في شكوى رفعها لعمرو موسى: لم أزر إيران في حياتي
ناشط مصري يطلب التحقيق في اتهامات بقيادته فرق موت شيعية

في الإثنين ١٨ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

دبي - فراج إسماعيل

طلب ناشط شيعي مصري تدخل جامعة الدول العربية للتحقيق في تقرير نسبته جهات إعلامية للاستخبارات الأردنية باستكشاف فرق موت شيعية تقودها عدة محطات في القاهرة وبيروت ودمشق وعمان، واتهمته بأنه أحد المشرفين الرئيسيين عليها.

وقال محمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت بالقاهرة والذي يوصف بأنه زعيم التيار الشيعي المصري في شكوى رفعها لعمرو موسى الأمين العام للجامعة بأن التقرير يتهمه بالتنسيق مع محمد سعيد الغراوي (أبو منتظر) ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في دمشق، وآخرين من التيار الصدري، لإدارة فرق موت شيعية ضد البعثيين العراقيين والسنة من المقاومة العراقية.

وناشد الدريني تدخل عمرو موسى قائلا "إن ما ورد في التقرير لا يشكل خطرا على الأسماء الواردة فيه من الجهات الأمنية فقط، بل قد تستهدفهم الجماعات الدينية السنية الراديكالية المتأثرة بالحملات العقائدية والسياسية ضد الشيعة".


لست مطلوبا في سوريا

وأوضح الدريني لـ(العربية نت) أنه زار دمشق في الأسبوع الماضي، والتقى ببعض الذين اتهمهم التقرير بقيادة فرق الموت، وأنه لو كان ذلك صحيحا لقبضت عليه السلطات السورية هناك، وأنه سألهم قبل أن يسافر لدمشق "عما إذا كان مطلوبا لديهم، فتلقى ما ينفي ذلك".

لكنه قال "ربما أكون مطلوبا للسلطات الأمنية في الأردن، ليس للاتهامات التي وردت في التقرير، وإنما لأسباب أخرى".

من جهته، قال محمد سعيد (أبو منتظر) لـ(العربية نت) "إن اسمه جاء على رأس "قيادات فرق الموت المزعومة، وهذا من محض الخيال، فالتقرير تضمن أن السلطات السورية اقتحمت وكرا استخباراتيا يقوده بنفسه، ولو كان ذلك صحيحا ما كنت أتحدث إليك الآن بالهاتف، وما كنت حرا طليقا".

وأضاف "ليست لي أية معرفة بمحمد الدريني ولم يسبق لي أن التقيته إطلاقا، ولا أعلم أنه كان في سوريا في الأسبوع الماضي"، وتساءل (أبو منتظر) عن "المنطق الذي يجمع تحالفا لفرق الموت المزعومة بين التيار الصدري والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية رغم ما بينهما من تناقض".

محمد الدريني قال لـ(العربية نت) "إنه حمل تفويضا من معظم الأسماء الواردة في التقرير المنسوب للاستخبارات الأردنية، برفع شكوى لعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية للتحقيق في هذا الأمر وإبراء ساحتهم، وأنهم ينتظرون تفعيلا سريعا لمطالبهم، وسيتابعون النتائج عن كثب".

وأوضح الدريني في شكواه "صدر تقرير مجهول المصدر استنادا إلى مزاعم منسوبة لجهات الأمن الأردنية وغيرها، تجزم بوجود فرق موت شيعية يتولى قيادتها عدد من أبناء العراق ومصر -وتحديدا محمد الدريني- وآخرون من إيران، وقد نشر هذا التقرير في عشرات المواقع العراقية على شبكة الإنترنت".

وأرفق الدريني بشكواه صورة من التقرير الذي قال "إن السلطات العراقية تحقق فيه حاليا"، مشيرا إلى أنه تضمن "سفره إلى إيران وتلقيه أموالا للإنفاق على هذه الفرق".

وأضاف "لم أسافر لإيران ولو مرة واحدة في حياتي، رغم أن الإعلام يقدمني بصفتي زعيما لشيعة مصر، كما تسوق أكاذيب وافتراءات أخرى تهدف إلى تعظيم شعور الشارع السني بالخوف وتحفيزه لإيذاء الشيعة".


نريد إعلان الحقيقة

واستطرد في شكواه للجامعة العربية "التقرير يعطي للأمن في مصر مبررا لتكرار اعتقالي الذي أنهت بعضه الأمم المتحدة بقرار خاص بي يحمل رقم (5 لعام 2005)؛ حيث أطلق سراحي عقبه مباشرة في المرة الأولى، علما بأن اعتقالي الثاني جاء متزامنا مع صدور هذا التقرير".

وطلب الدريني من عمرو موسى "مطالبة حكومة العراق بإعلان التحقيق في قضية نشر التقرير في عدة مواقع عراقية وخلفيات وأهداف النشر، وحفظ حق من وردت أسماؤهم في مقاضاة المسؤولين عن ذلك".

كما ناشده "مطالبة الجهات الأمنية الأردنية بإعلان الحقيقة فيما ورد في التقرير الذي استند إلى معلوماتها؛ حيث ينتابنا الشك في ذلك، علما بأنني قمت بزيارة سوريا الأسبوع الماضي، وتأكدت من حقيقة الزج باسمها في التقرير".

