عزمت بسم الله،
إن الله تعالى يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(75).الحج. ( ولم يقل ومن الجن). ليبشروا وينذروا قومهم، فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(48).إبراهيم. ولقد توعد الله تعالى المجرمين بالعذاب الأليم.
فمن هم المجرمون؟
إن المجرمين حسب آيات الله تعالى هم الذين يُكذبون بآيات الله سبحانه ويستكبرون عنها. إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ(40).الأعراف.
من المجرمين من يفترون على الله تعالى الكذب على لسان رسوله وخاتم الأنبياء، فيغيروا أحكام الله تعالى حسب هواهم، مثل تحريمهم الوصية للوالدين والأقربين، والتدخل في تقسيم الله تعالى للميراث، ورجمهم للزانية والزاني، ورمي الجمرات في منى، بدعوى رجم الشيطان الذي يراهم هو وقبيله ويضحك عليهم، لأنهم يتدافعون ويقتلون بعضهم بعضا. وما إلى ذلك من تغير لأحكام الله تعالى، ويُعتبر ذلك كله عند الله تعالى من الظلم ( أي من الشرك). فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ(17).يونس.
ومن الغريب أن نجد من يدافع عن كتاب البخاري ومسلم، في الوقت الذي بدأ نور الله تعالى يظهر بفضل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أمثال الدكتور أحمد صبحي منصور، الدكتور شحرور، الأستاذ أحمد عبده ماهر، والدكتور إسلام بحيري، وغيرهم الكثير ممن أنعم الله عليهم من الصديقين والصالحين فهم يستمسكون بما أنزل الله تعالى من كتاب، ويبينون الأخطاء والمخالفات الكثيرة في الكتابين ( البخاري ومسلم). لكن بعض من شيوخ الدين الأرضي يبغونها عوجا، ويعتبرن (البخاري ومسلم) أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، ولا يجوز نقدهما أو تنقيحهما، فهل تجوز مقارنة كتاب الله تعالى بكتاب بشر!!!
لو تصفحنا كتاب الله تعالى من أوله إلى آخره لما وجدنا آية واحدة تدعوا لإتباع غير ما أنزل الله تعالى من كتاب. فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(15).الشورى.
لنرى ما أعد الله تعالى للذين كفروا بآيات الله تعالى التي كانت تتلى عليهم فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ(31).الجاثية.
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ(66).التوبة.
ويوم القيامة يؤتى بالمجرمين مقرنين في الأصفاد، أي مقيدين بعضهم مع بعض. ـ كما يقيد آل سعود السجناء في أيديهم وأرجلهم بالسلاسل الغلاظ. ـ
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(48)وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ(49)سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ(50)لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(51)هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(52).إبراهيم. يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ(41).الرحمان.
وما أود التنبيه إليه هو يوم تبدل الأرض غبر الأرض والسماوات سوف يُنكس المجرمون رؤوسهم عند ربهم، ويعترفوا أنهم أبصروا وسمعوا، ويطلبون الرجوع ليعملوا صالحا (كما يعمل اليوم أهل التنوير). وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ(12).السجدة.
لقد صور لنا الله تعالى مشهد ذلك اليوم الرهيب، كيف يتخاصم المستكبرون مع المستضعفين ويلقي كل منهم اللوم على الآخر. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ(32)وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(33).سباء. وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ(99).الشعراء.
إن المجرمين الذين استكبروا وكذبوا بآيات الله تعالى، واستبدلوا أحكامه بأحكام جاءت في كتب البشر، متناقضة لما أَنزل الله تعالى على رسوله محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، أقول إن المجرمين الذين كانوا في الدنيا من الذين آمنوا يضحكون، سوف يضحك عليهم الذين آمنوا يوم الدين. إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ(29)وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ(30)وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ(31)وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ(32)... فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ(34)عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ(35)هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ(36).المطففين. هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ(43).الرحمان.أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ(35).القلم.
وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ(59)أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(60)وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(61).يس.
ختاما قال رسول الله عن الروح عن ربه: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ(50)وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ(51).الذاريات.
لأن من يأتي ربه مجرما فسوف لن ينفعه افتداء نفسه ولو جاء بملء الأرض ذهبا. إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا(74).طه.إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوْ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ(91). آل عمران. اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ(47).الشورى.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.