الآخرة إنه أكبر:( كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) القلم ).
2 ـ هذا عذاب دنيوى ـ وسنتعرض لعذاب الدنيا بتفصيل قادم . وسنعرف أن هناك عذابا دنيويا يكون عقابا ، قد يتوب من يعانيه ، فلا يكون من المعذبين يوم الدين . وهؤلاء الفتية الذين بخلوا ثم رأوا حرق حديقتهم إعترفوا بالذنب ، والمفهوم من إعترافهم بالضلال والطغيان ثم التسبيح والدعاء أنهم تابوا. وقوله جل وعلا : ( كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) ) لا يعنى بالضرورة أنهم من أصحاب النار فى الآخرة ، لكنه يعنى أن عذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
3 ـ وهو مثل لوعظ البخلاء ، والله جل وعلا توعد البخلاء بعذاب فى الدنيا، نفهمه من قوله جل وعلا للصحابة وللمؤمنين : (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد ) ، وبعذاب أخروى إن لم يتب الباخلون ، قال جل وعلا : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)آل عمران ).
ثانيا : العذاب بمعنى عقوبة الزنا
1 ـ الجلد ـ وليس الرجم ـ هو لمن يثبت عليه أنه إرتكب الزنا من ذكر وانثى ، محصنا متزوجا أو غير محصن ، هذه العقوبة إن لم يتب توبة علنية . إن تاب أصبح وصفه ( تائبا ) ، من يصمم على الزنا يستحق لقب الزانى / الزانية . وعقوبة الجلد أن تكون علنية ، قال جل وعلا : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2) النور ).
2 ـ ولقطع الطريق مقدما على أولياء الشيطان الذين إفتروا أن عقوبة الزنا هى الرجم ( للمحصن والمحصنة ) جاء وصف العقوبة بالعذاب ـ وليس الموت والقتل.
2 / 1 ـ فيما يخص ملك اليمين التى تكون عقوبتها نصف المحصنة الحرة أى خمسين جلدة : ( فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ )(النساء 25 )، فعذاب المحصنات الحرائر 100 جلدة ، والمملوكة خمسون فقط .
2 / 2 : وهناك تضعيف العقوبة لأزواج النبى لو إرتكبت إحداهن نفس الجريمة:( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ ) الاحزاب 30 ) .
2 / 3 : ،وقال جل وعلا عن الزوجة التى يتهمها زوجها بالزنا : (وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ) (النور 8 ). هى زوجة محصنة وعقوبتها الجلد .
3 ـ الجلد عذاب بعقوبة يمكن تضعيفها ويمكن تنصيفها ، ولكن القتل رجما ليس عذابا ولا يمكن تضعيفه أو تقسيمه .
4 ـ عقوبة الجلد فى الزنا تتضمن تشهيرا : ( وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2) النور ). هذا التشهير يعنى الخزى والاهانة ، وهى عقوبة نفسية مضافة الى العقوبة الجسدية للجلد .
ثالثا : العذاب الجسدى والعذاب النفسى ( الخزى ) فى الدنيا :
1 ـ الشعور بالخزى والعار عذاب مؤلم ، ويمكن أن نتعرف عليه من موقف النبى لوط من قومه حين جاءوا الى بيته يريدون الفسق بضيوفه ، فقال لهم : ( واتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ) (الحجر 69 ). وفى تفصيل أكثر :( وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ) هود 78 )
2 ـ وهناك عذاب الخزى وحده:
2 / 1 : وهو ينتظر رجال الكهنوت الذين يتحكمون فى المساجد ، وهم من أظلم الناس ، قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) البقرة ). خزى فى الدنيا وعذاب عظيم فى الآخرة .
2/2 ـ أيضا ذلك الذى يجادل فى آيات الله ليضل الناس عن سبيل الله جل وعلا : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ )الحج 9 )
3 ـ وهناك عذاب الخزى مع العذاب فى الدنيا فيما فعله فرعون ببنى اسرائيل ، فرعون عذّب بنى اسرائيل عذابا شديدا ، كان يقتل أبناءهم ويستحيى نساءهم ، أى جمع مع القتل الاهانة والخزى ، قال جل وعلا يصف هذا العذاب إجمالا : ( وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) الدخان 30 )
4 ـ : وفى إهلاك الأمم السابقة إقترن عذابهم الجسدى بالاهلاك مع الخزى.