وفي اتصال من (العربية نت) مع محمد سعيد الغراوي (أبو منتظر) قال "جئت من القاهرة من 5 أيام فقط؛ حيث كنت ضمن وفد عراقي برئاسة د. أكرم الحكيم وزير الوفاق الوطني، والتقينا بعمرو موسى ووزير الخارجة المصري، ولو كان ما ورد بحقي صحيحا ما استطعت الخروج من القاهرة، أو ما ضمني الوفد من الأصل".

وأضاف "اسمي رقم "1" في التقرير، وهناك علاقات تنظيمية لفرق الموت تجمعني بالدريني، مع أني لا أعرفه ولم ألتقه في حياتي، وزعم أني أشرف على عدد كبير من المقرات، وأن الاستخبارات السورية داهمت أحدها في منطقة الزبداني بدمشق واستولوا على كميات هائلة من العملة الصعبة، وأن الأردنيين نسقوا مع السوريين في ضبط هذا التنظيم، علما بأني أدخل الأردن وأخرج منها بصورة طبيعية ولا تتعرض لي الجهات الأمنية وهذا يدحض التقرير تماما".

وسخر أبو منتظر من هذه المعلومات بقوله "هناك تناقض شديد، خصوصا في الحديث عن تنسيق أردني سوري وهذا غير معقول، ثم كيف تعرف الاستخبارات السورية تلك المعلومات وتغض الطرف عني".

واتهم أبو منتظر "الأطراف البعثية العراقية بالوقوف وراء ذلك التقرير" قائلا "إنهم يشتغلون على هذا الملف بشأن فرق الموت الوهمية منذ 5 شهور، أنا ممثل المجلس الأعلى. منصبي سياسي، فما علاقتي بذلك؟ ثم هل سمعت يوما عن توافق بين التيار الصدري والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية.. فكيف يقولون إذا إنني أدير البدريين والصدريين؟".

وتابع "هذه من الخزعبلات التي تنم عن أناس مفلسين من كل شيء، لكنه دليل على وطنيتي ونزاهتي وإخلاصي لبلدي"، وقال أبو منتظر "أقيم في دمشق منذ 20 عاما، ولم تسجل نقطة سوداء في ملفي على الإطلاق".


معلومات عن خلايا

وقد أورد التقرير الذي طلب محمد الدريني من الجامعة العربية التحقيق فيه، أن الاستخبارات الأردنية ألقت القبض على خلايا إرهابية تعود لفيلق بدر "دخلت الأردن بصفة ممثلين عن الحكومة العراقية عن مشروع المصالحة الوطنية"، وأن الخلايا المذكورة لديها محطات واتصالات عدة ببقية رموز فيلق بدر -فرق الموت-، المنتشرة في سوريا ومصر والأردن.

وأضاف "أن المخابرات الأردنية توصلت غلى الخلايا المذكورة عن طريق تتبع تحركاتها داخل المملكة، كونها كانت على علاقة وثيقة بحادثة الاغتيال التي نجا منها الإعلامي العراقي المخضرم الوطني شاكر حامد".

وقال "إن محمد سعيد (أبو منتظر) بصفته ممثلا عن المجلس الأعلى في دمشق وبيروت، يزود المحطات المذكورة بالمعلومات الموثوقة عن تحركات بعض مقاتلي وقياديي المقاومة والبعث - تنظيم عزت الدوري".

وتابع التقرير "أن أبو منتظر ينسق عمله الاستخباري السري مع بعض رموز جماعة (محمد يونس الأحمد)؛ حيث يزودون الغراوي بأسماء البعثيين المنشقين عن تنظيم الدوري الذين التحقوا بجناح الأحمد، وبأسماء الرافضين الانضمام لجناح المنشقين المغرر بهم إقليميا".

وقال "إن التعاون المذكور مبني على أساس ملاحقة حكومة المالكي خلايا وتنظيمات الدوري داخل الساحة العراقية، وفي حال الظفر بها يتم تصفيتها على الفور داخل معتقلات فيلق بدر السرية البعيدة عن وزارة الداخلية والدفاع، والمنتشرة في أطراف بغداد مثل (المدائن - الراشدية - الحسينية - الدورة - التاجي - سبع البور - الشعلة - مدينة الصدر - الشعب - حي البساتين كلية الدفاع الجوي - فوج الطوارئ في ناحية الفحامة".


أبو منتظر والدريني

وأضاف التقرير "أن أبو منتظر ينسق سرا وعلانية مع زعيم مؤسسة آل البيت المصرية التي يتزعمها القيادي الإسلامي المصري الشيعي محمد الدريني"، مشيرا إلى أن المخابرات الأردنية أرفقت ملف الاعترافات وأرسلته بشكل مستعجل إلى السلطات السورية لاستبيان سبب قدوم بعض عراقيي الأصل، والعراقيين من أصل إيراني الحاملين جوازات سفر دبلوماسية مزيفة البيانات والمعلومات، وصحيحة الإصدار من وزارة الخارجية العراقية، مستغلين حصانتهم الدبلوماسية لتأمين غطاء لتحركاتهم الاستخبارية التي تستهدف العراقيين البعثيين داخل ساحات المنطقة، وتحديدا في دمشق الذين يتابعهم عن كثب الغراوي- ممثل الحكيم".

وقال "إن المجموعة اعترفت على تنسيق عملها الاستخباري مع بعض القياديين الصدريين المنحدرين من جيش المهدي، بغية القيام بعمليات تصفية جسدية بحق المعارضين العراقيين البعثيين والشيوعيين والقوميين والإسلاميين، وتحديدا السنة، داخل الساحة السورية".

اجمالي القراءات 4216