4 / 1 : قال جل وعلا عنهم جميعا : (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) الزمر 26 ). سمّى الله جل وعلا إهلاكهم أو عذابهم بالخزى ، ثم ينتظرهم عذاب فى الآخرة أكبر .
4 / 2 : كان قوم نوح يسخرون منه وهو يصنع السفينة إنتظارا للطوفان القادم : (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ) وردّ عليهم نوح عليه السلام : ( قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) هود 39 ). أى الطوفان قادم بعذابهم وإغراقهم وخزيهم ،ثم سيحل بهم عذاب مقيم بعده فى البرزخ .
4 / 3 : بعدهم قوم عاد الذين كفروا برسالة نبيهم هود عليه السلام . وعن إهلاك أو عذاب قوم عاد قال جل وعلا ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ) فصلت 16 ). هنا عذاب مُسمّى بالخزى فى هذه الحياة الدنيا ، ثم عذاب الأخرة أخزى .
4 / 4 : بعدهم قوم ثمود ، وقد كذبوا رسالة نبيهم صالح ، وكان إهلاكهم عذابا وخزيا ، قال جل وعلا : ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ ) هود 66 )
4 / 5 : وفيما بعد تكرر نفس الحال فى قوم مدين مع نبيهم شعيب . قال لهم شعيب عليه السلام :( وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) هود 93 )
4 / 6 . نجا من هذا الخزى أو الاهلاك أو العذاب قوم يونس الذين سارعوا بالايمان حين شاهدوا بوادر الاهلاك ، فكشف الله جل وعلا عنهم هذا الخزى والعذاب ، قال جل وعلا : ( فَلوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ) يونس 98 )
5 ـ ( الخزى ) كعقوبة نفسية نجدها فى عقوبة الارهابيين الذين يقتلون الأبرياء ويسلبون أموالهم ، ويقطعون الطريق ، مثل الدواعش وأمثالهم ، يقول جل وعلا : ( إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) المائدة 33 ). هنا عقوبة جسدية ( القتل والتقطيع ) وعقوبة نفسية ( خزى )، وينتظرهم عذاب عظيم فى الآخرة .
رابعا : العذاب / الخزى مع عذاب الآخرة :
1 ـ يصف الله جل وعلا عذاب الكافرين يوم القيامة بأنه مهين وأنه أليم : ( وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) البقرة )( وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة ). أى هو مهين للنفس ـ أى خزى ، وهو أليم للجسد .!
2 ـ وعموما فإن كل من يدخل النار فهو فى خزى ، أخزاه الله جل وعلا ، وهذا هو ما يدعوه المؤمنون يقولون : ( ربَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) ( رّبنا َوَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) آل عمران 192 ، 194 ). وقالها جل وعلا فى حكم عام أن الخلود فى جهنم يعنى الخزى العظيم : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ) التوبة 63 ). قد يتندر بعضهم على هذا ، وسيكون جزاؤه الخزى العظيم فى عذاب يوم الدين .
3 ـ خزيهم الأعظم حين لقاء الرحمن جل وعلا ، وهو جل وعلا الذى يخزيهم : ( ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ) النحل 27 )
4 ـ ولهذا أمر الله جل وعلا رسوله أن يقول لقومه أن يظلوا على ماهم عليه وسيظل هو على ما هو عليه الى أن يأتى يوم القيامة ، وعندها سيعلمون من سيحل به عذاب يخزيه ويظل خالدا فيه : ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) الزمر 40 ).
5 ـ وسينجو من هذا الخزى يوم القيامة النبى والمؤمنون التائبون ، الذين تحيط بهم أنوار الهداية رحمة من الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا يدعو المؤمنين للتوبة النصوح : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم 8 )